لم تكن جريمة اغتيال الصحفية المخضرمة شيرين أبو عاقلة، مراسلة قناة الجزيرة، على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح أمس، هي الأولى من نوعها، إذ سبقتها جرائم أخرى في محاولة لإخفاء جرائمه وإرهابه بحق الشعب الفلسطيني.
وباستشهاد أبو عاقلة، يرتفع شهداء الأسرة الصحفية منذ عام 2000 إلى 48 شهيدًا، وفق لجنة دعم الصحفيين الفلسطينيين.
وكانت وزارة الصحة، أعلنت صباح أمس، استشهاد أبو عاقلة (51 عامًا) برصاص جيش الاحتلال، وإصابة الصحفي على السمودي برصاصة في الظهر ووضعه مستقر، خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة جنين ومخيمها.
ويتعمّد الاحتلال استهداف الصحفيين في أثناء تأديتهم عملهم المهني، رغم ارتدائهم الدروع والشارة الصحفية وفق لجنة دعم الصحفيين.
استهداف متعمد
ففي 7 نيسان 2018 استشهد المصور الصحفي ياسر مرتجى، والذي كان يعمل في "وكالة عين ميديا" في قطاع غزة، خلال تغطيته مسيرات شعبية شرق قطاع غزة، حيث كان يرتدي درعًا واقيًا كتب عليه "press" -صحافة- وفي 25 من نفس الشهر استُشهد أيضًا مراسل إذاعة صوت الشعب أحمد أبو حسين، بنفس الطريقة.
كما تعمّدت قوات الاحتلال استهداف الشهيد عبد الله مرتجى، الذي عمل مُصورًا في قناة الأقصى وشركة "النبراس" الإعلامية، إثر قصف مدفعي من قبل جيش الاحتلال أثناء تغطيته الإعلامية في حي الشجاعية، في 25 آب لعام 2014.
ولم يتوقف مسلسل الجرائم والاستهداف الإسرائيلي للصحفيين فقد استهدف جيش الاحتلال مصور وكالة رويترز فضل شناعة (23 عامًا) في 16 نيسان 2008، بشكل مباشر في قصف مدفعي، خلال تغطيته لتوغل إسرائيلي في منطقة جحر الديك شرق قطاع غزة.
وفي 15 نيسان 2008 استُشهد الصحفي حسن شقورة (23 عامًا)، إثر إصابته في قصف طائرة حربية إسرائيلية لسيارة شمال القطاع.
استهداف ممنهج
من جانبه، قال أستاذ الإعلام في جامعة بيرزيت نشأت الأقطش: إنّ "الأنظمة القمعية والديكتاتورية سجلت أكبر نسبة في جرائم قتل الصحفيين بحسب إحصائيات دولية، مُرجعًا ذلك "لأنها تريد إخفاء بعض المعلومات ومنع نقلها؛ فهي تحاول إسكات صوت الحق".
وأضاف الأقطش لصحيفة "فلسطين": أنّ "اغتيال الصحفية أبو عاقلة، لم يكن محض صدفة، وإنما هو استهداف ممنهج للصحفيين لمنعهم نقل الحقيقة والتغطية على جرائمه التي كان ينوي ارتكابها بجنين، مُدلّلًا على ذلك من خلال ما كتبته مواقع عبرية بعد دقائق من اغتيال مراسلة الجزيرة، بأنه تم تحييد إرهابيين، ثم حذفت وكتبت أنها قُتلت بأيدي فلسطينيين".
وتابع أستاذ الإعلام: "أنّ جريمة الاغتيال تفضح الاحتلال ونواياه بأنه كان يُخطّط لشيء في جنين، فأراد من خلال قتل "أبو عاقلة" أن يسكت صوت الصحفيين".
وتوقع الأقطش، أن "تزداد عملية قتل الصحفيين على يد الاحتلال بسبب الحرج الدولي الذي يعيشه "فهو يحاول أن يعيد صورته التي تهشّمت في الغرب، وكشف الصحفيين جرائمه، فيحاول منع الصحفيين من إيصال الرواية الفلسطينية الصادقة".
من جهته، اعتبر المحلل السياسي ورئيس مركز جنين للإعلام عدنان الصباح، أنّ "الدعم الأمريكي العلني والصريح للاحتلال يدفعه للاستمرار في ارتكاب الجرائم"، مُعربًا عن أسفه من بعض الأصوات العربية التي تُقدّم الدعم والتعازي لقتلى الاحتلال.
وقال الصباح: "لا توجد جريمة مكتملة الأركان مثل جرائم الاحتلال اليومية وإعلان القيادة الأولى في كيان الاحتلال أنهم يقصدون ويريدون ذلك".
ودعا الشعب الفلسطيني لأن يتّحد في مواجهة هذا المحتل، مُشددًا "وعلى من يعتقد أنّ هذا المحتل يمكن أن يتم التفاهم أو التعايش معه أن يتراجعوا عن ذلك، والوسيلة التي يجب أن نشرعها في وجه الاحتلال هي المقاومة".