فلسطين أون لاين

100 طالب نفذوا 27 مشروعًا

تقرير تعليم من أجل المستقبل.. مشاريع ريادية في مواجهة الاحتلال

...
زاوية من المعرض
غزة/ ضحى حبيب:

تحلم إسراء أبو دراز، الطالبة من مدرسة طيبة الأساسية شرق خانيونس بزيارة الأماكن الأثرية التي تعبر عن الأصالة والعراقة في فلسطين، لكن الاحتلال الإسرائيلي الذي يحاصر قطاع غزة منذ 15 عامًا ويقيد حركة المواطنين فيه، يمنعها من ذلك، فصممت موقعًا يحاكي حلمها، لتزورها اليوم افتراضيًا على الهاتف المحمول بانتظار اليوم الذي تراها على أرض الواقع بعد التحرر من الاحتلال. 

تشارك إسراء بمشروعها هذا في المعرض العلمي التقني الذي تنظمه وزارة التربية والتعليم على أرض منتجع الشاليهات غرب مدينة غزة، تحت عنوان "تعليم من أجل المستقبل".

والمشروع هو عبارة عن موقع إلكتروني يحمل اسم "قارئ صور الأماكن الأثرية"، صممته إسراء في محاولة منها لإحياء الهوية الفلسطينية التي يعمل الاحتلال على طمسها بكل الطرق، وتهدف من خلاله التعريف بالأماكن الأثرية في فلسطين.

تقول إسراء: "جاءتني الفكرة من واقع الشعب الفلسطيني، والاحتلال الذي يمنعنا من زيارة الأماكن الأثرية في الوطن".

وتقوم فكرة عمل الموقع على التعرف على مجموعة صور للأماكن الأثرية عند عرضها على كاميرا الجهاز، فيعمل الموقع على إصدار صوت يعرّف باسم المعلم الأثري ويعرض صورًا له ونبذة مختصرة عن تاريخه ومكانه وموقعه، وخريطة توضح مكان الشخص الذي يستخدم الموقع ومكان المَعلَم المعروض على الشاشة. 

وتوضح إسراء إنها صممت الموقع باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وبعض لغات البرمجة بمساعدة وإشراف معلمتها في المدرسة.

وتطمح إلى تطوير الموقع ليشمل باقي الأماكن الأثرية والقرى المهجرة الذي يحاول الاحتلال طمسها وإزالتها، "لننشر الوعي الكافي بين أبناء شعبنا، وتوثيق صلتهم بأرضهم ووطنهم". 

ويشارك في المعرض الذي يقام للمرة الأولى بهذا المستوى من حيث الحجم ونوعية المشاريع 100 طالب بواقع 27 مشروع تم ترشيحها واختيارها على عدة مراحل.

ويضم المعرض أنشطة ومنتجات طلابية ومدرسية إبداعية في مجال الذكاء الاصطناعي والبرمجة والتعليم الإلكتروني والتميز المخبري الرقمي والمشاريع العلمية والمكتبات المدرسية ومنتجات مراكز الإنتاج التعليمية وإنجازات الإدارة العامة للتقنيات التربوية.

من ضمنها: تطبيق قارئ العملات الورقية الذي يخدم فئة المكفوفين، وجهاز لفرز النفايات بأنواعها، وروبوت ذكي لزرع البذور، وشاشة تعرض مجسمات ثلاثية الأبعاد كوسيلة مساعدة في شرح الدروس التعليمية وغيرها. 

تدريب واحتضان المواهب

ويقول رئيس المعرض ومدير عام التقنيات التربوية في وزارة التربية والتعليم أحمد أبو ندا: "المعرض والإنجازات التي يضمها ثمرة تدريب 280 طالب على تقنيات الذكاء الاصطناعي و146 طالب على تصميم تطبيقات الهواتف المحمولة، وتدريبات أخرى على تصميم الروبوت.

وذكر أن هؤلاء الطلبة مثلوا مختلف مديريات ومناطق قطاع غزة، وذلك ضمن مساعي الوزارة للارتقاء بالطلبة واحتضان المواهب وتنميتها.

وتهدف الوزارة، تبعًا لأبو ندا، من خلال تنظيم المعرض إلى تعريف المجتمع المحلي بالمواهب الموجودة وإيجاد فرص أكبر لتدريبهم في المؤسسات والشركات ورعاية مشاريعهم وتطويرها، "وهو يحمل رسالة سامية للعالم أننا شعب يستحق الحياة، وأن أبنائنا يمتلكون القدرة للإسهام في خدمة البشرية".

ويوضح أن المشاريع الطلابية صممت بعد دراسة للواقع إذ انطلقت أفكار المشاريع من رؤية خدمة التنمية والواقع والمجتمع.

ويضيف أبو ندا: "تعمل وزارة التربية والتعليم على أن يقام المعرض سنويًا لعرض إنجازات الطلبة ومواهبهم وتشجيعهم على التعلم والابتكار".

ويصف المعرض بأنه "وسيلة من وسائل مقاومة المحتل، ويوصلُ رسالة تحدٍ وصمود أننا نستطيع أن نفعل الكثير رغم محاولاته في التضييق وعرقلة الحياة في غزة".