نجحت بلدية رفح في القضاء على حشرة البعوض بشكل شبه كامل، بعد اتباعها طريقة بيولوجية في مكافحتها.
وبدأت البلدية بتطبيق "فكرة إبداعية" قبل خمس سنوات، بعدما تزايدت شكاوى المواطنين من انتشار الحشرة بشكل كبير خصوصا في حي تل السلطان غرب محافظة رفح جنوب قطاع غزة.
وتتمثل الفكرة في إلقاء أسماك من نوع الشبار في تجمعات مياه الأمطار والصرف الصحي والبرك الزراعية، إذ يلتهم هذا النوع من الأسماك يرقات البعوض إلى جانب حشرات أخرى تعيش فيها.
المزارع موسى زعرب (62عاما) استحسن فكرة وجود أسماك الشبار في بركته الزراعية، بعدما تعرف على الهدف منها عبر طواقم مختصة من بلدية رفح.
وأشار في حديثه لصحيفة "فلسطين" أن الفكرة ناجعة جدا، إذ اختفت حشرات البعوض من المنطقة التي يزرعها في حي البيوك شرق مدينة رفح، قائلا: "كنا لا نستطيع البقاء في مزارعنا بسبب عضات البعوض ولسعاته خصوصا وقت الليل، أما اليوم بالأمر مريح جدا لنا ولكل المزارعين والسكان من حولنا".
وينتشر البعوض مع قدوم الصيف، خصوصا في المناطق الريفية أو بالقرب من الشواطئ وتجمعات المياه، إذ يتفاجأ المواطنون بعضاته التي يعرفها الجميع والتي تتكون بعدما يكون قد شرب من الدماء حتى شبع، وهو أنواع بالآلاف تتطفل على البشر والحيوانات، وتتغذى على دمائهم.
رئيس قسم الرقابة الصحية في بلدية رفح أكرم بارود، أوضح أن طواقم البلدية تكافح حشرات البعوض من خلال طريقتين، الأولى كيميائيا والثانية بيولوجيا.
وقال في حديثه لصحيفة "فلسطين": "الطريقة الكيميائية تكون عبر رش ضباب من مركبات كيميائية في الشوارع وحول تجمعات المياه، وذلك للقضاء على البعوض المنتشر في الأجواء، أم الطريقة البيولوجية تستهدف القضاء على يرقات البعوض".
ولفت بارود إلى أنه يتم القضاء على يرقات البعوض بطريقتين الأولى من خلال إطلاق سمك الشبار في البرك والثانية من خلال أدوية كانت تسمح سلطات الاحتلال الإسرائيلي بدخولها إلى قطاع غزة عبر منح خارجية، ومنعتها مؤخرا.
وأشار إلى أن وزارة الحكم المحلي أبلغت البلديات بمنع الاحتلال دخول الأدوية الخاصة بمكافحة البعوض، قائلا: "نحن كبلدية اتجهنا إلى طريقة مكافحة البعوض عبر سمك الشبار".
وتابع: "سمك الشبار هو النوع الوحيد الذي يتغذى على يرقات البعوض"، موضحا أنه تم الاعتماد عليه في مكافحة البعوض قبل خمس سنوات، من خلال جلب 200 سمكة ووضعها في بركة لتجميع مياه الأمطار غرب رفح تابعة لمصلحة مياه بلديات الساحل، للقضاء على البعوض.
وأضاف بارود: "نجحت الفكرة بمكافحة البعوض، ووصل عدد الأسماك إلى نحو مليون سمكة بعد خمس سنوات"، مشيرا أن طواقم البلدية لجأت إليه اليوم بعد منع دخول الأدوية الخاصة بمكافحة البعوض من طرف الاحتلال الإسرائيلي.
وأكمل: "بالتعاون مع مصلحة مياه بلديات الساحل ووزارة الزراعة ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين - أونروا، وضعنا أسماك في 350 بركة زراعية من أصل 400 في رفح والتي تعتبر أطرافها مناطق زراعية وسلة خضار مهمة لسكان جنوب قطاع غزة".
ولفت بارود إلى أن أعدادًا كبيرة من الأسماك نفقت أثناء النقل بسبب درجات الحرارة العالية، مشيرا أن البلدية تواصلت مع قسم الثروة السمكية في وزارة الزراعة لإمدادها بألف سمكة من أجل وضعها في 50 بركة زراعية متبقية.
ويتخلص المزارعون من الأسماك بعد أن تكبر إما بنقلها إلى برك أخرى للتكاثر، أو بتناولها كوجبات شهية بعد وضعها في مياه جديدة لمدة لا تقل عن ثلاثة أيام، وفق بارود.