فلسطين أون لاين

تقرير مقدسيات يُطلقن "لايف مسابقات" من مركز توقيف "القشلة" الاحتلالي

...
مركز توقيف القشلة
القدس-غزة/ مريم الشوبكي:

"هينا يا جماعة في القشلة، نلعب لعبة بما احنا قاعدين ننتظر التحقيق"، هكذا بدأت المقدسية رائدة سعيدة بثها المباشر عبر صفحتها على منصة التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وهي تنتظر مع أربع نساء أخريات التحقيق معهنّ في مركز التحقيق التابع للاحتلال الإسرائيلي.

والقشلة، مركز تحقيق إسرائيلي للفلسطينيين الذين يتم اعتقالهم في المسجد الأقصى المبارك، ويقع بالقرب من باب الخليل في القدس المحتلة.

تسكن النسوة الأربع مدينة القدس، والأراضي المحتلة عام 1948م، وقد استدعاهنّ الاحتلال للتحقيق بدعوى وجودهنّ غير المشروع داخل المسجد، فما كان منهنّ إلا أن قضين وقت الانتظار بإطلاق مسابقة معلوماتية تفاعلية عن المسجد الأقصى.

وقد حظِي البث بتفاعل واسع، وسط تقدير ودهشة من طمأنينة النساء وشجاعتهنّ، وعزمهنّ على إحياء قضية الأقصى حتى وهن قيد الاحتجاز.

فكرة "اللايف" أتت للمقدسية سعيدة في أثناء جلستها مع السيدات الأخريات حيث مرّت نحو نصف ساعة عليهنّ وهن في الانتظار، وبدأنَ باستغلال وقتهنّ بشيء مفيد، وهنا اقترحت عليهنّ هي أن يشاركن الناس المعلومات التي تخصّ المسجد الأقصى التي يتداولنها فيما بينهن.

تقول سعيدة لـ"فلسطين": "لم أتوقع أن يشدَّ البث المباشر انتباه الناس، وعرضتُه لتسلية فقط، ولكن تفاعل الناس معنا أيقنت أننا نستطيع أن نؤثر في الناس، ونُعرّفهم عما يحدث معنا داخل مركز التوقيف".

وتتابع: "أردت إرسال رسالة من خلال البث المباشر والنساء اللاتي شاركنني بأن إجراءات الاحتلال بحقنا لا تخيفنا، ولن تثنينا عن الرباط في الأقصى والوجود الدائم فيه للدفاع عنه، لأن وجودنا يرعبهم ويمنعهم من فرض مخططاتهم داخله، والأقصى بالنسبة لنا عقيدة وليس مجرد مسجد نصلي فيه".

قبل هذا التاريخ بنحو أسبوع وبالتحديد في 29 من مايو/ أيار الماضي، تم اعتقال سعيدة، في أثناء مسيرة الأعلام التي تنظم سنويا فيما يمسيه الاحتلال "يوم القدس" الذي يحيي فيه ذكرى "توحيد القدس" التي احتلت الشطر الشرقي منها خلال حرب الأيام الستة في 1967، ثم ضمتها في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.

وتُبيّن سعيدة في هذا الإطار أنّ الاحتلال الإسرائيلي حضر قوائم استدعاء على أبواب المسجد الأقصى، وكان اسمها من ضمنها، فبعد أن صلّت صلاة الفجر في الساعة السادسة والنصف من اليوم ذاته، اعتقلت وسلمت استدعاء فوريًّا لتحقيق "القشلة".

وتشير إلى أنّ الاحتلال تعمّد في هذا اليوم إلحاق الضرر بالفلسطينيين، حيث استدعى العشرات منهم لمراكز التوقيف التي يمر منها مئات المستوطنين في مسيرة الأعلام، الذين يعتدون عليهم في أثناء ذهابهم.

وصلت سعيدة مركز القشلة باكرًا، وتُركت نحو ساعتين في إحدى الغرف، حتى تم استدعاؤها للتحقيق، حيث وجّه لها ضابط التحقيق "تهمًا سخيفة"، وِفق وصفها.

وتتحدث عن تفاصيل الحوار الذي دار بينها وبين الضابط الإسرائيلي، قائلة: "وجّه لي تهمة التكبير في المسجد الأقصى، والاقتراب من المستوطنين في أثناء ذلك، فرددت عليه بأننا نكبّر في صلواتنا خمس مرات في اليوم وهذا جزء من عقيدتنا، فالمسجد الأقصى نحن الأحقّ فيه كمسلمين وليس لليهود حقٌّ فيه".

وبعدما انتهى من توجيه "التهم السخيفة"، سلّمها ورقة إبعاد عن الأقصى لمدة أسبوع، كان من المفترض أن تنتهي في الخامس من يونيو 2022، "لذا توجّهتُ كالعادة للصلاة في الأقصى وذلك لانقضاء مدة الإبعاد، وما أن انتهت صلاة الظهر حتى اعتُقلتُ في أثناء مغادرتي للمسجد الأقصى، وسلّمني جنود الاحتلال أمر إبعاد لأسبوع آخر".