فلسطين أون لاين

النهج السياسي لها يتلقى صفعات مستمرة

تقرير هزائم نقابية وطلابية متتالية لفتح.. انحسار شعبي عام عن نهج السلطة

...
مرشحو انتخابات نقابة الصيادلة الفلسطينية- قائمة القدس
غزة/ يحيى اليعقوبي:
  • عرابي: السلطة لم تُبقِ لها صديقًا ويوجد نفور جماعي من سياستها
  • عمرو: النتائج ضوء أحمر لفتح ولا يمكن الاستمرار بنهج تدمير القضية

أضافت حركة فتح هزيمتين جديدتين بخسارتها في انتخابات نقابتي الأطباء والصيادلة لقائمة طويلة من الخسائر المتتالية نقابياً وطلابياً، وحتى في الانتخابات المحلية خلال الفترة الأخيرة، وهو ما عده مراقبون "صفعة على جبين السلطة ومسارها السياسي الذي لم يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني".

وفي وقت تتعرض فتح لخسائر متتالية فإن خصومها السياسيين من حركتي حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية وحتى من المستقلين يتحالفون بقوائم قوية وفق برامج مهنية موحدة، الأمر الذي يفسره مراقبون أنها "حالة نفور جماعية من سلوك السلطة السياسي".

وخسرت "فتح" أول من أمس، منصب نقيب الأطباء للمرة الثانية على التوالي بعد انسحاب مرشحها خالد قادري المنافس الوحيد للمرشح شوقي صبحة، علماً أن صبحة انتُخب نقيباً للأطباء عام 2018 بعدما ترشح على رأس تحالف وطني مهني في مواجهة "فتح"، واستطاع الدفاع عن حقوق الأطباء أمام حكومة إشتية.

كما قاطعت "فتح" انتخابات نقابة الصيادلة بذريعة ضرورة إجراء انتخابات موحدة بالتزامن بين قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، في وقت لم تجرِ الانتخابات في المحافظات الشمالية لعدة دورات متتالية، وهو ما يعكس هروبها من خسارة جديدة قد تتعرض لها أمام تحالف "القدس" الذي يضم حماس والجبهة الشعبية والمستقلين.

وحصل تحالف "القدس" على 7 مقاعد مقابل 6 لقائمة "المستقبل" التي تمثل التيار الإصلاحي لحركة فتح الذي يرأسه محمد دحلان.

لم تكن هذه الخسارات هي الأولى، فخسرت "فتح" نقابة المهندسين التي فازت بمنصب نقيبها المهندسة نادية حبش بعد حصولها على أعلى الأصوات في الانتخابات التي جرت في آب/ أغسطس الماضي، إذ كانت حبش على رأس قائمة من تحالف مهني بين حماس والجبهة الشعبية.

ولأول مرة في تاريخ انتخابات نقابة المحامين، خسرت فتح 4 مقاعد من مجلس النقابة بعد تحالف بين الإسلاميين واليسار، وحتى منصب نقيب المحامين يشهد صراعاً محتدماً بين ثمانية مرشحين، وسبقت ذلك خسارة الشبيبة الفتحاوية (الإطار الطلابي لحركة فتح) انتخابات مجلس طلبة بيرزيت التي عقدت في 18 مايو الجاري، إذ حصلت على 18 مقعداً فقط، في حين حصلت كتلة الوفاء الإطار الطلابي لحركة حماس على 28 مقعداً.

وأيضا تضم قائمة الهزائم خسارة فتح المدوية في انتخابات المجالس البلدية في مرحلتيها الأولى والثانية، التي فازت في غالبيتها القوائم المستقلة والمهنية التي شكلتها العديد من الفصائل الفلسطينية.

انحسار عام

ويرى الكاتب والمحلل السياسي ساري عرابي، أن الانحسار الشعبي عن حركة فتح والسلطة هو من كل شرائح الشعب وليس فقط ما يسميه البعض "النخب"، لأن تحديد مفهوم النخب بين الفلسطينيين صعب نظرًا لارتفاع نسبة المتعلمين والخريجين وطلاب الجامعات وكذلك نسبة المنتسبين للنقابات المهنية.

وقال عرابي لصحيفة "فلسطين"، إن الانحسار الشعبي لفتح بين عموم شرائح الشعب الفلسطيني، ليس بالضرورة احتجاجا على إلغاء الانتخابات الرئاسية والتشريعية، بل على سياسة السلطة، وتأييد الخط السياسي للمقاومة.

وأضاف أن تأييد المقاومة تجلى في انتخابات مجلس الطلاب بجامعة "بيرزيت" لأن موضوع النقابات قد تكون له حيثيات وعوامل أخرى"، لافتا إلى أن الرفع المعنوي الذي تسببت فيه معركة سيف القدس أدى لزيادة تأييد الخط السياسي للمقاومة، في المقابل تحظى سياسة السلطة السياسية والاقتصادية والأمنية بنقد كبير ونفور من الشارع.

وبيّن أن السلطة لا تحرك ساكناً أمام اعتداءات المستوطنين والاحتلال تجاه الشعب الفلسطيني، إذ لا تزال متمسكة بنفس النهج السياسي السلبي.

تحالف الخصوم

ويرى عرابي أن حالة التحالف والتعاون بين حماس واليسار وأحيانا مع تيار دحلان، ليست تحالفاً في إطار نظام موحد، ولكن هناك حالة تنسيق وائتلاف في بعض الحالات الانتخابية، تعبيراً عن المواقف السياسية بينهما بسبب نفور الجميع من سياسة السلطة.

ولفت إلى أن السلطة لم تبقِ لها صديقًا ذا وزن، فالقوى المتحالفة مع فتح تفتقد للوزن وحجمها محدود في الشارع، أما القوى المؤثرة في الشارع فتتعاون مع حماس لأن علاقتها مع السلطة ستكون محرجة بسبب الاختلاف السياسي أو الإداري معها.

ويرى الناشط السياسي والمرشح عن قائمة "طفح الكيل" زياد عمرو، أن خسارة فتح نقابة الأطباء وانسحابها من انتخابات نقابة الصيادلة يدلل أنها "جنت على نفسها"، وهذا مصير من يبتعد عن الجماهير والمبادئ الوطنية.

ويعتقد عمرو في حديثه لصحيفة "فلسطين"، أن القواعد والجماهير تريد من يفهمها ويكون نبضها، لكن السلطة وفتح تمضيان بمشروع مخالف للشارع، وهذه الإشكالية تزيد الفجوة، مشيرًا إلى وجود حراك داخلي معترض على سياسة قيادة السلطة.

واستبعد أن تقدم قيادات السلطة على تغيير مسارها السياسي، "ولكن قد تلجأ بعض مراكز القوى داخل الحركة لذلك في إطار مراجعة النفس وتطرح توجهًا جديدًا في التعاطي مع القضايا الداخلية، ورفض التفرد"، وفق رأيه.

ورأى أن الانتخابات النقابية هي ضوء أحمر إذا لم تلتقطه فتح فإنها ستخسر كثيرا، "فلا يمكن الاستمرار بهذا النهج الساعي لتدمير الحركة والقضية".