فلسطين أون لاين

تقرير معتقل سياسي بلا تهمة.. والدة زيد حرب: لا أتخيله معذبًا داخل أقبية أريحا السيئة

...
المعتقل السياسي في سجون السلطة زيد حرب
سلفيت / غزة - فاطمة الزهراء العويني:

  • من داخل سجون الاحتلال.. والده يناشد للإفراج عنه 

بمشاعر مختلطة تتابع لمياء حسن حرب استمرار إضراب ابنها زيد عن الطعام في إثر اعتقاله بسجون السلطة دون أي جرم ارتكبه، فتردي الحالة الصحية لنجلها بشكل سريع يُشعرها بالخوف والقلق على حياته؛ ما دفعها إلى الشروع في إضراب عن الطعام مساندةً له.

بدأت الحكاية الإثنين الماضي عندما تلقّى الأسير زيد حسام حرب (24عاما) من مدينة سلفيت اتصالاً من شخص عرف نفسه على أنه من "جهاز المخابرات العامة" بالضفة الغربية يطلب منه المثول أمام الجهاز.

تقول السيدة حرب: "استنكر ابني الاتصال وطلب من المتصل إيصال مذكرة تبليغ للمنزل، ولكنه رفض التواصل مع جهات في جهاز المخابرات فأخبروه بأنه مطلوب للتحقيق فعلاً".

وتضيف: "قال لي أنا لم أفعل شيئاً يا إِمي وإذا اعتقلوني راح أضرب عن الطعام والماء"، مبينة أن الاعتقال ظلماً وقعه على النفس ثقيل وهو ما دفع زيدًا للإضراب عن الطعام.

يشار إلى أن زيدًا اعتقل مرتيْن سابقاً لدى الاحتلال الإسرائيلي وست مرات على خلفية سياسية لدى أمن السلطة، وتعتقد حرب أن هذا الاعتقال يأتي للأسباب نفسها، "فابني طوال اليوم منذ الصباح الباكر وحتى المغرب يكون منهمكاً في عمله سائقًا على شاحنة حيث يتنقل لمسافات طويلة بين مدن الضفة المختلفة".

وتناهى إلى مسامع العائلة أن وضع زيد الصحي يشهد تدهوراً سريعاً، وأن جهاز المخابرات نقله لمقر الخدمات الطبية ومن هناك للمشفى، حيث رفض تناول "المغذي" ومن ثم أعادوه للسجن ومددوا اعتقاله، "لم يكتفوا بذلك بل نقلوه لـ"مسلخ أريحا، فلا يمكنني أن أتخيل تعرضه للتعذيب هناك وهو أساساً في حالة صحية صعبة".

دوامة الاعتقالات

يشار إلى أن والد زيد الشيخ حسام حرب خطيب مفوه ومن رجال الإصلاح، وقد أمضى في سجون الاحتلال الإسرائيلي 13 عاماً تقريباً، "ومنذ الانقسام الفلسطيني في 2007م والاعتقال السياسي ينهش جسد العائلة فيعتقل أمن السلطة الشيخ حسام أو أحد أبنائه"، وهو يقبع حالياً في سجون الاحتلال تحت الاعتقال الإداري حيث تم اعتقاله في التاسع عشر من أكتوبر الماضي.

تقول حرب: "اعتقلوا الشيخ وابنيّ حسان وزيد عدة مرات، نحن نعيش في دوامة من الاعتقالات المتكررة بين السلطة والاحتلال، فمَنْ لم يعتقله الاحتلال تعتقله السلطة وهكذا دواليك، كل ذلك هدفه التنغيص علينا، حتى إن ضباطاً من الأمن الوقائي أخبروا أحد قريباتنا بأنهم ينتعشون عند رؤيتهم أبناء الشيخ حسام في سجون السلطة!".

الخوف على حياة زيد تملك أيضاً من نفسه والده المعتقل في سجون الاحتلال، فبعث بمناشدة عاجلة من معتقله، "يناشد فيها كل مسؤولي السلطة أن يتحملوا مسؤوليتهم تجاه نجله المضرب عن الطعام والماء، مناشداً رئيس الحكومة بالضفة محمد إشتية ووزير الداخلية زياد هب الريح ورئيس جهاز المخابرات ماجد فرج بالإفراج العاجل عنه، نظراً لتدهور حالته الصحيّة كما أخبر المحامي".

وبالعودة إلى والدته فإن المحامي الموكل بالدفاع عنه أخبرها بأن زيدًا قد حضر المحكمة التي عُقدت له في حالة إعياء شديد حيث لم يكن قادراً على الوقوف على قدميه، وكان يسنده اثنان من رجال الأمن.

وتستنكر حرب المعاملة اللاإنسانية التي تمارسها السلطة بحق المعتقلين السياسيين، تقول: "ذهبتُ الخميس الفائت لإدخال ملابس له فرفضوا أن ألتقي به، كما رفضوا إدخال الملابس، فسألتهم بأي شرع تفعلون ذلك وتمنعونه من تغيير ملابسه؟ فأجابوني: "في شرعنا" فلم أملك إلا أن أقول لهم "حسبي الله ونعم الوكيل"".

وحملت المسؤولية عن حياته لجهاز المخابرات العامة، تقول: "تحدثنا مع محامين من حقوق الإنسان وهم يحاولون الدخول لزيارته والاطمئنان عليه".