فلسطين أون لاين

الباحث ابحيص: حاول الاحتلال استعراض "سيادة" مزعومة فبرزت أزمته فيها

"مسيرة الأعلام".. نتائج "سيف القدس" ما زالت تلجم الاحتلال

...
فلسطيني يُجابه الاحتلال برفع العلم الفلسطيني أمام مستوطنيه
القدس المحتلة–غزة/ يحيى اليعقوبي:

دلل سلوك الاحتلال في القدس والمسجد الأقصى بنشره ثلاثة آلاف شرطي لتأمين مسيرة الأعلام لإيجاد منطقة عازلة بين الفلسطينيين والمستوطنين لحظة مرور المسيرة واتصالاته بالوسطاء لتمرير المسيرة، على أن نتائج وتداعيات معركة سيف القدس التي جرت في مايو/ أيار 2021 ألجمت الاحتلال دون أن تطلق المقاومة صاروخًا واحدًا أمس، وفق مراقبين.

كان واضحًا أن الاحتلال يحاول تغيير معادلة ما فرضته المقاومة العام الماضي، وفق المراقبين، وإثبات سيطرته على القدس، لكن تهديدات قادة المقاومة كانت أنها لن تقف مكتوفة الأيدي ولن تتراجع عما فرضته في معركة "سيف القدس".

"مؤشر عدم توتير"

يرى الكاتب والمحلل السياسي بالقدس راسم عبيدات أن معركة سيف القدس، تجلت في حالة خوف المستوطنين المشاركين، وحتى لدى جيش الاحتلال الذي حاول تأمين المسيرة بأكثر من ثلاثة آلاف شرطي، وهذا مؤشر على أنه "لا يريد توتير الأوضاع"، ومن ثم يجد نفسه أمام معركة "سيف القدس" ثانية.

وقال عبيدات لصحيفة "فلسطين"، إن رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت حاول تحقيق مكاسب شخصية لحكومته الآيلة للسقوط، من خلال تنظيم المسيرة لكسب هؤلاء المتطرفين في الانتخابات القادمة واسترضائهم.

ورغم أن الاحتلال أعلن تجميع 16 ألف مستوطن أمام منطقة باب العامود، فإن الكاتب والمحلل السياسي يقدر أعدادهم بالمئات فقط أمام المنطقة زادت قليلا في الطرقات، ولم تكن بالمستوى المطلوب حسب تخطيط الاحتلال الذي حرص على عدم حدوث احتكاك وتوتير للأوضاع.

وما فعلته صواريخ المقاومة العام الماضي كان حاضرًا، ونتائج معادلة توحيد الجبهات وما رسخته المقاومة بأنها جزء من معادلة القدس كان مثبتا أمس، حسب عبيدات، الذي يؤكد أن بينيت لم يستطع فرض سيطرته على شرقي القدس.

وأشار إلى أن مسيرة الأعلام جاءت في إطار المزايدات الحزبية الإسرائيلية، بسبب خشية بينيت من الأحزاب الدينية، وأراد إثبات قدرته على تنفيذ اتفاقه معهم، مؤكدًا، أنه لولا ما جرى في معركة سيف القدس التي وقعت في مايو/ أيار 2021 عندما هشمت المعركة الاحتلال سياسيا وعسكريا لاستباح الاحتلال مدينة القدس والمسجد الأقصى بشكل غير مسبوق.

وتابع أنه عندما تتكئ القدس على مقاومة غزة وما سطره أبناء القدس من ملاحم أسطورية في التصدي للمشاريع الإسرائيلية ولمسيرة الأعلام، فإن المقاومة رديف لأهلها وشعبها في القدس، ما يثبت أن الشعب بحاجة لقيادة بحجم تضحياتها توحده.

تنافس يميني

سليمان بشارات، مدير مركز يبوس للدراسات السياسية يعتقد أن الاحتلال الإسرائيلي في أعقاب معركة سيف القدس، وما تبعها وكذلك الحال في رمضان الماضي، شعر بأنه أصبح رهانا لشروط فرضتها المقاومة عليه فيما يتعلق بمدينة القدس المحتلة.

وقال بشارات لصحيفة "فلسطين": "الآن في ظل التنافس اليميني المتصاعد إسرائيليا، وخوف الحكومة من الانهيار نتاج ضعفها، يعزز التوجه بالذهاب للبحث عن خيارات على الأقل تجعل الفرصة السياسية لبينيت مستقبلا تبقى حاضرة، بالتالي لا يستطيع أن يمنع "مسيرة الأعلام" حتى يبقي حضوره الشعبي.

 في المقابل، المستوى الأمني الإسرائيلي بات يشعر أنه يفقد السيطرة على القدس وهذا أيضا كان نتاج معركة سيف القدس التي عززت منطلقاتها في مدن فلسطينية أخرى كما هو الحال في جنين، لذا (إسرائيل) الآن تستعد إلى الذهاب باتجاه تغيير هذه القواعد، إما من خلال السلوك بممارسة الطقوس، وإما الذهاب لمواجهة عسكرية تعتقد (إسرائيل) أنها قد تحقق بعض الأهداف منها.

السلوك الإسرائيلي منذ ساعات صباح أمس يشير بشكل واضح، وفق بشارات، إلى استفزاز واضح، ومحاولة تغيير معادلة، ورفع الأعلام وممارسة الطقوس الدينية داخل ساحات الأقصى جزء من هذه المعادلة، "وهذا الأمر باعتقادي سيدفع بالمقاومة إلى التقدم بخيارات يكون هدفها الأساس الحفاظ على المعادلة التي فرضت في سيف القدس مستقبلا".

"أزمة سيادة"

يقول الباحث المقدسي زياد ابحيص، إن العنصر القوي والذي يجب الاتكاء عليه هو المقاومة الشعبية، مشيراً إلى أن المقاومة التي أرست أنها جزء من معادلة القدس، عندما ترى الوقت مناسبا تلتحم مع المعركة ولن تتركها وحيدة.

وأضاف ابحيص لصحيفة "فلسطين" أنه يجب المحافظة على المقاومة في إطار يحميها على أنها قيمة مضافة في المعركة، وأنها لها حساباتها وتوقيتاتها وليست مضطرة للاستجابة لتوقيت الاحتلال، وهي أثبتت وتثبت بالتجربة، أن الأقصى جزء مركزي من معادلتها.

ويعتقد ابحيص، أن الرهان يجب أن يكون على دعم المرابطين، وعائلات الشهداء والجرحى، لإدارة المعركة بالشكل الصحيح، مشيرا، إلى أن الاحتلال حاول إعادة عقارب الساعة للخلف، والمس بمعادلات سيف القدس، لكن اضطراره لإخراج سلاح الجو والحشد العسكري والاتصالات بأمريكا وكل الوسطاء لتمرير مسيرة لاستعراض "سيادته" المزعومة، أبرز أزمته في عدم قدرته على فرضها.