"باب المغاربة".. واحد من أشهر بوابات المسجد الأقصى، وأقربها إلى حائط البراق، ترجع أصول تسميته إلى عابريه القادمين من دول المغرب العربي لزيارة المسجد.
عُرف أيضاً بأسماء أخرى، مثل باب "حارة المغاربة"، و"البراق"، و"النبي".
يُعتقد أن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) دخل من جهته إلى المسجد الأقصى ليلة الإسراء والمعراج، كما يعتقد بعض المؤرخين أن الخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) دخل من ناحيته إلى الأقصى أيضا بعد الفتح، وقد أعيد بناء باب المغاربة في عهد السلطان المملوكي الناصر محمد بن قلاوون عام 713هـ/1313م.
عَمَّره القائد الإسلامي صلاح الدين الأيوبي بالمواطنين من ذوي الأصول المغاربية، بعد ما كَنسَ بجيشه الصليبيين من أرض بيت المقدس وفلسطين، مجيبًا حينما سئل عن السبب في ذلك، "أسكنت هناك من يثبتون في البر، ويبطشون في البحر، من أستأمنهم على هذا المسجد العظيم، وهذه المدينة".
نال شهرة ومعرفة في اسمه "باب المغاربة"، بعد أن أقدم الاحتلال الإسرائيلي عام 1967، على تحويله إلى ساحة سماها "ساحة المبكى" لخدمة المستوطنين المتطرفين اليهود، والمصلين السواح الذين يصلون المكان.
منع الاحتلال الفلسطينيين من استخدام هذا الباب، مع مصادرة مفاتيحه، والاقتصار على ادخال المقتحمين يوميًا للأقصى عبره برفقه وحدات الجيش والشرطة.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد؛ فقد فُتح ستار البحث عن آثار المعبد المزعوم من تحت جدران بوابة المغاربة "حي المغاربة" إلى ساحات المسجد الداخلية، فأقيم أسفله الكُنس اليهودية، وقاعات داخلية، اجتمع فيها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وأعضاء حكومته في أواخر مايو/ أيار الماضي في سابقة كانت الأولى من نوعها التي تضفي بُعدًا رمزيًا احتلاليًا لهذا المكان وتأكيدًا على السيطرة اليهودية عليه.
خلخلت الحفريات تحت بوابة المغاربة التلة التي يقوم عليها طريق باب المغاربة، فانهار جزء بمساحة 100 متر منها في فبراير/ شباط 2004م، وقامت سلطات الاحتلال الاسرائيلية بإزالة الأتربة المتساقطة وجزء من الجدار دون مراعاة تضمنها لآثار إسلامية قديمة.
يقول مسؤول قسم المخطوطات في المسجد الأقصى د. ناجح بكيرات إن بوابة المغاربة شاهد حقيقي على تاريخ مدينة القدس، وأحد المفاصل الهامة التي حاول الاحتلال منذ عام 1967 احتلال القدس لتغيير معالمها نهائيًا من معلم إسلامي خالص لما يشبه بمنطقة لليهود دون منازع.
ويشير بكيرات لصحيفة "فلسطين"، إلى أن بوابة المغاربة كانت الهدف الأول للاحتلال للتهويد نظرًا لأهميتها ووقوعها كمدخل هو الأقرب للأقصى، وموعد مستقبلي مخطط لأن يكون بداخل ساحته كنيس يهودي كبير يغطي بمبناه قباب المسجد الأقصى.
ونبه إلى أن الاحتلال جعل باب المغاربة بوابة للشر في كونها باتت منطلقا لاقتحام المستوطنين اليومي لباحات المسجد الأقصى، ونقطة ارتكاز وتجمع لغلاة المستوطنين وجيش الاحتلال.