اعترفت صحيفة معاريف العبرية، بفوز حركة المقاومة الإسلامية "حماس" نفسيًا ومعنويًا في أحداث مسيرة الأعلام الإسرائيلية التي تمت يوم 29 مايو الماضي في القدس المحتلة، مؤكدة أن "حماس" لم تكن تنوي الدخول في مواجهة جديدة وإنما أرادت استنزاف (دولة) الاحتلال وكان لها ذلك.
جاء ذلك في مقالة نشرتها الصحيفة اليوم السبت، للكاتب "جاكي حوجي" محرر الشؤون العربية في الإذاعة العسكرية (الإسرائيلية)، والذي استعرض مجريات الأحداث قبل وبعد مسيرة الأعلام المذكورة، والتي يستدل من خلالها إلى كم الاستنزاف المعنوي والعسكري الذي منيت به (دولة) الاحتلال والتي اضطرت لاستخدام (3000) عنصر من قواتها لتأمين رفع علمها في القدس.
وقال: "من أجل مراكمة النقاط ليوم الحساب، اعتبر قادة حماس المسيرة الاحتفالية فرصة لتحقيق بعض المكاسب في الجمهور الفلسطيني، كان واضحا لهم أن المظاهرة ستكون أشبه باستعراض مظاهر السيادة الإسرائيلية، وكانوا يعلمون أنهم لن ينجحوا في إفشالها، كما أنهم لا يريدون فتح جبهة عسكرية".
ومن خلال التهديدات والتصريحات المتكررة على غرار "أنتم تلعبون بالنار"، أدخل المتحدثون باسم حماس المؤسسة الأمنية في حالة تأهب قصوى، واستنزاف متواصل، ساعدهم في ذلك الصاروخ نفسه الذي أطلق على القدس في 10 أيار 2021".
وبين أن (دولة) الاحتلال خشيت من تكرار سيناريو العاشر من مايو من العام الماضي، وأعلنت حالة الاستنفار، حيث تم وضع مئات الجنود حول قطاع غزة في حالة تأهب ، وتم نقل الآلاف من عناصر الشرطة إلى القدس ، ورفع جهاز الأمن العام حالة اليقظة".
وأشار إلى حجم "التوتر الأمني" والخوف مما هو قادم لدى المستوطنين خاصة في الجنوب الفلسطيني المحتل، مستدركاً بالقول: إن "حماس لم تكن تعتزم القتال، بل كانت تريد خلق عناوين ضخمة، والباقي سيأتي تلقائياً، فهم منذ سنوات يصلون لهذه اللحظة.
وذكر أن "الجناح العسكري لحركة حماس أطلق وابلًا من الصواريخ الى البحر قبل يوم واحد من يوم القدس، لكن ذلك كان جزءًا من عملية الخداع، التي هدفت الرشقة إلى إدخال (إسرائيل) في حالة من التوتر والضغط وإظهار جدية نواياهم" .
ووصف ما حصل بأنه "كان كمينا في مجال الوعي "الحرب النفسية"، ووقعت فيه المؤسسة الأمنية والسياسيون بإدراك تام"، مضيفاً:" حصدت حماس النقاط، وأظهروا أنهم رغم مرور عام ما زالوا يدافعون عن القدس، رغم الحصار القائم في غزة".
وتابع: "في الأيام التي سبقت المسيرة، حث قادة حماس الجمهور على النزول إلى الشوارع، وهذه هي الطريقة التي تمكنوا بها من إنشاء شاشة مقسومة كالعادة، ليس فقط الأعلام الزرقاء والبيضاء، ولكن أيضًا الأعلام الفلسطينية والمتظاهرين الفلسطينيين، وبهذه الطريقة، من وجهة نظرهم، قضموا (السيادة الإسرائيلية)".
وختم بالقول: "(إسرائيل) جندت 3000 شرطي وجندي لرفع علمها في القدس.. في الواقع، كان هذا أسبوعًا نسينا فيه المكان الذي وضعنا فيه رباطة جأشنا مؤخرًا".