بقلم/ اياد القرا
بينما يتابع الجميع و انتظار يوم الأحد القادم، وتنظيم الاحتلال لمسيرة الأعلام، التي بسببها اندلعت معركة سيف القدس في 2021 ، أزيح اللثام عن بعض الأحداث خلال معركة سيف القدس، ليضع الاحتلال مجددا، أمام الحقائق التي يتهرب منها.
ما كشفه برنامج ما خفي أعظم عبر قناة الجزيرة، يقلب المعادلة في وجه الاحتلال، ويصحح مسار المواجهة، ليذكر الاحتلال الاسرائيلي أن المقاومة الفلسطينية جاهزة وتجلس له بالمرصاد، وتعد أنفاسه وتتابع تحركاته. وتدرس مناوراته، وتضع الخطط في كيفية التعامل معه، وهذا ما يعتز ويفتخر به كل فلسطيني.
المقاومة عند وعدها، ومواقفها بأن القدس خط أحمر، ولم يتزحزح موقفها، بل يمكن أن تذهب لمواجهة جديدة إذا ما شن الاحتلال عدوانه على الأقصى وعلى المقدسيين.
وبنفس الوقت أظهر البرنامج أن إدارة المقاومة كانت تسير بدقة متناهية ووفق خطة وبرامج أعدت مسبقا. قادتها هيئة أركان المقاومة التي قادها أبو خالد الضيف، وبينهم ثلة في هيئة الاأكان وفي مقدمتهم محمد السنوار الذي ظهر لأول مرة إعلاميا ليوجه رسائل القسام للاحتلال في هذا التوقيت الحساس.
الرسالة موجهة للاحتلال حول فشل خططه في النيل من المقاومة عسكريًّا وأمنيًّا ، بل إن المقاومة قلبت السحر على الساحر في أكثر من حادثة وواقعة خلال الحرب وبعدها. وبنفس الوقت توجه رسالة بأن الأسرى لا يزالون على سلم الأولويات، وأن أي عدوان بري أو حرب أو مواجهة سيكون الهدف هو أسر جنود الاحتلال لإجبار الاحتلال على دفع الثمن مجددا لإطلاق سراح الأسرى من سجون الاحتلال، وإن مماطلة الاحتلال في الإفراج عن الأسرى مقابل الجنود المختطفين في غزة، لن تفيده.
تعدد الجبهات ومحور المقاومة يمثل كابوسا للاحتلال ويخشاه، لكن تحول لواقع، وسط سند شعبي وجماهيري واسع والمقاومة في غرة تطور في علاقاتها الإقليمية عبر إدارة المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي. كما في معركة السيف القدس مع المقاومة في لبنان وإيران، وتفعيل ساحات الضفة والقدس وفلسطين المحتلة عام 1948، والعمل في الساحات الخارجية، مما يقلب المعادلة على الاحتلال ليصبح منبوذًا ومحاصرًا.
العمل المقاوم العسكري والأمني والسياسي عمل متكامل منسق موحد يقوده خبراء ومختصون، وأصحاب خبرة ودراية، كما هو الحال مع الشهيد البروفيسور جمال الزبدة ونجله الشهيد المهندس أسامة، اللذين قدما نموذجًا لتطوير صواريخ المقاومة، إلى جانب ثلة أخرى ارتقت شهداء قادوا العمل العسكري والأمني وهم من خيرة القادة، مما يوضح بشكل واضح أن عمل المقاومة عمل منظم وفق مؤسسة عسكرية متطورة تعمل على مدار الوقت وتتجهز لصد أي عدوان للاحتلال أو المبادرة للدفاع عن الأقصى والمقدسات.