فلسطين أون لاين

بحماية قوات الاحتلال

تقرير الاستيطان الرعوي.. أسلوب (إسرائيل) لتهويد الضفة وتهجير مزارعيها

...
الاستيطان الرعوي (أرشيف)
الخليل-غزة/ أدهم الشريف:

تملك عائلة المزارع أنس أبو عران، مئات الدونمات في مسافر يطا بمدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية المحتلة، لكن هذه المساحة الزراعية الكبيرة تخشى العائلة أن تتضاءل بفعل محاولات المستوطنين للسيطرة على جزءٍ واسع منها.

وبقدر حرص أبو عران (40 عامًا)، الذي يعمل مزارعًا منذ أن ورث المهنة عن آبائه وأجداده، على أرضه التي تمتد على مرمى البصر وتضم جبالًا ووديانًا، يسعى المستوطنون تحت حماية مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي للسيطرة على هذه الأراضي لصالح مشاريع التوسع الاستيطاني.

وحسبما قال أبو عران لصحيفة "فلسطين"، فإن الاستيطان الرعوي لا يتوقف إطلاقًا في مسافر يطَّا.

وهذا النوع من الاستيطان قائم على رعي المستوطنين لمواشيهم في أراضي المزارعين الفلسطينيين في مناطق مختلفة من الضفة الغربية، منها يطَّا، والأغوار، وخلال الرعي ينتهز المستوطنون الفرصة للسيطرة على جزء منها وإقامة بؤر استيطانية تتحول لاحقًا لمستوطنات.

وأكثر ما يثير استياء المزارع أبو عران الحماية المشددة التي يوفرها جيش الاحتلال للمستوطنين.

وأضاف أن جنود الاحتلال يستهدفونا بالرصاص وقنابل الغاز، فيما يطلق المستوطنون كلابهم لتخريب محاصيلنا.

ونبَّه إلى أن انتهاكات الاحتلال والمستوطنين تصل أحيانًا إلى حد اقتلاع الأشجار وتخريب مساحات واسعة من المزروعات.

وأكد أن هذه الانتهاكات مهما تنوعت وتصاعدت لن تدفع المزارعين في يطَّا لترك أراضيهم فريسة للمستوطنين، أو التنازل عنها تحت أي ظرف كان.

ولا يقتصر الاستيطان الرعوي على يطَّا فحسب، بل إنه يتوزع في مناطق مختلفة من الضفة الغربية التي تشهد أشرس حملة لمشاريع التوسع الاستيطاني منذ احتلالها بالكامل إبَّان النكسة سنة 1967.

وقال منسق اللجان الشعبية والوطنية لمقاومة الاستيطان في جنوب الضفة الغربية راتب الجبور، إن المزارعين يبدون حالة صمود وثبات أسطورية في مواجهة سياسات وانتهاكات الاحتلال والمستوطنين.

وبيَّن لصحيفة "فلسطين"، أن المستوطنين رعاة الأغنام من غلاة المتطرفين، ويثيرون الرعب والخوف في المناطق التي يوجدون فيها بهدف ترهيب المزارعين الفلسطينيين ودفعهم إلى ترك أراضيهم.

ولفت الجبور إلى أن أراضي واسعة في الضفة الغربية يسعى الاحتلال للسيطرة عليها بزعم أنها "أراضي دولة" أو مناطق عسكرية ولاحتياجات أمنية، وكل ذلك على حساب المواطنين الفلسطينيين ومشاريعهم الزراعية لصالح المستوطنين.

وأكد الجبور أن المزارعين يخوضون معركة صمود وتحدٍّ في وجه انتهاكات الاحتلال وعمليات التهويد والتهجير القسري الذي يمارسه المستوطنون من خلال الاستيطان الرعوي.

وقال المختص في شؤون الاستيطان عبد الهادي حنتش، إن عمليات الاستيطان الرعوي تتم بترابط كامل بين المستوطنين أصحاب مزارع المواشي وقوات الاحتلال الإسرائيلي.

وأضاف حنتش لصحيفة "فلسطين"، أن السلطات في (إسرائيل) توفر الدعم الكامل للمستوطنين لتمكينهم من السيطرة على أراضي الفلسطينيين.

ونبَّه إلى أن الاحتلال يتبع هذا الأسلوب منذ عقد السبعينيات من القرن الماضي، ولقد نجحت (إسرائيل) بالاستيطان الرعوي في مصادرة مساحات واسعة من الضفة والأغوار.

وبيَّن حنتش أن سلطات الاحتلال تمنح رعاة المستوطنين امتيازات كبيرة لحثهم على التوسع أكثر في الأراضي المحتلة، وحمايتهم مهما كانت الجرائم التي ارتكبوها بحق المواطنين الفلسطينيين.