سادت حالة من التندّر والسخرية الواسعة أوساط رواد مواقع التواصل الاجتماعي، إزاء مسح أجرته حكومة رام الله يدعي وجود رضا واسع بين المواطنين على الخدمات المقدمة للمراجعين في الدوائر الحكومية التابعة للسلطة.
ورأى مغردون أن الاستطلاع الذي ادعى أن 76% من المستطلعة آراؤهم راضون عن أداء الحكومة، موجه وغير مهني، ويهدف إلى تلميع حكومة اشتية المتهم في الكثير من قضايا الفساد.
وتواجه حكومة اشتية منذ تعيينها في إبريل/ نيسان من عام 2019، اتهامات كبيرة بالفساد، وهذا ما أشار إليه استطلاع الرأي الذي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في رام الله في مارس الماضي، إذ ذكر 84% من الفلسطينيين أنهم يعتقدون بوجود فساد في مؤسسات السلطة.
تبييض صفحة سوداء
وكتب محمد عمر على صفحته على فيس بوك" معلقًا على المسح الحكومي قائلاً: "قضايا فسادة كثيرة تواجه حكومة اشتية أبرزها صندوق وقفة عز، وأموال مستشفى الحسن، وصفقة اللقاحات الفاسدة". مضيفًا: "المسح المعلن لم نرَ أي إعلان له في الصحف أو وسائل الإعلام، ولم نعرف من هم الأشخاص الذين أيدوا الحكومة، وعبروا عن رضاهم عن أدائها".
وقال الدكتور عماد سليم على صفحته في "فيس بوك: "المواطن يدفع مقابل كل خدمة تقدمها الحكومة، ومقابل ذلك جاء إعلان الحكومة نفسه لاستطلاع رأي أجرته بنفسها، ولم يعرف من شارك فيه بهدف تبييض صفحتها السوداء".
وغرد الناشط خالد الزعبوط: "لا ندري هذه النسبة من الشعب أم من أصحاب الرتب والمناصب والترفيعات، أم من الموظفين الذين استقوى غلاء الأسعار على رواتبهم، يبدوا أننا نعيش في رفاهية واستقرار مالي واجتماعي ويستطيع المواطن مما يوفره من مدخرات السفر والقيام برحلة ترفيهية له ولأسرته".
وتهكم الناشط حمزة مرعي، على سرعة إجراء المسح الحكومي بعد يوم إعلان حكومة اشتية عن إجرائه، قائلاً: "الحكومة وافقت على المسح يوم الاثنين الظهر.. وطلعت نتيجة المسح اليوم.. الحقتو تمسحو.. (..) طيب مين اللي انمسح.. ومين اللي مسح.. الله لا يمسح حدا معاليك".
وعدّ المواطن، نبيل صبري، أن نتائج الاستطلاع الحكومي، استخفاف بعقول المواطنين، خاصة أن حكومة اشتية مرت بقضايا فساد، وتوظيف ما يعرف بـ"عظام الرقبة"، من أبناء المسؤولين.
وكتب الدكتور علاء الدين محمود على صفحته ساخرًا: "يعني أنا مش فاهم شو بدهم هدول الـ24% أصحاب الأجندات المشبوهة، المأجورين، أعداء النجاح، الغير راضين عن أداء الحكومة، بس شو هو اللي مش عاجبكم في أداء الحكومة، احكوا مين اللي دافعلكم ومسلطكم على الحكومة (..) اللهم لا تحاسبنا بما فعل السفهاء منا".
وعلق ناصر دويك على المسح بالقول: "مش بس نتفق أولاً أنه يوجد حكومة، دم الشعب مستباح، بيوته غير آمنة، جيوب الفاسدين ممتلئة"، في حين تساءلت سارة علي: "مين المساح الشاطر اللي عمل هيك؟"، مجيبة: "أكيد سحيج من سحيجة الحكومة".