الإجراءات العدوانية الجديدة للاحتلال تجاه المسجد الأقصى وتصاعد العدوان بمنع المصلين من دخوله إلا عبر البوابات الإلكترونية المذلة للعابرين، لهي سياسة احتلالية ممنهجة في سياق تهويد المسجد الأقصى وحملات التدنيس التي تتم من قبل المستوطنين وتقديم الحماية لهم من قبل جنود الاحتلال.
جاءت عملية آل جبارين الجمعة الماضية ردًا على إجراءات الاحتلال، وهي عملية نوعية استخدم فيها السلاح وبمهارة عالية, وقتل الجنود من مسافة صفر, وهي رد على سياسة الإعدامات التي تمت من قبل هؤلاء الجنود ضد المصلين وإعدامهم بشكل وحشي, وهم عزل وبينهم أطفال ونساء.
عملية آل جبارين هي تطور نوعي في عمليات المقاومة في القدس، والثامنة التي ينفذها الفلسطينيون داخل الأراضي المحتلة عام 1948, وغالبيتها أوقعت عددًا من القتلى واستخدم فيها السلاح، وهو ما يقلق الاحتلال.
الموقف الشعبي أعلى بكثير من الموقف الرسمي في القدس، ويظهر ذلك من مشاهد الرباط على بوابات المسجد الأقصى, ورفض الإجراءات الاحتلالية وخاصة المرور عبر البوابات الإلكترونية التي ستتحول إلى بوابات الموت, والإعدامات تحت دعاوى عدة وقد تشهد إعدام العشرات من المقدسيين.
الموقف الشعبي يدلل على حالة الوعي الكبير والشعور بالخطر المحدق بالمقدسات, وإن ما يحدث هو تحول خطير نحو تهويد المسجد الأقصى, وتجاوز مخطط التقسيم المكاني والزماني وعمليات التهجير والاستيطان, لتصبح القدس عبارة عن مستوطنة كبيرة يهودية تحت بصر المسؤولين الرسميين المنشغلين بحصار غزة, وهم على بعد كيلومترات من القدس, وهو حال الموقف العربي الذي ينشغل في حصار الدول العربية واستنزافها بالحروب في سوريا والعراق واليمن وليبيا.
قمة الصلف الصهيوني بالتبجح بالعلاقات مع دول عربية, وتنسيق إجراءاتهم العدوانية معهم ضمن سياسة التطبيع العلني والخفي مع الدول العربية.
الجمعة القادمة ستمثل رسالة واضحة لوضع حد لإجراءات الاحتلال وتدفيعه ثمن عدوانه، وقد نشهد ردودًا أخرى على عدوانه بكل الخيارات المتوفرة دون استبعاد لأي منها وهذا رد طبيعي ومتوقع على ما يحدث وفق توازنات معينة تضمن وضع حد لها ومنع تكرارها، وخاصة أن الاحتلال لا يدرك حجم اللعب بالنار الذي يلقي به إلى المنطقة المشتعلة أصلا، لكن العدوان الحالي سيستفز كل الأحرار للرد على عدوانه ويزيد المنطقة توترًا فوق التوتر.