أثار تصرف رئيس السلطة محمود عباس، استغراب واستنكار رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن قام بمنح "وسام القدس" لشهيدة الحقيقة، شيرين أبو عاقلة، والتي استشهدت برصاص الاحتلال الإسرائيلي أثناء تغطيتها اقتحامه لمخيم جنين شمال الضفة الغربية، في وقت لم يغب عن الذاكرة أن السلطة نفسها -في أزمنة عدة- قيّدت عمل قناة الجزيرة في فلسطين واتهمتها بـ"التحريض عليها وعلى منظمة التحرير".
ومن الشواهد على هذه الحاله، أن السلطة علّقت يوم 15 يوليو 2009 عمل مكتب قناة "الجزيرة" الفضائية، واتهمت الأخير بـ"أنها دأبت منذ زمن على تخصيص مساحة واسعة من بثها للتحريض على منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية".
وبحسب وكالة الأنباء الصينية شنخوا، جاء قرار السلطة المشار إليه على خلفية تناول الجزيرة تصريحات فاروق القدومي رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير-في حينه- والتي اتهم فيها "عباس" وقيادات في فتح بالتواطؤ لاغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات.
أيضاً، يُذكر أن علاقة السلطة مع قناة الجزيرة ساءت بعد نشر الأخيرة تحقيقاً تلفزيونياً حول مقتل القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، عمر النايف، بالسفارة الفلسطينية عام 2016 في ظروف غامضة، مع الإشارة إلى تورط السفارة بالحادثةـ علماً بأن النايف اعتقله الاحتلال في منتصف ثمانينيات القرن الماضي بتهمة قتل مستوطن، غير أنه نجح في الهرب عام 1990، حيث عاش في بلغاريا لأكثر من عقدين قبل أن يلقى حتفه بالسفارة.
ومن المهم، الإشارة إلى أن قناة الجزيرة لطالما تناولت ملف الفساد في السفارات الفلسطينية، والتعيينات غير النزيهة في السلك الدبلوماسي الفلسطيني، وفضحت تفاصيل مفاوضات التسوية بين السلطة والاحتلال الإسرائيلي، وما ترتب على ذلك من نشر وثائق تثبت تنازل السلطة وفريق مفاوضاتها عن الحقوق الفلسطينية بأرض فلسطين التاريخية.
هذه الشواهد وغيرها مما لا يتسع ذكره، جعلت العلاقة بين السلطة وقناة الجزيرة في مستويات منحدرة وغير ودودة، وهو ما أثار استغراب رواد مواقع التواصل الاجتماعي تجاه تصريحات "عباس" التي وصف فيها شيرين أبو عاقلة وقناة الجزيرة بأنها "شهيدة الحقيقة والكلمة الحرة".
وتساءل رواد مواقع التواصل الاجتماعي: أين كان أفراد أجهزة السلطة عندما اقتحمت قوات الاحتلال مخيم جنين، ونالت يدها الغادرة من مراسلة قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة".