حكومة العدو الصهيوني اتخذت قرارها بدعم مسيرة الأعلام الإرهابية ومرورها كما خُطط لها، ولهذا عليها تحمل متابعات وتداعيات ذلك الحدث الأهم والأكبر، في حال أي استفزاز يهودي يميني لشعبنا ومقاومتنا، فنحن حذرناكم ولم تعتبروا وكانت بيننا جولات سيف القدس الذي لم يُغمد بعد، وآثارها حاضرة بأضعاف قوة ما انتهت به العام الماضي. معادلة المقاومة التي فرضت بالتضحيات وسيف رجالها راسخة، فليعلم العدو أن ما بعد سيف القدس ليس كما قبلها فترقبوا، سماءٌ تخطها حمم الثأر وأرض يجتاحها لهيب المقاومة وبركانها، لذا لن تمر المسيرة، "وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون"، الوقت ينفد، ولا تختبروا صبرنا، فالراجمات رهن الإشارة من القائد العام لهيئة أركان المقاومة والمعركة المرتقبة مفتوحة حتى النصر والتمكين.
كالمعتاد برنامج ما خفي أعظم كان أعظم مما توقعناه، فلمسنا ترقبا وشغفا شعبيا كبيرا وواسع النطاق تحدث عن كواليس معركة سيف القدس من خلال بث مشاهد جديدة ومباشرة على قناة الجزيرة مساء الجمعة، مستضيفا شخصية عسكرية من الصف الأول لقيادة هيئة الأركان لكتائب القسام في ظهور لأول مرة، القيادي البارز في المقاومة الفلسطينية محمد السنوار شقيق يحيى السنوار رئيس حماس في قطاع غزة، وهذا الظهور الإعلامي الأول له تداعيات وتعقيبات أمنية وعسكرية في الصراع مع الاحتلال وقلب المعادلة رأساً على عقب من أجل القدس، فقد أدى ظهور القائد العسكري السنوار في الذكرى الأولى لمعركة سيف القدس إلى تساؤلات عديدة أهمها: من صاحب القرار في كتائب القسام؟ ربما يكون تساؤلا عابرا لكنه يحمل عنوان مرحلة، هذه الكتائب التي وحدت المقاومة في غرفة مشتركة واحدة عبر المناورات التدريبية والمعارك الميدانية وأنشأت غرفة استخباراتية موحدة مع محور المقاومة الإسلامية (الحرس الثوري الإيراني، وحزب الله اللبناني، وكتائب الشهيد عز الدين القسام) لإدارة الصراع بالمعركة مع جيش الاحتلال، هؤلاء المجاهدون هم الثلة المؤمنة أصحاب القرار في أكناف بيت المقدس، وأعتقد في المعركة المقبلة ستعلن المقاومة عن إنشاء غرفة عمليات مركزية مشتركة لإدارة الجبهات وتوحيد الساحات وتركيز الأهداف والضربات المؤلمة في عمق الكيان الصهيوني العنكبوتي الهش.
سيناريو معركة سيف القدس حمل في طياته العديد من الرسائل غير المباشرة وزاد من ثقة شعبنا بالمقاومة ومحورها واستراتيجية الصراع المنتهجة مع الكيان المحتل في المعركة، فالرسالة التي كُشف عنها في ما أخفي أعظم أن القادم أعظم لشعبنا وأفظع لعدونا فهي رسالة ملغومة أن المقاومة ليست نشيدا ولا لعباً فإن قالت صدقت وهذا ما عهدناه عليها لأن ما تحدث عنه القائد السنوار هو الصفعة الكبرى للعدو ومجتمعه والمطبعين معه، فإن المعركة في العلم العسكري هي خدعة ومفاجَأة وأن ما كُشف عنه الستار في سيف القدس سيكون أقل حدة من المعركة المرتقبة، نتذكر أن الساعة السادسة من يوم 28 رمضان انطلقت رشقة صاروخية نحو القدس تلبية لنداء المرابطين المقدسيين وفرقت مسيرة الأعلام الصهيونية وكسرت هيبة مركز الظلم العالمي وقبلة التطبيع العربي، ويراهن العدو الصهيوني في صراعه مع المقاومة الفلسطينية على الضربة المسبقة وحسم المعركة بأقل الخسائر وتسخير الوسطاء وفق مصالحه، لكنه يخشى الوقوع في فخ شباك المقاومة وتكتيكها العسكري من تطوير سلاحها وفكرها وتنفيذ عمليات خلف الخطوط التي أبرزها أسر الجنود واقتحام المستوطنات، وهذا دليل على فطنة عقلية المقاومة وفرض معادلات جديدة وذكية من خلال جمع استخباري وإسهامات تحقيق وتضليل المعركة وقلب المعادلة، لذا أعتقد عوامل التكتيك للمعركة المقبلة هي توحيد الجبهات والساحات كالبركان الهائج الذي لم يؤخذ في الحسبان نتيجة الصراع الديني والديموغرافي العربي اليهودي، وهذا تهديد إستراتيجي للأمن القومي للفلسطينيين واليهود على حد سواء.
اختصار ما ورد في برنامج ما خفي أعظم《الأقصى ينتظركم، فانتظروا الإشارة》، وهي رسالة واضحة للعدو الصهيوني حول مسيرتهم الإرهابية والمساس بالمقدسات الإسلامية والثوابت الوطنية، وأن مسألة الحرب المقبلة هي وقتية وفتيلها بيد العدو إن شاء خضناها وإن لم يشأ سنخوضها بتوقيت الضيف، وظهور عضو هيئة الأركان محمد السنوار كفيل بتغيير معادلات العدو، وعلى المحتل أن يتذكر أن سيف القدس لم يغمد، وأن الرشقات التي ستبدأ بها المعركة لم يعتقد أنه ظن بها من قبل، لأن وعد الآخرة معركة الفتح والنصر والتحرير والعودة.