هل بدأت مرحلة الطلاق بين روسيا ودولة (إسرائيل)؟ المعلومات المتوفرة تقول ربما. كانت الدولة الروسية تبدي في بداية القتال في أوكرانيا حساسية خاصة إزاء الموقف الإسرائيلي من الحرب، وكانت تملك علامات مثيرة للشك حول وجود مساعدات عسكرية إسرائيلية لزيلنسكي الرئيس الأوكراني اليهودي، وحاولت دولة الاحتلال أن تخفي موقفها ومساعداتها من خلال محاولة الظهور بدور الوسيط الذي يبحث عن حل سياسي، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى تخفيها من خلال الاختباء خلف المساعدات الإنسانية.
ما كان يجري في الخفاء تم الكشف عنه علنا ومن خلال أشرطة الفيديو ووسائل الإعلام. لم تتردد كثيرا وسائل الإعلام العبرية من نشر شريط فيديو يظهر وحدات إسرائيلية خاصة تقاتل إلى جانب أوكرانيا ضد الروس، وتقوم أيضا بتدريب القوات الأوكرانية.
روسيا الآن تقف أمام معادلة واضحة المعالم. (إسرائيل) تعمل مع أكرانيا وتدعم المقاتلين الأوكرانيين، بالسلاح المتقدم والهجومي، والتدريب، وبالأفراد المدربين تدريبا خاصا، وبالمعلومات الاستخبارية. (إسرائيل) تقاتل في أوكرانيا بالتنسيق مع الأمريكان، ومع الأوربيين، وتحت مسمى القوات الخاصة! ولها خط ساخن مع زيلنسكي، وهي في نظري لا تستطيع غير ذلك، ولكنها لا تستطيع أن تخفي ذلك لفترة أطول. ولقد جاء زمن الإفصاح بحسب التوقيت الإسرائيلي، فكان شريط الفيديو! والخافي أعظم.
لقد أثبت شريط الفيديو ما كنا قلناه على الولاء المتبادل بين كييف وتل أبيب، سواء على مستوى اليهودية، أو على مستوى التعاون الإستراتيجي والعسكري، حيث تصنف (إسرائيل) أوكرانيا بأقرب الدول إليها، وأنها وطن ثانٍ لليهود، وكانت أوكرانيا من أوائل الدول التي اعترفت بالقدس عاصمة (لإسرائيل)، وأيدت صفقة القرن، ووقفت موقفا معاديا من الحقوق الفلسطينية، ومن المقاومة الفلسطينية.
هنا يجدر بالقيادات الفلسطينية التوجه نحو روسيا وبيان الدور الإسرائيلي التخريبي وخطورته على دول العالم، ولا سيما على المصالح الروسية، وأن (إسرائيل) ليست إلا قاعدة متقدمة لأمريكا في منطقة الشرق الأوسط، وعلى الدولة الروسية مراجعة سياستها الخارجية في هذا المستوى، ودعم الدول والمكونات التي تقاوم الاحتلال الإسرائيلي. روسيا يمكنها أن تنتقم لنفسها، وأن تسير في طريق يؤلم دولة الاحتلال الإسرائيلي، ويمكنها أن تجبي ثمنا منها لمشاركتها في القتال في أوكرانيا ضد الجنود الروس. روسيا في حاجة لمراجعة سياساتها في الشرق الأوسط، ويمكنها تفعيل دور عملي لها مع عدة دول ومكونات لتقليم أظافر دولة الاحتلال، الموقف الروسي التقليدي لم يعد مفيدا لروسيا، بل هو ضار بمصالحها. نقول هذا مع تأكيد أننا ندعو لحلول دبلوماسية للأزمة الأوكرانية، ولا نشجع الحروب، لأننا اكتوينا كثيرا بنارها.