فلسطين أون لاين

الحالة الصحية لـ"عباس" تثير جدلًا عبر مواقع التواصل

...
رئيس السلطة في رام الله محمود عباس
غزة/ نور الدين صالح:

تساءل عشرات النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن طبيعة الحالة الصحية لرئيس السلطة محمود عباس، بعدما عمّ خبر وفاته في أحد المستشفيات الأردنية قبل أيام، في ظلّ تكتُّم واضح من وسائل الإعلام التابعة للسلطة والمحسوبة على حركة فتح، حول حقيقة الحالة الصحية لـ"أبو مازن".

وعلى مدار السنوات الماضية، أُدخِل عباس الذي تجاوز عمره الـ87 عامًا إلى المستشفى عدة مرات، في حين كانت تشير تقارير إعلامية إلى أنه يعاني أحيانًا مشكلات في القلب، وأحيانًا أخرى يعاني التهابًا رئويًّا حادًا.

وألقى عباس أمس عبر مكالمة هاتفية في أثناء إلقاء كلمة خلال مؤتمر وثائق الملكيات والوضع التاريخي للمسجد الأقصى، إذ بدا واضحًا على صوته أنه يعاني إعياءً شديدًا ناجمًا عن تردي الحالة الصحية، الأمر الذي زاد من حالة الشكوك لدى المواطنين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي.

يقول الكاتب د. إبراهيم حمامي عبر صفحته الشخصية على "تويتر" معلقًا على وفاة عباس: "رغم نفي فتح وفاة محمود عباس وتأكيدها مشاركته الشخصية في مؤتمر وثائق الملكيات والوضع التاريخي للمسجد الأقصى المبارك، عباس يشارك بكلمة مقتضبة -لا يُعرف إن كانت مسجلة مسبقًا- عبر الهاتف دون حضوره، ما زاد من التكهُّنات حول تدهور صحته ودخوله في غيبوبة".

وكتب الصحفي تامر المسحال عبر صفحته على "فيسبوك": "ظهر الرئيس في خطابه صوتًا لا صورة عبر هاتف أحد المشرفين على مؤتمر القدس في البيرة، ثم في صور نشرها مكتب الرئاسة بعد الخطاب ظهر فيها يخطب خطابًا مصورًا أمام كاميرا دون أثر لأيّ هاتف".

وختم التغريدة بتساؤل: "هل التناقض في عدم بث الخطاب مصورًا تخبط أم تعمد؟".

وكتبت الناشطة إسراء صالح عبر صفحتها على "فيسبوك" متهكمةً: "المميز عنا في رؤسائنا إنه ما بيموتوا طبيعي، وإنما بيكون موت الواحد مرحلة انتقالية للشعب الفلسطيني وإنذار بالأسوأ وكله بكون في مين بقدر على الخضوع أكثر للاحتلال؛ مات عرفات اجانا أبو مازن، مات أبو مازن تخيلوا يجي الشيخ؟".

وغرّد الحساب الذي يحمل اسم "علي- أبو سما" عبر "تويتر": "في أخبار أنّ محمود عباس "أبو مازن" الرئيس الفلسطيني مات في مستشفى بالعاصمة عمان وأنه مش رح يتم الإعلان عن الخبر غير بكرة أو بعده". 

وأكمل: "الله أعلم شو صحة هذا الكلام؛ بكل الأحوال الله يحرقه في نار جهنم على الذي تسبب فيه للشعب الفلسطيني، خائن، عميل، مطبّع".

فيما تهكّم الناشط محمد العيلة عبر "فيسبوك": "عاجل/ وفاة الفريق الطبي للرئيس محمود عباس"، مضيفًا: "من أخطر ما في مرحلة ما بعد عبّاس عدم وجود آلية متفق عليها لاختيار خليفة له، بعد شطبه المجلس التشريعي، ومنعه إجراء الانتخابات العامة، وبالتالي يضع الجميع أمام فوضى محتملة".

ونشر الناشط باسل أبو كنان تعليقًا ساخرًا عبر "فيسبوك": "مصادر إسرائيلية وفاة الرئيس الفلسطيني محمود عباس للمرة الألف بحسب النشطاء الفلسطينيين".

وقال معاذ حسن في تغريدة عبر "تويتر": "الإشاعة عن وفاة عباس غير صحيحة مطلقًا، وهو ما زال (حية تسعى)".

وتابع: "إشاعات وفاته تخرج كل فترة لجلب التعاطف مع السلطة وأيضًا هنالك إشاعة وخبر مفبرك تُروّج له أجهزة أوسلو عن "اكتشاف نفق في بيتونيا" لاغتيال قيادات في الأجهزة الأمنية؛ كلها ألاعيب محروقة لجلب تعاطف الناس معهم".

وانتُخب عباس رئيسًا للشعب الفلسطيني عام 2005 خلفًا للشهيد ياسر عرفات، وانتهت ولايته القانونية عام 2009، لكنه احتفظ بمنصبه بفعل حالة الانقسام في الساحة الفلسطينية وعدم إجراء الانتخابات منذ ذلك التاريخ.

ومن المرجح أن يفرض غياب عباس عن المشهد –حال حدوثه- واقعًا استثنائيًا؛ في ظلّ حالة الجدل السياسي والقانوني بشأن الرجل الذي سيخلفه رئيسًا للفلسطينيين.