ارتكب الاحتلال الإسرائيلي خلال الأيام الماضية عدة جرائم تظهِر وجهه القبيح وسياساته العنصرية البغيضة القائمة على القتل والإرهاب والدماء، التي لم يسلم منها أحد، وهي امتداد
لـ 74 عاما من الإرهاب الذي تمارسه حكومة الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وطرده من أرضه.
السياسات الإرهابية التي تمارسها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني تجسدت صورتها في جريمة اغتيال الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة التي مثلت أيقونة للإعلام الفلسطيني على مدار ما يتجاوز 30 عاما، وهي تنقل الحقيقة والصورة الفعلية في فضح ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، وبنفس الوقت إيصال صورة النضال الفلسطيني المقاوم الصامد في وجه الاحتلال الإسرائيلي.
جريمة اغتيال الشهيدة شيرين هي نموذج لجرائم تتكرر يوميا في الأراضي الفلسطينية يستهدف فيها الإنسان من أطفال ونساء يقعون تحت سلاح الإرهاب الإسرائيلي الذي لا يتورع عن القتل بطريقة مروعة، كما شاهدنا في باب العمود وقبلها في بيت لحم وقبلها في جنين وفي نابلس وجرائمه قبل عام في معركة سيف القدس في غزة. هذه الصورة الإجرامية التي يمثلها الاحتلال الإسرائيلي على الأرض الفلسطينية من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها على مدار 74 عاما هي ملخص لسياسة العنصرية النازية التي يطبقها الاحتلال الإسرائيلي وسط صمت دولي، وتعاون ودعم أمريكي ومن بعض الأوروبيين وتعاون من المطبعين العرب والتعاون من بعض المنسقين الأمنيين من الفلسطينيين.
لم تكن شيرين مجرد صحفية، بل كانت صاحبة رسالة أوصلتها إلى العالم أجمع عبر قناة الجزيرة الفضائية، وكانت نبض الواقع الفلسطيني.
لذلك جاءت هذه الجريمة التي تستهدف الصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين لتغييب الحقيقة عبر قتلها.
الاحتلال الإسرائيلي الذي أراد أن يخفي جريمة اغتيال شيرين تواصلت عبر الاعتداءات التي شنها الاحتلال على المشيعين في القدس بطريقة دنيئة تدل على وضيعة الاحتلال الإسرائيلي وحالة الخوف والارتباك والجبن التي يعيشها جنوده في القدس المحتلة أمام جثمان الشهيدة وأمام فلسطيني يرفع العلم هنا وهناك، وفي دلالة واضحة على حالة الضعف التي تسيطر على الجنود في الأراضي الفلسطينية.
استشهدت شيرين في جنين وفي ذلك رسالة أن جنين الصامدة الصابرة المقاومة التي أصبحت اليوم قبلة الأحرار ومنبع الثوار تقاوم وتقاتل بشراسة ضد الاحتلال الإسرائيلي وجنوده كما حدث الليلة الماضية، وطوال الأيام الأخيرة التي أخرجت الأبطال الذين أذاقوا الاحتلال الموت في إلعاد وبيني براك وتل أبيب، وأن جنين التي حاول الاحتلال عام 2002 القضاء عليها، لم ينجح في ذلك، ولن ينجح، وقد فشل في التغطية على جريمة اغتيال شيرين وفك هذا الارتباط الفعلي ما بين الشاهد والشهيد، وما بين المقاوم والإعلامي، وما بين جنين والقدس وغزة التي تمثلت نموذجًا للحياة، حيث غزة تنتصر لجنين والقدس وتقاوم الحصار وتواجه وتوعد وتهدد وتتوعد وتجهز للدفاع عن المسجد الأقصى وعن جنين كما حدث في سيف القدس.
بنفس الوقت جنين تقاوم وتقاتل عن الكل الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وتنتصر دفاعاً عن الأقصى في صورة واضحة يجمعها مثلث المقاومة والحياة من غزة إلى الأقصى إلى القدس إلى جنين.