فلسطين أون لاين

اعتقله الاحتلال مع 6 من ممثلي الكتلة الإسلامية في "بيرزيت"

تقرير عبد المجيد حسن.. حلمُ تخرجه تائهٌ بين مقاعد الجامعة والسجون

...
الطالب عبد المجيد حسن
رام الله-غزة/ يحيى اليعقوبي:

هكذا هو ديدن الاحتلال الإسرائيلي؛ يزعجه كل صوتٍ فلسطيني ينادي للحرية ويرفض التعايش ورفع "غصن الزيتون" أمام جرائمه، فكان الطالب عبد المجيد حسن واحدًا من أولئك الطلبة الذين اهتدوا بنور العلم نحو إضاءة طريق الحرية وشحذ الهمم لاستنهاض الحركة الطلابية في جامعة "بيرزيت" بالضفة الغربية المحتلة، التي يحاول المحتل بشتى الطرق إبعادها عن هموم الوطن، بينما يأبى هؤلاء الطلبة إلا إعادة سيرتها الأولى عندما انطلقت منها شعلة الانتفاضتين.

لم يمضِ الطالب حسن أكثر من ثلاثة أشهر خارج السجن، حتى أعاد الاحتلال اعتقاله أول من أمس مع عدد من طلبة الكتلة الإسلامية بجامعة بيرزيت، ليعيده مرةً أخرى إلى الوراء، ويُضيّع عليه عامًا دراسيا جديدًا كان يوشك على إسدال ستائر أيامه الأخيرة والدخول في خضم الامتحانات النهائية للفصل الدراسي.

متطلبات متراكمة

طوال الفترة الماضية حاول حسن تعويض العامين الدراسيين والمتطلبات المتراكمة عليه، خبرٌ وإن كان غير مستبعد لكنه وقع كالصاعقة على قلب شقيقته شذا: "قبل ثلاثة أشهر كنا ننتظر الإفراج عنه بفارغ الصبر، فنحن نعتبره روح البيت، استقبلناه باحتفال لم تنتهِ مراسمه حتى اعتقلوه مجددا، فلم نشبع من وجوده بيننا".

أول من أمس، وبعد ساعات من انتهاء المناظرة الانتخابية بين جميع الكتل الطلابية، اعتقلت وحدة خاصة تابعة لجيش الاحتلال سبعة من ممثلي الكتلة الإسلامية في الجامعة كان من ضمنهم حسن، ومناظر الكتلة معتصم زلوم.

الثمن الذي يدفعه حسن دفعه قبله إخوته، تقول شقيقته: "ندرك أن خوض تجربة العمل النقابي محفوفة بالمخاطر، خاصة في إطار تنظيم يلاحقه الاحتلال، إذ يكون الاعتقال متوقعًا، فالاحتلال يلاحقنا، إذ اعتقلني عام 2019 عاما كاملا، ولا يزال يعتقل شقيقي محمد، والآن عبد المجيد؛ وهو مستعد لتقديم كل شيء لإيمانه بعدالة قضيته".

وأضافت "دفع أخي وزملاؤه في الكتلة الإسلامية ثمنًا باهظًا بسبب مواقفه سنوات من عمره، فقد أضاع الاحتلال عليهم أجمل فترة في حياتهم وهي الحياة الجامعية، إذ يمضون أعمارهم بين مقاعد الدارسة حينًا وخلف قضبان السجون أحيانًا أخرى، في محاولة لإيصال رسائل للشباب ومن خلفهم لثنيهم عن هذا الطريق، لكن محاولات المحتل تبوء دائمًا بالفشل".

فرحة لم تكتمل

يفترض أن يكون عبد المجيد حاليًا في عامه الجامعي الرابع والأخير، لكن معدل الساعات التي استطاع اجتيازها بسبب الملاحقة من الاحتلال وأجهزة أمن السلطة أبقته في المستوى الثاني، وجاء الاعتقال الأخير وهو يقوم بتعويض المواد التي لم يجتزها خلال تلك السنوات.

ففي وقت كان أبناء دفعته في تخصص المحاسبة يحتفلون بتخرجهم وقرب انخراطهم في العمل، كان هو يقضي حكمًا بالسجن لمدة عام في سجون الاحتلال "عندما خرج من الأسر كان همه تعويض ما فاته، ولملمة نفسه مع دفعة طلاب جديدة، ليصبح حلم التخرج من الجامعة هو الذي يراوده" تردف شقيقته.

وتخشى أن تعود العائلة لدوامة الاعتقالات من جديد مع تسليط الاحتلال سيف الاعتقال على أفرادها، متأملة أن تكون فترة الاعتقال له أيامًا معدودات ويتم الإفراج عنه، وألا تعيش العائلة من جديد حياة الأسر، خاصة أن الاحتلال لا يزال يعتقل شقيقها محمد أيضا.