احتفى عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس د. محمود الزهار، اليوم، بإصدار الطبعة الأولى من تفسير القرآن الكريم بعنوان "التيسير في فهم التفسير"، وذلك برعاية رابطة علماء فلسطين ووزارة الأوقاف والشؤون الدينية، بحضور ممثلين عن مؤسسات رسمية وأكاديمية وفصائلية.
والزهار مؤلف كتاب التفسير؛ نائب عن كتلة التغير والإصلاح البرلمانية، وهو طبيب وسياسي فلسطيني ووالد شهيدين، قصف الاحتلال منزله ودمره بالكامل سابقًا.
وقال الزهار في كلمة له خلال حفل إشهار الطبعة الأولى من التفسير، إنه بدأ رحلته في مشروع إنجاز التفسير عبر إعداد دروس مختصرة لتوضيح بعض القضايا العلمية والطبية التي وردت في القرآن الكريم، وسحبه ذلك إلى تلخيص بعض ما جاء من هذه الظواهر، ثم بدأ بدراسة معاني العديد من الحروف العربية الواردة في القرآن الكريم.
وبيَّن أن التفسير الذي أعده خلا من الروايات الإسرائيلية، وتجنب الاستعانة بالأحاديث الضعيفة، واعتمد فيه على أهل التخصص لتزويده بالأحاديث الصحيحة وقليل من الأحاديث الحسنة، مضيفا أنه رجع في هذه الدراسة إلى توضيح العديد من الظواهر الطبيعية الوارد ذكرها في القرآن الكريم، التي عرفها الإنسان بصورة كبيرة في المسيرة العلمية التي كانت دليلا إضافيا على عظمة القرآن، وقدم منهجًا علميا واضحًا عن العلاقة بين الجسم والروح والنفس.
وأكد أنه بحكم مهنته في مجال الطب عرض بعض الحقائق العلمية في جسم الإنسان ووظائف أعضائه التي أكدت السياق القرآني ووضحته والتي نزلت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم قبل معرفة الإنسان هذه الحقائق بأكثر من 1400 سنة.
ولفت إلى أن التفسير الذي أعده "يركز على وحدة الكون، والإنسان"، مشددًا على أن القرآن الكريم هو أساس علوم الدين، وفيه من العلوم الأخرى؛ بعضها بطريق التصريح وبعضها بطريق الإشارة وبعضها بالإجمال وبعضها بالتفصيل، وإن ذلك يحتاج إلى التعمق في الفهم والاستبصار.
إبطال رواية الاحتلال
وهنأ رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الدكتور الزهار على ما وصفه بـ"الفتح القرآني والتوفيق الرباني في إصدار كتاب تفسير القرآن".
وقال هنية في كلمة مسجلة: "إن هذا ليس غريبا على الدكتور الزهار (أبو خالد)، ولقد جمع بين جهاد المعرفة وجهاد العدو، وهو يقدم أبناءه شهداء على طريق التحرير والعودة والعزة والكرامة للشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية جمعاء".
وأشار إلى أن هذا الكتاب ليس أول تأليف له في عالم المعرفة والثقافة وجهاد الكلمة، بل كتب من قبل في مجاهدة الاحتلال وإبطال روايته كتابًا أسماه "لا مكان تحت الشمس" ردًّا على كتاب للرئيس السابق لحكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الذي أصدر كتاب "مكان تحت الشمس".
وأضاف أن الزهار يعمل في كل الساحات خدمة لدينه ووطنه وشعبه وأمته وقضيته الوطنية، مشددًا على أهمية الرباط على أرض فلسطين ومواجهة اليهود والمشروع الصهيوني حتى تحرير بيت المقدس.
وقال رئيس رابطة علماء المسلمين د. نسيم ياسين إن القرآن الكريم مصدر عزنا وكرامتنا ونصرنا ووحدتنا، وهو الذي يقربنا إلى الله سبحانه وتعالى، فمن تمسك بالقرآن فقد اهتدى.
وأضاف ياسين في كلمة له: "نحن في غزة العزة والكرامة كلما اقتربنا من كتاب الله كلمنا زدنا عزا وفخرًا ومكانة بين الناس، لذلك كانت حاضنة لحفظة كتاب الله والعاملين به"، مشيرا إلى أن غزة رغم الظروف التي تمر بها نتيجة الحصار والعدوان، إلا أنها الشوكة في حلق أعداء الله اليهود، وقد استطاعت وحيدة الوقوف في وجه هذا العدو المتغطرس لتوقفه عند حده بفضل الله، والدليل على ذلك معركة "سيف القدس".
وتابع أن غزة بإيمانها واعتصامها تخرج اليوم كتاب تفسير القرآن الكريم، وفي هذا الوقت بالذات يزيدها عزة وكرامة، مردفا: "عرفنا الدكتور الزهار مجاهدًا وقبل ذلك طبيبًا بارعًا وسياسيا مخضرمًا وداعية إلى الله معروفًا في قطاعنا الحبيب وبين الأمة".