فلسطين أون لاين

خطابات "أبو عبيدة".. كلمات ساهمت في تعزيز "حتمية الانتصار"

...
الناطق العسكري باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام
غزة/ ربيع أبو نقيرة:

عزّزت خطابات الناطق العسكري باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام "أبو عبيدة" وتصريحاته، حتمية الانتصار على "العدو" الإسرائيلي، في أثناء معركة سيف القدس، وما بعدها، وفق ما يرى مختصون في الإعلام.

وقبيل اشتعال المعركة نقل أبو عبيدة رسائل من نار وتحذيرات للاحتلال من القائد العام للمقاومة الفلسطينية محمد الضيف، ومن قيادة المقاومة في الغرفة المشتركة، أنه إن لم يتوقف العدوان على أهلنا في حي الشيخ جراح والمسجد الأقصى فإنّ المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي، وسيدفع العدو الثمن غاليًا، وهو ما ترجمه فعل المقاومة على الأرض.

ومعركة سيف القدس استمرت 11 يومًا في مايو العام الماضي، أظهرت خلالها المقاومة تفوقًا عسكريًّا أجبر الاحتلال على وقف عدوانه على غزة والقدس وأحيائها، بضرب عمق الكيان بآلاف الصواريخ، حيث ألحقت بالعدو خسائر غير مسبوقة في تاريخه، وشلت حركة الجبهة الداخلية طيلة العدوان.

وفي خطابه الأخير بمعركة سيف القدس فجر الجمعة 21 مايو 2021، أكد "إعداد كتائب القسام ضربةً صاروخية كبيرة تغطي فلسطين من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، ولكنها استجابت لتدخُّل الوساطات العربية في إطار وقف إطلاق النار، وعُلّقت هذه الضربة الصاروخية لترقبَ سلوك العدو حتى الساعة الثانية من فجر الجمعة".

وقال: "خضنا في المقاومة الفلسطينية معركة سيف القدس بقوة الله وعونه وتوفيقه دفاعًا عن مسرى نبينا وقبلة المسلمين الأولى، في نذير واضح جليٍّ على قربِ زوال الكيان الوهمي المحتل الغاصب".

وتابع أبو عبيدة: "خُضنا ونخوض هذه المعركة بكل شرف وإرادة واقتدار بمعية الله تعالى نيابةً عن أمةٍ بأكملها شاهدت وتشاهد مسرى نبيها وقدسها العظيم يُدنّس من شُذّاذ الآفاق وحثالة البشرية".

وكانت خطابات الملثم وتصريحاته في المعركة بمنزلة رسائل قوية ونوعية بالتوازي مع الفعل المقاوم على الأرض.

وأعلن خلال المعركة عن دخول صاروخ عياش 250 بمدى أكبر من 250كم وبقوة تدميرية هي الأكبر؛ للخدمة "نصرة للأقصى وجزءًا من ردنا على اغتيال قادتنا ومهندسينا الأبطال بجزءٍ من إنجازاتهم وتطويرهم".

وحملت تصريحاته وخطاباته رسائل تحدٍّ للاحتلال الإسرائيلي وجيشه، ودافعية وطمأنة لأبناء شعبنا وخصوصًا المعتكفين في المسجد الأقصى وأهالي حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة المُهدّدين بالتهجير.

زلزال

وفي آخر تصريح للملثم "أبو عبيدة" حذر وأنذر الاحتلال الإسرائيلي بأنّ المساس برئيس حركة المقاومة الإسلامية حماس بغزة يحيى السنوار أو أيٍّ من قادة المقاومة هو إيذان بزلزال في المنطقة وبردٍّ غير مسبوق.

وزاد: "ستكون معركة سيف القدس حدثًا عاديًّا مقارنةً بما سيشاهده العدو، وسيكون من يأخذ هذا القرار قد كتب فصلًا كارثيًّا في تاريخ الكيان وارتكب حماقةً سيدفع ثمنها غاليًا بالدم والدمار".

وتصدّرت وسائل الإعلام العبرية الاهتمام بتصريحات "أبو عبيدة" الأخيرة ووضعتها في مقدمة الأخبار، نقلًا وتعليقًا.

كما أصبحت تصريحاته حديث الشارع الفلسطيني، ومحطّ اهتمام النخب وعامة الناس، سواء في مواقع التواصل الاجتماعي أو في الشارع.

وخرج "أبو عبيدة" بخطابٍ متلفزٍ في 11 سبتمبر 2021، تعهّدت فيه كتائب القسام بعدم إتمام أيّ صفقة تبادل جديدة مع الاحتلال الإسرائيلي دون الأسرى الستة الذين أعادت الأخيرة اعتقالهم.

وقال الملثم حينها: إنّ "أبطال نفق الحرية سيخرجون مرفوعي الرأس وقرار قيادة القسام أنّ صفقة التبادل القادمة لن تتم إلا بتحرير هؤلاء الأبطال".

وأضاف أبو عبيدة: "إذا كان أبطال نفق الحرية حرّروا أنفسهم هذه المرة من تحت الأرض، فإننا نعدهم ونعد أسرانا الأحرار بأنهم سيتحررون قريبًا بإذن الله من فوق الأرض".

الإعلام المقاوم

واتفق مختصان في الإعلام على أنّ خطابات الملثم تُعزّز الروح المعنوية للجبهة الداخلية فلسطينيًّا وتُربك حسابات الاحتلال وجبهته الداخلية.

بدوره، أوضح أستاذ الإعلام في الجامعة الإسلامية بغزة د.طلعت عيسى أنّ خطابات الملثم وتصريحاته تأتي ضمن الإعلام الفلسطيني المقاوم الذي عزّز خلال معركة سيف القدس وما بعدها صورة النصر لشعبنا.

وقال لصحيفة "فلسطين": "تصريحاته ساهمت بشكل كبير في رفع معنويات أبناء شعبنا وطمأنتهم وإيصال المعلومات الحقيقية لهم، ولا سيّما أنه كان على تواصل مباشر، ما كان له الأثر الكبير في حماية المواطنين من الشائعات".

ولفت عيسى إلى أنّ إعلام الاحتلال تناول تصريحاته وخطاباته بالنقل والتحليل، وتعامل معها بجدية كبيرة، خاصة أنهم يعدّونها ذات مصداقية عالية، وأنّ رسائله وتهديداته مستندة إلى قوة.

ولفت إلى أنه بمجرد أن ينطق أبو عبيدة فإنّ حالة من الهيجان تسود في إعلام الاحتلال وفي أوساطه، في حين تتعزّز الروح المعنوية لدى الجمهور الفلسطيني.

من ناحيته، أوضح أستاذ الإعلام في جامعة بيرزيت د. نشأت الأقطش أنّ شعبنا يؤمن بحتمية الانتصار القريب، لكنّ قناعاته زادت بأنّ حتمية الانتصار قادمة لا محالة بعد معايشته لمعركة سيف القدس، وظهورها إعلاميًّا بشكل قوي.

وقال في حديثه لصحيفة "فلسطين": "نحن لا نشكّ بحتمية الانتصار لحظة واحدة، والأمر متعلق بعملية متكاملة، القناعات الدينية والمعطيات السياسية وظهور هشاشة الاحتلال بشكل واضح منذ عام 2014".

وأشار الأقطش إلى أنّ الإعلام المقاوِم استثمر بشكل كبير وناجح المناكفات الحزبية في كيان الاحتلال، لذا فإنّ تأثيره وصداه يكونان كبيرين.