مع استمرار إضراب المعلمين في مدارس الضفة الغربية، وتعنت وزارة التربية التعليم في تنفيذ مطالبهم، وعدم الجلوس معهم، عمت حالة من الغضب الشديد بين صفوف أولياء الأمور نتيجة تجاهل حكومة اشتية مطالب المعلمين.
وتصاعد غضب أولياء الأمور بسبب عدم استجابة حكومة اشتية لمطالب المعلمين، إذ نظم العشرات منهم أول من أمس اعتصامًا أمام مديرية التربية والتعليم في الخليل لمطالبة الحكومة بالاستجابة للمعلمين.
وتقدم عدد من أولياء الأمور بمبادرات إلى وزارة التربية والتعليم تتضمن مطالب المعلمين، لكن لا تزال حكومة اشتية ترفض التعاطي مع تلك المبادرات.
بدوره، أكد محمد النجار، وهو أحد أولياء الأمور في مدينة الخليل، أن استمرار حكومة اشتية في تجاهل مطالب المعلمين سيؤدي إلى التأثير في قدرة الطلبة التعليمية، عادًّا مطالبهم مشروعة، وأنه يجب على الحكومة تنفيذها وتحقيق الكرامة للمعلم، وعدم تركه كل هذه الفترة حتى يحصل على حقوقه.
وقال النجار في حديثه لصحيفة "فلسطين": "لا يعقل أن يُترك أبناؤنا منذ نحو شهر دون معلم يعلمه ويؤهله للفصل الدراسي القادم"، محملًا المسؤولة الكاملة لوزارة التربية والتعليم.
وعدّ حمدان، أحد أولياء الأمور، أن استمرار تعنت حكومة اشتية يقف وراء استمرار إضراب المعلمين، مشيرًا إلى أنها ووزارة التربية والتعليم تركتهم مدة طويلة دون التحدث معهم أو الجلوس إليهم لتعرف مطالبهم أو حتى مناقشتها، ما تسبب في إطالة أمد الإضراب.
ولفت حمدان في حديثه لـ"فلسطين" إلى أن أولياء الأمور طرحوا عدة مبادرات لإنهاء إضراب المعلمين، كان آخرها أمس، وتضمنت رفع طبيعة العمل لكل من المعلمين والإداريين والسكرتارية والمرشدين لتصل إلى 95%، وتطبيق قانون غلاء المعيشة المتفق عليه عام 2013، وبأثر رجعي عن السنوات السابقة ضمن مدة زمنية محددة.
وأوضح أن مبادرة أولياء الأمور تضمنت أيضًا إيجاد قانون تقاعد موحد ومنصف وعادل يتلاءم مع قدر المعلم وارتفاع نسبة غلاء المعيشة، وصرف جميع المستحقات المالية العالقة للمعلمين، وإقرار قانون حماية المعلم، وإنهاء جميع العقوبات وعدم ممارستها مستقبلًا مع أي منهم بسبب الإضرابات المشروعة.
وبين أن المبادرة التي تم طرحها لم تجد أي رد من حكومة اشتية، ما يعكس عدم رغبتها في إنصاف المعلمين لإنهاء الإضراب وإنقاذ الفصل الدراسي.
من جهته، قال محمود عمر، أحد أولياء الأمور، إن استمرار حكومة اشتية في تجاهل حراك المعلمين يتسبب في إضاعة الفصل الدراسي على الطلبة، وضياع مستقبلهم.
وأشار عمر لـ"فلسطين" إلى أن أولياء الأمور نظموا وقفة احتجاجية بمدينة الخليل للتعبير عن غضبهم من استمرار عدم تنفيذ مطالب المعلمين المشروعة، مردفًا: "نحن كأولياء أمور مع المعلمين في مطالبهم المشروعة التي يجب تنفيذها دون مماطلة، خاصة أنهم مربو أجيال، ويجب عدم المس بكرامتهم، وتحسين ظروف عيشهم".
يشار إلى أن المعلمين دخلوا في بداية إبريل/ نيسان الماضي في إضراب داخل مدارس الضفة الغربية لمطالبة حكومة اشتية برفع طبيعة العمل من 50 إلى 80%، وصرف علاوة غلاء المعيشة، وحل جميع الملفات العالقة، ودفع الرواتب كاملة مع المستحقات المتراكمة.