فلسطين أون لاين

منذ 3 سنوات

تقرير وديع وليلى.. توأمان بعمر الزهور يريان والدهما للمرة الأولى

...
صورة أرشيفية
رام الله-غزة/ أدهم الشريف:

ملأت الابتسامة وجهَي التوأمين وديع وليلى زهران (3 أعوام)، وهما يقفان بجوار بعضهما قبل زيارتهما الأولى لوالدهما طارق زهران؛ المعتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ بدايات 2020.

كانا يبتسمان وكأنهما خارجان إلى نزهة عائلية، لكنّ ذلك بالنسبة لهما حلمًا بفعل إصرار الاحتلال على حرمانهما من والدهما والزجّ به في غياهب السجون منذ عام 2020.

ولقد حال ذلك دون رؤيتهما له على الإطلاق منذ أن كان عمرهما أشهرًا.

وينحدر الطفلان ووالدهما البالغ (33 عامًا) من قرية دير أبو مشعل في مدينة رام الله، ولقد لجأت قوات الاحتلال إلى تجديد اعتقاله عدة مرات، ما أدّى إلى مضاعفة معاناته وعائلته.

وانتشر أمس، مقطع فيديو للتوأميْن وهما يستعدان برفقة والدتهما لزيارة الأسير زهران في سجون الاحتلال، في مشهد لم يتكرر من قبل مع أيٍّ منهما.

وبدأت رحلة "وديع" و"ليلى" بالانطلاق من منزل العائلة وصولًا إلى حواجز جيش الاحتلال التي تقطع أوصال الضفة الغربية.

ولم يشفع للطفليْن صِغر سنّهما أمام جنود الاحتلال، ولقد أجبروهما على المرور عبر "الحلابات"، وتعاملوا معهما  كما لو أنه تعامل مع فتية وشبان.

وتقدَّم "وديع" وهو يلبس فانيلا وقبعة زرقاء وبجواره شقيقته "ليلى" التي ترتدي فستانها الزهري، إلى "الحلابات" بجرأة عالية قد لا نعهدها عند أيّ طفلٍ في مثل عمريهما.

وما إن انتهيا، سارعا مع والدتهما إلى الباصات التي تُوفّرها اللجنة الدولية للصليب الأحمر لنقل أهالي الأسرى لزيارة أبنائهم في السجون.

وداخل الباص، بدأ الشقيقان يستغلّان وقتهما في الرسم على دفاترهما المُخصّصة لذلك، لكنّ النُّعاس غالبهم بعد ساعات من السير في طرقات فلسطين المحتلة وصولًا إلى السجن الذي يقبع فيه والدهما.

ولاقى مشهد الطفليْن هذا تفاعلًا مناوئًا على مواقع التواصل الاجتماعي ضد قرارات الاحتلال بحقّ الأسرى والمعتقلين في السجون، وما يرافقها من انتهاكات وعمليات تفتيش وقمع وفرض العزل الانفرادي والإهمال الطبي.

ويقبع في سجون الاحتلال أكثر من 5 آلاف أسير فلسطيني، مُوزّعين على أكثر من 20 سجنًا أُنشئت داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1948.