فلسطين أون لاين

محمد السنوار.. ورسائل القسام في ستة مسارات

قبيل انطلاق مسيرة الأعلام المرتقبة وجّهت كتائب القسام (ضربة استباقية) للاحتلال الإسرائيلي عبر برنامج "ما خفي أعظم" وقدمت حزمة من الرسائل الهامة والتي جاءت في ستة مسارات شملت؛ "مخاطبة شعبنا في مُختلف الساحات، وأسرانا الأبطال، وجماهير أمتنا، ومحور المقاومة، والوسطاء"، فضلًا عن تحذير الاحتلال بأعلى درجة من التهديد وبطرق مختلفة سواء بالكشف عن جزء من المنظومة الصاروخية التي تمتلكها، والإفصاح عن بعض كواليس المعركة، وإظهار مدى الاستعداد والاستنفار بل وحالة التأهب التي تعيشها المقاومة وفي مقدمتها كتائب القسام وعزمها على خوض معركة قاسية تثبت فيها معادلات غير مسبوقة حال الاعتداء على القدس والأقصى.

 وذلك وفق ما جاء في سياق حديث أحد أبرز قيادات المجلس العسكري وأخطر المطلوبين للاحتلال الإسرائيلي محمد السنوار والذي حرص على تقديم هذه الرسائل مع تفادي ظهور ملامحه الشخصية ليقدّم للجمهور صورة رجل الظلّ الذي يحرص على الإخلاص والتفاني لخدمة دينه وقضيته دون أن يسعى أو ينال مجدًا لنفسه، وكانت المسارات وِفق ما يلي:

المسار الأول: منها تطمين أهلنا وشعبنا في مختلف الساحات إلى أنّ المقاومة لديها القدرة الكاملة والاستعداد لمواصلة معركة الدفاع عن القدس والأقصى، وأنّ هبة أهلنا في الضفة والقدس والـ48 والشتات ساهمت في زيادة زخم هذه المعركة وإرباك الاحتلال وإسناد المقاومة وإثبات أنّ الشعب الفلسطيني مُوحّدٌ خلف المقاومة في معركته المُقدّسة من أجل القدس والأقصى، وأنّ على شعبنا اليقظة والاستعداد بل والتأهب لما هو قادم من عدوان يُقدِم عليه الاحتلال بحقّ القدس والأقصى خصوصًا ونحن على أعتاب معركة مفترضة حال تورُّط العدو في تنظيم مسيرة الأعلام واقتحم ودنّس الأقصى.

المسار الثاني: لأسرانا الأبطال بأنّ المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها كتائب القسام تضع ملف الأسرى على الطاولة كأبرز الملفات الهامة التي تعمل عليها على مدار الساعة وأنّها كانت قد أعدّت لتنفيذ عملية أسر كبيرة حاولت تنفيذها بالتزامن خلال اندلاع معركة سيف القدس وذلك لإذلال العدو وكسر أنفه وإجباره على الرضوخ لشروط المقاومة ودفعه للموافقة على صفقة تبادل لإطلاق سراح الأسرى، إلا أنّ ظروف المعركة فرضت معطيات أخرى ولم يُكتب لهذه العملية النجاح وقدّمت خلالها الكتائب ثلة من خيرة أبنائها فداءً لهؤلاء الأسرى، وأنها لازالت عازمة على مواصلة الجهد لاقتناص أيّ فرصة لتحرير الأسرى الأبطال.

المسار الثالث: مخاطبة جماهير أمتنا بأنّ القدس والأقصى في خطر وأنّ العدو يواصل عدوانه على الأقصى ويستعد لتنفيذ أكبر اقتحام للأقصى من خلال ما تسمى (مسيرة الأعلام) والتي كانت سببًا في اندلاع معركة سيف القدس العام الماضي، وأنه كما تم تفريق هؤلاء المستوطنين المتطرفين بالصواريخ فإنّ المقاومة لازالت قادرة على إعادة ذات السيناريو لكن ربّما بصورة مضاعفة وأكثر قسوة لأن القدس والأاقصى خط أحمر، وأنّ المقاومة وهي تقوم بواجب الدفاع إنما تمارس وتؤدي دورًا وطنيًّا متقدمًا نيابة عن الأمة وهي في طليعة جيش المسلمين وأنه على شعبنا وأمتنا أن يسمعوا لنداء القدس وينتظروا إشارة المقاومة للمساهمة في إيلام العدو وردعه بثمن لا يتوقّعه.

المسار الرابع: للحلفاء بأنّ المقاومة اليوم وهي تستعرض هذه الحقائق لشعبنا وجماهير أمتنا تكشف النقاب عن مدى علاقتها بمحور المقاومة في المنطقة وتعتزّ بهذه العلاقة وتُبيّن إلى أيّ مستوى وصلت حالة التنسيق والتواصل والتعاون وقد كشفت عن تشكيل (غرفة أمنية) للتعاون الاستخباري مع المحور والذي كان له عظيم الأثر في إسناد المقاومة في غزة وتعزيزها بمعلومات استخبارية ساهمت في إفشال مخططات العدو وأبرزها ما أطلق عليه "استهداف مترو حماس"، والتي لم ينل منها العدو إلا الخيبة والعار بعد أن اعتقد بأنّ خطته نجحت في القضاء على منظومة الأنفاق وتصفية عشرات بل مئات المقاتلين، وفي ذات الوقت تقول المقاومة أنها حريصة على مراكمة وتعزيز هذه العلاقة مع محور المقاومة في أي جولة مرتقبة وربما لتشمل الدخول في مساحات أكبر تتخطي التعاون الأمني والاستخباري وربّما يصل ذلك للمشاركة في العمل الميداني والعسكري في أي مواجهة قادمة؛ لأنّ المحور هو سند وظهير حقيقي للمقاومة في غزة.

المسار الخامس: للاحتلال بأنّ ما كشفته الكتائب في هذا الفيلم المصور عبر برنامج ما خفي أعظم هو جزء يسير من أسرار المعركة وهو صورة بسيطة لما كان يجري في الكواليس وأنها اختارت بعناية دقيقة الكشف عن بعض التفاصيل حتى يرتدع ويتراجع ويُقدّر الموقف جيدًا قبل التورط في أي حماقة متعلقة بالقدس والأقصى؛ لأنّ المشهد حتمًا سيتكرر لكن ربّما تكون حينها الرشقة الأولى وجميع الرشقات اللاحقة لها وحتى العمليات أكثر زخمًا وقوة من ذي قبل، وأنّ محاولاته لفرض السيادة على القدس والأقصى ستبوء بالفشل، وأنّ المقاومة الآن في أعلى درجات التأهب والاستعداد ويمكنها فعل الكثير، وبالتالي فإنّ حماقة كلًّا من: المستوى السياسي والأمني ستقود الكيان للكارثة بدون أدنى شك، و أنّ الجبهة الداخلية ستسقط مع الضربة الافتتاحية الأولى وسينكشف العدو ويظهر مدى ضعفه وعجزه عن التعامل مع ما ستفرضه المقاومة بالنيران الثقيلة.

المسار السادس: للوسطاء بأنّ الوقت بدأ ينفذ وأنّ المقاومة جادة فيما تقول وكلّ كلمة وحرف تنطق به المقاومة له رصيد عمل في الميدان ويمكنها ترجمة التهديدات كما فعلت في معركة سيف القدس، وأنّ على الوسطاء التحرك سريعًا وممارسة أقصى درجة من الضغط على حكومة الاحتلال لوقف عدوانها على القدس والأقصى وإلغاء مسيرة الأعلام المقرّر تنفيذها وإلا فإننا على بعد ساعات من اندلاع مواجهة غير مسبوقة ربّما تؤدي لإشعال المنطقة برمتها ولن تكون في صالح العدو أو أيٍّ من الأطراف المعنية بالهدوء في المنطقة، لذلك: فإنّ الكرة في ملعب الاحتلال وما عليه سوى التراجع الفوري وإبلاغ الوسطاء بنيّته التراجع وعدم تكرار هذه المسيرة ووقف جميع أشكال العدوان.