لا تتوقف تهديدات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه لحرق المسجد الأقصى ضمن مخططات التهويد التي تستهدف كلّ ما هو عربي وإسلامي في مدينة القدس المحتلة، التي يزعم أنها "عاصمة" له ويحقُّ له فعل ما يريد بموجب قرار صادر عن الإدارة الأمريكية السابقة برئاسة دونالد ترامب.

وانتهك المستوطنون خلال ما يسمى بـ"مسيرة الأعلام" التي نظّمها الاحتلال، أول من أمس، حرمة المسجد الأقصى وسط حالة سخط واسعة.

وقال الباحث المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب: إنّ تهديدات الجماعات الاستيطانية المتطرفة بحرق الأقصى يعكس أطماع وأهداف الاحتلال الذي يريد إقامة الهيكل المزعوم.

وأضاف أبو دياب لصحيفة "فلسطين"، أنّ الاحتلال يعلم أنّ بقاء هذا المعلم الإسلامي المهم قائمًا يُدلّل على حقيقة هوية القدس العربية والإسلامية، ولذلك يسعى عن طريق غُلاة المتطرفين المؤتمرين بأوامر حكومة الاحتلال برئاسة نفتالي بينيت، إلى إرسال رسائل وجسّ النبض لمعرفة ردود فعل الشارع المقدسي وفلسطين بشكل عام.

وتابع: أنّ خشية الاحتلال من ردود الفعل والضغط يجعله لا يُقدم على مثل هذه الخطوة (حرق الأقصى) إن كان محليًّا أو دوليًّا.

وأكمل أنّ هؤلاء ينتظرون الفرصة السانحة للانقضاض على المسجد الأقصى وهدمه، وهذا هدف الاحتلال منذ قيام دولته المزعومة على أرض فلسطين بعد النكبة سنة 1948.

وأشار إلى أنّ كل ما يقوم به الاحتلال من عمليات تفريغ للمسجد الأقصى وما يرافق ذلك من اقتحامات وطقوس تلمودية، "ربّما لبناء الهيكل نفسيًّا ومعنويًّا في قلوب المستوطنين ليتسنّى لهم بعد ذلك هدمه، وهناك الكثير من المعابد التي أقامها المتطرفون في محيط المسجد لتعليم ما يُسمّى كهنة وخدم المعبد".

وأكد مدير عام أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك عزام الخطيب، أنّ استباحة المسجد الأقصى أمس، تضمّنت أفعالًا غريبة لا تتكرر كثيرًا في ساحة المسجد ومنها ضخامة أعداد المستوطنين المقتحمين، والانبطاح على الأرض، وصلوات "تلمودية" جماعية علنية، ورفع علم الاحتلال.

وأضاف الخطيب لصحيفة "فلسطين" أنّ الاحتلال يسعى لفعل المحظور في الأقصى ضمن عملية الاستباحة الحاصلة بحماية شرطة الاحتلال الموجهة بقرار من حكومتها.

وعدَّ ما يجري "خطيرًا جدًّا، وقد يتطور في مراحل مقبلة إلى ما هو أوسع مما يحصل في المسجد الأقصى".

وتابع: أنّ تهديدات المستوطنين بحرق الأقصى تعكس خطورة الانتهاكات التي يرتكبها هؤلاء تحت حماية شرطة الاحتلال.