قائمة الموقع

مُبعدٌ وقلبه في الأقصى

2017-07-24T07:12:30+03:00

على مقربة من أقرب نقطة يسمح له بالتواجد فيها في محيط المسجد الأقصى والبلدة القديمة يقف أمجد أبو عصب منصتًا لتلك الأصوات المنبعثة من اعتصامات المقدسيين على أبواب الأقصى فالحناجر تصدح تارة بالدعاء والتكبير، وتارة أخرى بالنشيد الذي يلهب مشاعره، ويزلزل كيانه "لبيك يا أقصى البطولة كلنا نفدي الحمى.. ولبيك واجعل من جماجمنا لعزك سلما.. لبيك إن عطش اللواء سكب الشباب له الدماء".

تتسلل هذه الكلمات إلى مسامعه لتوقع أثرًا نفسيًا صعبًا عليه، وفي ذات الوقت يغبطهم على تواجدهم في هذا المكان، وقدرتهم على تلبية النداء، في الوقت الذي حرم من الدفاع عن الأقصى وهو في أمس الحاجة لكل مقدسي بسبب قرار الإبعاد الذي اتخذه المحتل الإسرائيليّ بحقّه.

الشاب المقدسي أبو عصب يقول لفلسطين: " هذه ليست المرة الأولى التي تتخذ فيها ضدي قرارات بالإبعاد عن المسجد الأقصى والبلدة القديمة، وإنما الرابعة ولقد تسلمت قرار الابعاد من شرطة الاحتلال لمدة 15 يومًا".

وأضاف: "ولكن قرار الإبعاد هذه المرة يختلف عن سابقاته، في ظل ما يتعرض له المسجد الأقصى من هجمة شرسة من قبل الاحتلال الإسرائيلي هي الأصعب، ومن ضمنها وضعه للبوابات الإلكترونية في المسجد الأقصى، والتي تعتبر وسيلة جديدة للسيادة على المسجد، ومحاولته للتفرد به وتهويده وحصاره لفرض التقسيم المكاني والزماني بساحاته".

وأثناء وقوفه في جبل الطور يسمع أبو عصب دعاء الشيخ والمصلين خلفه يؤمنون، كان صوتًا تقشعر له الأبدان، وشعورا مؤلما تملكه في هذه اللحظة عندما لم يجد نفسه في صفوف المتقدمين للدفاع عن الأقصى ومساندة أهله وهو في أمس الحاجة لذلك.

وأوضح أبو عصب أنه يشعر بغصة في قلبه بعد قرار الإبعاد الذي جاء في هذا الوقت الحرج، ولكن ما يخفف عليه مرارته هو الحمية غير المعهودة بين المقدسيين، وتتمثل في عطاء الناس، وتعاضدهم وتكاتفهم مع بعضهم البعض، الأمر الذي أربك الاحتلال وأشعره بحالة من التوتر.

وأشار إلى أن الاحتلال يسلب منه الحق الديني، ويضع قيوداً على حريته وتحركه، ويكمل حديثه: "قلبي ينفطر كل يوم على الأقصى وحاله، وشعور الألم لا يوصف كل ليلة وأنا أستمع لصوت اعتصاماتهم ودعائهم، ومناجاة ربهم بأن يحمي المسجد الأقصى، ونشيدهم بصوت واحد".

لكن ما يهون عليّ حزني وألمي وجود رجال وشباب في الأقصى يحمونه بصدورهم العارية، أما كلمات المقدسيين فيستشعرها كل من في قلبه حب للأقصى.

ولا يكترث أبو عصب وغيره من المبعدين عن المسجد الأقصى، لقرارات الاحتلال الصادرة بحقهم؛ فهم يصرون على التواصل معه بالوسائل كافة، فقلوبهم ما تزال معلقة به، فلا يتوانى عن دوره في متابعة الأخبار ونشرها، ومتابعة المعتقلين، وتوفير المحامين، وشحذ الهمم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وكأنه يشارك في حرب إلكترونية.

ويوضح أن بعض المبعدين يغامرون بأنفسهم في الوصول إلى بوابات المسجد الأقصى والمشاركة في الاعتصامات، يعلق: "فأهالي مدينة القدس يدافعون عن الأمة بأكملها، وذلك بعد أن نزغ الخوف من قلوبهم بأمر رباني".

ودعا أبو عصب الأمة العربية والإسلامية إلى عدم ترك الشعب الفلسطيني في هذه المحنة وحيداً والوقوف إلى جانبه، "فعار علينا أن نتنازل عن عقيدتنا، فلا نريد منهم القدوم عبر الحدود، بل عليهم التظاهر أمام السفارات الاسرائيلية وتعرية الاحتلال أمام العالم بجرائمه التي يقترفها بحق المقدسيين والفلسطينيين"، وفق قوله.

اخبار ذات صلة