دان المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بأشد العبارات العنف الذي اقترفته قوات الاحتلال "الإسرائيلي"، الجمعة، خلال قمع المشاركين في جنازة الصحفية شيرين أبو عاقلة، بالقدس المحتلة، مشيرًا إلى إصابة 33 مواطنًا، أحدهم مصور صحفي جراء القمع.
وقال المركز في بيانٍ له: إن اعتداء قوات الاحتلال غير المبرر على المشاركين بالجنازة، والضرب المبرح للأفراد الذين كانوا يحملون نعش الفقيدة حتى كاد يقع على الأرض، يعكس السلوك غير الإنساني لتلك القوات التي لم تكتفِ بقتل الفقيدة؛ بل مارست القوة والعنف خلال تشييعها الذي اتسم بمشاركة واسعة.
وعرض المركز التفاصيل الكاملة لقمع الاحتلال، مبينًا أنه صباح الجمعة انتشرت قوات الاحتلال الإسرائيلي بكثافة في محيط المستشفى الفرنسي في حي الشيخ جراح، حيث يوجد جثمان الصحفية شيرين أبو عاقلة، التي اغتالها الاحتلال صباح الأربعاء في مخيم جنين للاجئين.
وأشار إلى أن الاحتلال نصب عشرات الحواجز في الحي والمناطق المجاورة له؛ استعداداً لنقل الجثمان من المستشفى إلى كنيسة الروم الكاثوليك في منطقة باب الخليل بالبلدة القديمة من القدس المحتلة.
وأضاف: "حاولت قوات الاحتلال فرض قيود على جنازة التشييع بإبلاغ عائلة الصحفية أبو عاقلة، أنها ستسمح لأعداد محدودة بتشييع الجثمان إلى مثواه الأخير في مقبرة جبل صهيون بالقرب من باب الخليل، بواسطة مركبة خاصة، شريطة عدم رفع الأعلام الفلسطينية وعدم ترديد العبارات الوطنية".
وتابع: "احتشد المئات من المواطنين في ساحة المستشفى الفرنسي، ورفعوا الأعلام الفلسطينية وصور الصحفية أبو عاقلة، مرددين العبارات الوطنية والمنددة بمقتلها".
ووفق البيان؛ عند حوالي الساعة 1:50 مساءً، حاصرت قوات الاحتلال برفقة مركبة المياه العادمة، وفرق الخيالة، وعناصر المخابرات الإسرائيلية المستشفى وأغلقته تمامًا، ومنعت المواطنين والطواقم الصحفية والمرضى من الدخول إليه، واعتدت على المواطنين والطواقم الصحفية عند بوابته الرئيسة.
وفور إخراج جثمان أبو عاقلة من ثلاجات المستشفى محمولاً على الأكتاف، منعت قوات الاحتلال -حسب البيان- انطلاق مسيرة تشييع الصحفية أبو عاقلة لنقل الجثمان من مقر المستشفى إلى الكنيسة سيراً؛ لكي لا يتمكن جميع المواطنين ومحبّو الصحفية من وداعها.
وتابع "عند رفض المواطنين تسليم الجثمان ونقله إلى الكنيسة عبر المركبة، اقتحمت قوات الاحتلال ساحة المستشفى ومبناه بعنف ودون أي مبرر، وأطلقت الأعيرة المطاطية تجاه المشيعين، واعتدت عليهم بالضرب المبرح، ودفعت حاملي نعش الصحفية أبو عاقلة بقوة، وضربتهم بالهراوات بعنف، وكاد النعش أن يسقط على الأرض لولا ثبات بعض حامليه".
وبعد دقائق نقل الجثمان إلى مركبة خاصة، وفور مغادرتها المستشفى أوقفتها قوات الاحتلال عدة مرات وانتزعت أعلام فلسطين منها، وحطمت زجاجها، وعند مغادرتها، أغلقت تلك القوات بوابة المستشفى، ومنعت المواطنين والطواقم الصحفية وشقيق الصحفية أنطون أبو عاقلة من اللحاق بالجثمان، حسب البيان.
وعند وصول الجثمان إلى كنيسة الروم في باب الخليل حاولت قوات الاحتلال -حسب البيان- تفريق المواطنين، و"مصادرة" الأعلام الفلسطينية، وتمزيق صور الصحفية أبو عاقلة واللافتات المنددة بقتلها. خلال ذلك، اندلعت مناوشات بين المواطنين وقوات الاحتلال، حول رفع الأعلام الفلسطينية، حيث رفض المواطنون إنزالها رغم محاولات قوات الاحتلال العديدة لإنزالها.
وفور خروج الجثمان من الكنيسة باتجاه مقبرة صهيون في منطقة باب الخليل، خارج سور البلدة القديمة، نصبت قوات الاحتلال الإسرائيلي عشرات الحواجز الشرطية لعرقلة المشاركين في التشييع، واعتقلت عددًا من الشبان بعد اعتدائها عليهم بالضرب، وسط تحليق طائرة إسرائيلية مروحية على ارتفاع قريب في المكان. وعلى الرغم من ذلك، توافد عشرات الآلاف من المواطنين إلى مقبرة صهيون للمشاركة في تشييع الصحفية أبو عاقلة إلى مثواها الأخير.
وقال المركز الحقوقي: إن هذا الاعتداء الصادم وما سبقه من محاولة التنصل من المسؤولية عن اقتراف جريمة قتل الصحفية أبو عاقلة، يأتي امتدادًا لتنكر قوات الاحتلال الإسرائيلي لقواعد القانون الدولي، ومواثيق حقوق الإنسان، بغطاء سياسي إسرائيلي رسمي، مع ضعف آليات المحاسبة الدولية، ما يؤكد الحاجة لإجراءات فاعلة لضمان المساءلة والعدالة وعدم الإفلات من العقاب.