عن كرسيهما المتحركين أخذت رندة ورنا عاشور ترصان منتجاتهما من الحقائب، والميداليات، والبراويز التي صنعتاها بالتطريز الفلاحي.
الأختان عاشور تعانيان فشلًا كلويًّا سبب لهما هشاشة في العظام، وأصبحتا قعيدتي الكراسي المتحركة نتيجة إصابتهما بشلل في الأطراف السفلية.
في عام 2017 بحثت رنا عن مهارة تتعلمها لتكون مصدر دخلها، فوجدت نفسها في تعلم التطريز الفلاحي، وسريعًا ما تعلمت تقنيات هذه الحرفة، وهي تشارك بها في معرض مرايا فلسطينية (19) الذي أقيم بمنتجع الشاليهات في مدينة غزة.
تقول رنا (35 عامًا) لـ"فلسطين":"وجدت متعة كبيرة في تعلم التطريز الفلاحي، وبدأت بإنتاج المشغولات اليدوية، ومن ثم علمت أختي رندة التطريز لكي تساعدني وتتمكن من أن يكون لديها مشروع يدر دخلًا ماديًّا لها ويعينها على حياتها".
وأصيب رنا بكسر في يدها، وفي هذه الأيام ساندتها أختها رندة باستكمال تطريز المنتجات لزبائن لكي لا يتوقف المشروع، واليوم هي يد أختها اليمنى بعدما أصبحت رنا تطرز بيد واحدة منذ عدة أشهر.
وتبين رندة (38 عامًا) أنها تشارك للمرة الأولى في المعارض، لأنها تجد فيها فرصة لتعريف الجمهور بمنتجاتها، وتجد ترويجًا لمشروعها الوليد في المعرض.
وإلى جوارهما جلست هيام الكردي التي صنعت من خيوط القطن والصوف مداليات، ومكرميات تعلق على الحائط.
وتقول إنها وجدت فراغًا في حياتها بعدما كبر أبناؤها، فبدأت بتعلم الصوف من والدتها، لكي تصنع لبناتها أوشحة وقبعات من الصوف.
وتضيف الكردي (42 عامًا) لـ"فلسطين"، أنها "بدأت منذ عام ونصف بصناعة كروشيه الصوف، ومع بدء الربيع عرفتها إحدى قريباتها على أحبال القطن التي لا تتطلب صنارة وتعتمد على مهارة اليد فقط.
وتمضي إلى القول:"لدي توأم ثلاثي في الجامعة، ويحتاجون إلى مصاريف كبيرة، وهذا دافعني لعمل مشروع خاص بي أدر منه دخلًا ماديًّا، لأساعد زوجي في مصاريف الحياة".
وتتابع الكردي:"أقضي من خمس إلى ست ساعات في عمل المكرمية من خيوط القطن التي تجدل باليد، وتساعدني بناتي في عمل بعض المداليات، والتغليف".
وتلفت إلى أنها تعلمت كروسيه خيوط القطن عبر فيديوهات على يوتيوب، وفي عام ونصف تطورت وتعلمت مهارات جديدة.
ولترويج منتجاتها اتخذت من منصات التواصل الاجتماعي عبر "إنستجرام" و"فيسبوك"، وبالدعم المعنوي من زوجها وعائلتها استطاعت الاستمرار في مشروعها.
وتشير الكردي إلى أن أسعار القطع التي تنتجها تتراوح ما بين شيقل و80 شيقلًا حسب الحجم، وعدد الساعات التي تمضي في إنجازها والتي تصل في بعض الأحيان إلى 15 ساعة.
ويضم المعرض الذي ينظم دوريًّا العشرات من المشاريع لرياديين فلسطينيين، تختص في صناعة المجسمات الخشبية، والتطريز، والمأكولات والمعجنات والجاتوه، والملابس، والعطور، والمستلزمات الطبية، والصوف، وغيرها من المشاريع والإبداعات.
يمثل هذه المعارض فرصة للفتيات من أصحاب المشاريع الصغيرة، لترويج منتجاتهم، وإظهار إبداعاتهم للناس على أرض الواقع، بعدما اتبع معظمهم طرق التسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في ظل صعوبة استئجار محالات تجارية في هذه المرحلة الصعبة.
وحسب معطيات الجهاز المركزي للإحصاء، فإن نسبة البطالة في قطاع غزة، وصلت إلى 74%، بين فئة الشباب (19-29) سنة من حملة شهادة الدبلوم المتوسط فأعلى.وتقدر حصة النساء من هذه النسبة بنحو 63.6%، فنحو 6 نساء من بين 10 باحثات عن العمل في غزة لا يجدن عملا.