قالت صحيفة "هآرتس" العبرية، إن الاحتلال هو المشكلة الأساسية التي تضعف (إسرائيل)؛ لأنها تدافع عنه وعن تأثيراته الفظيعة بكل قوتها، وبكل ثمن عبر الإخلال بحقوق الفلسطينيين والعرب داخلها من خلال قوانين غير ديمقراطية.
وأضافت الصحيفة، في مقال كتبه عوزي برعام عضو الكنيست والوزير السابق، أن هذا الاحتلال يقابل برفض الدول الغربية قبول ادعاءات (إسرائيل) حول أحقية سيطرتها على المناطق الفلسطينية، ومن ضمنها المستوطنات القائمة في الضفة الغربية.
وأكد الكاتب برعام أنه رغم ذلك فإن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية لم يعد هو الموضوع الذي تتصارع المعسكرات الحزبية في (إسرائيل) حوله، ولم يعد يقسم المجتمع.
وأشار برعام، الذي اعتزل الحياة السياسية بعد انتخاب أريئيل شارون رئيسا للوزراء، إلى أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي يعاني في الآونة الأخيرة من مشاكل وأزمات داخلية لن يفقد مقعده بسبب احتلال (إسرائيل) للفلسطينيين، ولكن بسبب عوامل طفت على السطح في المجتمع الإسرائيلي، أهمها زيادة ظاهرة التشدد بين اليهود الذين سيصوتون في الانتخابات القادمة لصالح الأحزاب الدينية والقومية المتطرفة، مثل البيت اليهودي.
وأوضح أن هؤلاء المتدينين يستمعون لخطابات الحاخامات اليهود كل أسبوع، ولم يعد الاحتلال يعنيهم بشيء، بل إن تفكيرهم يصل حد القول إن "القدس ليست مذكورة في القرآن"، مما يتطلب من اليسار الإسرائيلي أن يسارع إلى طرد نتنياهو، وأن يجعل من انتخابات الكنيست القادمة استفتاء شعبيا على الاحتلال.
وذكر أن هناك أمرين أساسيين يمكنهما زعزعة القوى السياسية الإسرائيلية، أولهما الفساد، وكأن لسان حال الإسرائيليين يردد بصوت واحد: ضقنا ذرعا بكم أيها الفاسدون، وهي جملة ليست موجهة فقط لنتنياهو، ولكن أيضا للطاقم الذي يقف بجانبه.
وهناك عامل ثان يتمثل في التدين المتزايد في أوساط اليهود، ولذلك فإن المعركة التي يخوضها الإسرائيليون يجب أن تكون وجهتها ضد الحاخامات المتطرفين الذين يلحقون الضرر بعلاقات (إسرائيل) الخارجية، ويحاولون إعادة الزمن إلى الوراء.
وختم الكاتب بالقول: كل ذلك يؤكد أن الاحتلال لن يؤدي لانتقال الحكم في (إسرائيل) والإطاحة بنتنياهو، ولكن كل حكم بديل قادم سيمنح هذا الموضوع المكانة المناسبة في التسلسل الهرمي لأولوياته السياسية والحزبية.