اعتبر المتحدث باسم حراك المعلمين بالضفة الغربية نمر عصافرة أنّ حكومة اشتية تلعب على "وتر المصلحة العامة" لكنها تنتهج سياسة ثابتة وواضحة في المماطلة والتسويف.
وقال عصافرة لصحيفة "فلسطين": "نحن في حراك المعلمين أحرصُ ما نكون على المصلحة العامة ومصلحة أبنائنا الطلاب"، لكنّ حكومة اشتية تنتهج بحقّ المعلمين خاصّة سياسة إغلاق الأبواب والعقاب والضغط لخلق جوٍّ من الانشقاقات والخوف في صفوفهم.
وأشار إلى أنّ الحراك يحمل هموم المعلمين ومطالبهم التي لم يحقّقوها عبر اتحاد المعلمين أو من خلال الجهات التي تدّعي تمثيلهم، وهي عبارة عن جهات حكومية وتعمل لصالح الحكومة.
وبيّن أنّ إضرابًا شاملًا ساد أمس في أغلب مدارس الضفة الغربية، وقد طرحت عدة مبادرات من الحكومة وبعض الجهات ذات العلاقة الهدف منها خلق بلبلة وانقسامات داخل حراك المعلمين، مُردفًا: "إننا في الحراك على وعي كامل بهذه التحركات على ضوء تجارب سابقة".
ولخلق فوضى داخل حراك المعلمين، نبّه عصافرة إلى أنّ حكومة اشتية استخدمت سياسة الخصومات العشوائية، إذ لم تكن تشمل كل المعلمين المضربين، وهذا الإجراء هدفه ضرب صفوفهم وتشتيت آرائهم، لكنّ هذا الهدف لم ينجح.
ونبّه إلى أنّ حكومة اشتية رشّحت مجموعة من المعلمين لقيادة حوار شامل مع اتحاد المعلمين ومعها للخروج من الأزمة، مؤكدًا أنّ هؤلاء المعلمين ليسوا من قيادة الحراك وليس لهم أيّ دور نقابي، وإيجادهم فقط لخرق صف الحراك.
وأكد وجود وعي كامل للمشهد وتنسيق وترتيب بين جميع المحافظات للخروج بقرار موحّد بشأن حقوق المعلمين، مشيرًا إلى أنّ اللجنة المُخولة بالتفاوض مع الحكومة جاهزة وتملك من المطالب ومن الجرأة ما يُحقّق مطالب المعلمين.
وأوضح عصافرة أنّ المعلمين لهم أيضًا أبناء طلاب في المدارس، وهناك أكثر من 40 ألف معلم لديهم أكثر من 120 ألف طالب موزّعين على المدارس والجامعات وجميعهم مُعطّلون عن الدوام، وذلك كله لـ"تأمين مستقبل أبنائنا وليعيشوا حياة كريمة".
واعتبر اتحاد المعلمين "عصا حكومية مسلّطة على رقاب المعلمين"، فموقع الأمين العام للاتحاد يتقاضى راتبه من الحكومة، وهذا عمل نقابي غير منطقي وغير قانوني.
وأردف عصافرة أنّ الاتحاد دوره سلبي وسيئ خصوصًا في فترة عامي 2008 و2015 وفي موضوع الفصل الوظيفي على أساس حزبي وما يخصّ "التشييك الأمني"، مجددًا مطالب الحراك بإيجاد حلٍّ لموضوع غلاء المعيشة والدرجات الوظيفية المعطّلة والترقيات.
وبيّن أنّ الترقيات التي تحدث في صفوف المعلمين ليست بمقارنة الترقيات في صفوف الوزارات الأخرى وخصوصًا الأجهزة الأمنية، مشيرًا إلى أنّ "المعلم مظلوم ومقموع، وهي سياسة مقصودة، فالمعلم هو آخر حصن يملكه المواطن.
وفي وقت سابق أكد حراك المعلمين الموحّد استمرار فعالياته واحتجاجاته. وقال في بيان له إنه يتابع بصبر وتروٍّ الحجز الذي تم على جزء كبير من رواتب معلمينا الأحرار، وننتظر توضيحًا من الحكومة ومعالجة الأمر في أسرع وقت.
وأوضح أنّ الرد سيكون بحجم الإجراء "فكما قلنا سابقًا إنّ المساس بأيّ معلم يعني المساس بكل معلمي الوطن، ولا خطوط حمراء عندما يتم المساس بأيّ معلم"، مُحمّلًا حكومة اشتية المسؤولية الكاملة عمّا سيلحق بالعملية التعليمية برمّتها من ضياع في حال استمرارها بالتعنّت والتنكر لحقوق المعلمين.
وقفة إسنادية
في السياق ذاته، نظم أولياء الأمور في الخليل وقفة أمام مكتب مديرية التربية والتعليم، أمس، دعمًا وإسنادًا للمعلمين في إضرابهم المستمر منذ أكثر من شهر.
ورفع المشاركون في الوقفة شعارات تؤكد أنهم "مع المعلم حتى نيل حقوقه"، مطالبين حكومة اشتية بالاستجابة لمطالب المعلمين في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يمر بها المجتمع الفلسطيني وغلاء المعيشة.
كما غرّد أولياء الأمور المساندين لإضراب المعلمين على عدة هاشتاغات عبر مواقع التواصل الاجتماعي منها "أعطوا المعلم الفلسطيني حقه"، "المعلم أساس الدولة"، "أنقذوا التعليم الفلسطيني"، "المعلم رمز"، "المعلم إنسان"، "أنصفوا المعلم".