فلسطين أون لاين

"أم رامي" تتوسل إلى نجلها ليغادر غيبوبته: "يمّا أنا عندك يا حبيبي"

...
رام الله-غزة/ أدهم الشريف:

لم أرَ في حياتي مشهدًا يُؤلِم أكثر من توسل سيدة إلى نجلها ليستفيق من غيبوبته التي حلَّت به بعد إصابته بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس المحتلة، وبالكاد حقًّا استطعت كتابة هذه السطور.

"يمّا أنا عندك يا حبيبي، والله لأخطبلك اللي بدك إياها.."، نطقت أم الجريح رامي سرور، وغصة تعترض حلقها وهي تحدق في وجه نجلها الممدد على ظهره فوق سرير للعلاج في مستشفى "هداسا عين كارم" بالقدس المحتلة.

وتحيط الأجهزة الطبية برامي من كل مكان، وتلتصق به العديد من الكوابل الخارجة منها والأنابيب إما بصدره أو فمه، وأوصل الأطباء بأنفه جهازًا للتنفس الاصطناعي، وذلك كما يظهر فيديو قصير للأم ونجلها في المستشفى، الذي لاقى رواجًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي.

كانت تتحسس الأم وجه نجلها وتمسح جبينه بألم وحزن شديديْن يعتصران قلبها خشية على حياة ابنها البكر الذي أصيب قبل قرابة أسبوعين بنيران الاحتلال خلال وجوده في المسجد الأقصى عند باب القطانين، حيث دارت مواجهات استخدمت خلالها قوات الاحتلال القوة المفرطة في قمع الفلسطينيين، وحالت دون وصول العديد من سكان القدس والضفة والداخل المحتل، للمسجد المبارك لأداء الصلاة.

وأحاط بالأم ونجلها رامي عدد من الأقارب الذين كانوا يمدحون بالجريح ويطلبون منه أن يستفيق ليرى والدته، وطلبوا منها الاستمرار بالحديث معه.

وعندما كانت تحكي له وهي تمسك بيده: "أنا عندك يما، وردتي وروحي يما، قلبي انت يما، اصحى عشان آخذك معي"، إما أن يضغط بخفةٍ على يدها وإما أن يفتح عينيه كاملتيْن لثوانٍ قليلةٍ قبل أن يغلقهما مجددًا، ولقد منحته والدته طاقة لم ولن تتمكن الأجهزة الطبية الحديثة من تزويده بها.

والمشهد الذي تداوله نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، هو الأول لزيارة أم رامي بعد إصابته برصاص جنود الاحتلال.

وينحدر رامي سرور البالغ (24 عامًا)، من قرية نعلين شمالي مدينة رام الله، وهي القرية التي تشهد منذ سنوات طويلة فعاليات شعبية ضد مشاريع التوسع الاستيطاني، ودائمًا ما يتعرض أهلها إلى أصناف مختلفة من الانتهاكات على يد جيش الاحتلال.

ولاقى مشهد أم رامي بنجلها في المستشفى، تعاطفًا كبيرًا على مواقع التواصل، وغرد النشطاء بإعجاب واستحسان كبير لمشهد فتح رامي لعينيه عندما سمع صوت والدته، وتمنوا له الشفاء العاجل.