تشده الكتب التي تتعلق بفلسطين أو أي نشاط فني أو ثقافي يتناول قضيتها، فبات مرجعًا للباحثين والمهتمين في بحثهم عن بعض الكتب التي يحتاجون إليها.
يعمل الإعلامي والشاعر الفلسطيني ياسر علي على جمع وأرشفة مئات الكتب المهتمة بالشأن الفلسطيني، في مبادرة ذاتية لدعم التراث اللامادي الفلسطيني وتعميم الفائدة ونشر المعرفة وجعلها في متناول كل باحث من خلال نشرها عبر قناة خاصة على التلجرام حملت اسم "كتب فلسطين".
في إحدى المرات التي كان يبحث فيها عن كتاب ما، حاول التنقيب في قنوات التلجرام الخاصة بالكتب، فوجد القليل وأغلبها يحمل الهوية العراقية وتكرر ذاتها بنشر المحتوى والمواضيع ذاتها.
يقول علي لصحيفة "فلسطين": "لم تلبِّ تلك القنوات شغفي في الكتب التي أحب قراءتها والتي تهتم بالمجال الفلسطيني، فكنت أعكف أوقاتًا طويلة في البحث على المواقع الإلكترونية والمكتبات للحصول على كتاب معين".
لذلك قرر علي في البداية جمع الكتب التي يحتاج إليها شخصيًّا وتلبي شغفه في قناة خاصة، وفيما بعد تطور الأمر بعد تواصل الأصدقاء والمقربين وباحثين لا يعرفهم يطلبون المساعدة في الوصول إلى بعض الكتب، فعمل على جمعها ضمن قناة يسهل على الباحثين الوصول إليها.
وجد علي العديد من الكتب النادرة غير الموجودة في المجتمع الثقافي الفلسطيني، وباتت تضم القناة عدد كبير من الكتب بمختلف المواضيع الدينية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية وشؤون العدو والصهيونية واليهود واليهودية، والعلاقات الإسرائيلية مع دول مختلفة في العالم وكذلك علاقات الفلسطينيين، والسير الذاتية لقادة وشخصيات فلسطينية وغيرها.
تصنيف وتلخيص المحتوى
ويوضح علي أنه يعمل على تصنيف الكتب وترتيب المعلومات، ووضع ملخص يمكن من خلاله معرفة محتوى كل كتاب، ومن ثم يعمل على ويعمل على فهرستها ليسهل الوصول إليها من خلال وضع اسم الكتاب والكاتب والمترجم في حال وجد، وكذلك دار النشر والبلد التي نشر فيها، وسنة الطباعة وعدد صفحات الكتاب تسهيلًا على الباحث.
ويوضح أن عدد الكتب التي نشرتها المنصة بلغ 1270 كتابًا متعددة الموضوعات والأحجام وبمختلف تاريخ الإصدارات ما بين قديم وحديث، في حين يبلغ عدد المشتركين ما يقارب 7000 مشترك.
كما جمع علي الكثير من المصادر التي يمكن من خلالها الاعتماد عليها في نشر الكتب، ولديه ما يقارب 5000 كتاب ينتظر النشر.
وغالبًا يعمل الكاتب والشاعر الفلسطيني وهو لاجئ من مواليد مخيم تل الزعتر في لبنان، صدر له كتابان وديوان- على قراءة الكتب قبل نشرها لضمان محتواها، مستثمرًا أوقات سفره في ذلك.
ويلفت إلى أنه لا يسعى من وراء هذا العمل لتحقيق أي هدف مادي، وإنما دعم وتشكيل الوعي الفلسطيني اتجاه قضيته، ونشر التراث الفلسطيني من الكتب الورقية أو الإلكترونية التي تعنى بالشأن السياسي والاقتصادي والاجتماعي والبحثي، كما يعمل على نشر الكتب ورسائل الماجستير والدكتوراه بعد استئذان أصحابها، محاولًا نشر كل ما يخدم القضية الفلسطينية.
ويضيف: "عمدنا إلى فهرسة كل كتاب باسمه، واسم المؤلف، ودار النشر والدولة وسنة الإصدار وعدد الصفحات، والعنوان الكبير فلسطين".
ويسعى علي لتطوير مبادرته وتجميع الكتب القديمة وتحويلها إلى إلكترونية، ونشرها بحقوق حصرية للقناة بعد توفير تمويل خاص لهذا العمل الذي من شأنه إحياء الكتب القديمة من الاندثار.
التراث رسالة ومنهج
بدوره، يقول الشاعر الفلسطيني جهاد الحنفي: إن المبادرة "تجسيد واضح للفلسطيني الحر الحي الواعي، وهي رصد وتوثيق لوجود وابداع ومرحلة".
ويوضح في حديث صحفي، أن القناة "تظهر عملًا كبيرًا ينوب عن مؤسسات يجب أن تتولى هذه المهمة الشاقة".
ويلفت الحنفي الانتباه إلى أن اللاجئ الفلسطيني جزء لا يتجزأ من نسيج شعبه، وهو رافد أساسي للثقافة الفلسطينية بشكل عام.
ويرى الحنفي أن إسهامات اللاجئ الفلسطيني في مجالات الثقافة، جزء من مشاركته في المشروع النضالي الطويل.
وشدد على أن المعركة الفلسطينية مع المحتل متعددة المجالات، وأبرز وجوهها الجانب الثقافي، وأن على اللاجئ الفلسطيني أن يتيقظ لمحاولة الاحتلال طمس معالم الهوية الوطنية الفلسطينية.
ويدعو الحنفي، اللاجئ الفلسطيني إلى إحياء التراث الوطني الفني والأدبي لجعله رسالة ومنهجاً وسلوكاً وأن يزرع في وجدان أبنائه وأحفاده بأن فلسطين هي القدس والأغنية والزعتر والمفتاح، على حد تعبيره.