67 يومًا، والأسير خليل عواودة مضرب عن الطعام في عيادة سجن الرملة الإسرائيلي، لا يتناول أيًّا من المدعمات، حالته الصحية في تدهور مستمر لاعتماده على تناول الماء فقط، حتى صار يتقيؤها أيضًا.
في 27 من ديسمبر لعام 2021، اقتحمت جنود الاحتلال الإسرائيلي بيت عواودة في بلدة إذنا، غربي الخليل، واعتقلته على صوت صراخ طفلاته الأربع ووالدتهم، بتهمة التحريض على "فيس بوك".
منذ اللحظة الأولى لاعتقاله قرر عواودة (41 عامًا) الخوض في إضراب مفتوح عن الطعام، احتجاجًا على اعتقاله الإداري، ولكنه تراجع حينها بعد اكتشاف إصابته بعدوى فيروس كورونا عند دخوله السجن، فأجلها حتى تعافى في الثالث من مارس الماضي، وفق والده محمد عواودة.
يضيف والده محمد لـ"فلسطين": "يخوض ابني الإضراب ولا يتناول إلا الماء، ويرفض تناول الملح، وكذلك المدعمات، وبعد 30 يومًا من إضرابه أصبح يتقيأ الماء، وبعد 37 يومًا تطور الأمر وبات يتقيأ دمًا".
ويتابع: "كان له استئناف في المحكمة الإسرائيلية العليا، حينها سأل القاضي عن خليل ليخبره السجان بأنه لا يمكن حضوره نظرًا لوضعه الصحي الصعب، حينها طلب القاضي من إدارة السجن بالتوقف عن حجزه في عيادة سجن الرملة وتحويله إلى مستشفى مدني".
ويردف والده: "بعد ثلاث ساعات نقلوه إلى مستشفى مدني، وما هي إلا أيام قليلة حتى أعادوه إلى العيادة مرة أخرى بعدما رفض تناول المدعمات، وحتى اليوم يرقد في عيادة السجن".
ويشير والده محمد إلى أن الاحتلال يمنع عائلته من زيارته، ومحاميه كل أسبوع يسمحون لهم بزيارته.
ويكشف أن نجله خسر 25 كيلو من وزنه، وحاليًّا يقع في عزل عيادة سجن الرملة لخطورة وضعه الصحي.
وينبه محمد إلى أن إدارة السجن ترفض نقله إلى مستشفى مدني، إلا في حالة دخوله في غيبوبة، حينها سيجري له عملية إنعاش ومن ثم يتم نقله إلى المستشفى.
وذكر الأسير عواودة في رسالة وجهها خليل عواودة، لعائلته بمناسبة عيد الفطر، أنه يعاني ضعفًا شديدًا، وعدم القدرة على السيطرة على جسده، فضلًا عن التشويش العالي في الرؤية.
عيد قاسٍ
مرت أيام عيد الفطر قاسية على عائلة عواودة وطفلاته حيث تبلغ كبراهن (9 سنوات)، وأصغرهن سنة وثلاثة أشهر، إذ اعتدن أن يصطحبهن ليلة العيد إلى الطابق الأرضي ليهنئن جديهن بالعيد، ولكن هذا العيد لم يفعل ذلك.
يروي محمد هذه اللحظات: "نزلت ابنته تولين (9 أعوام) وبرفقتها أخواتها الثلاث، والدموع تسبقهن لتقول لي "سيدو نزلنا لحالنا بدون بابا".
ويتابع: "مرت أيام رمضان الثلاثون مريرة على بناته، لتقول لي تولين لقد صمت 30 يومًا ونحن ننتظر 14 ساعة لكي تنقضي حتى نفطر، ولكن أبي أكثر 65 يومًا لا يتذوق غير الماء".
ويطالب والده محمد مؤسسات حقوق إنسان ومنظمة الصليب الأحمر، بالتدخل لإنقاذ حياة ابنه، فهي "قاب قوسين أو أدنى".
أما زوجته التي تنتظر بترقب وخوف أي معلومة تفيد بوضع زوجها الصحي، تقول: "مرَّت عشرة أيام على مكوثه في السجن، حتى جاء موعد تقديمه للمحاكمة على التهمة ذاتها، في الخامس من يناير/ كانون الثاني الماضي، ولم تستطِع المحكمة إثبات التهمة ضد خليل لذلك قررت الإفراج عنه فورًا"، ولكن القرار لم ينفذ.
وتفيد زوجته بأنها ليست المرة الأولى التي يعتقل فيها خليل، بل قضى نحو 13 عامًا في السجن على مدد متفرقة بدأت منذ عام 2002.
وكان خليل على موعد مع التخرج بعد 22 عامًا من تخرجه في الثانوية العامة وحصوله على المرتبة الأولى على بلدة إذنا في الفرع العلمي.
وتبين زوجته أنه في البداية درس الهندسة ولكنه لم يستطِع أن يكملها بسبب السجن، ومن ثم تخصص في علم الاقتصاد من جامعة القدس المفتوحة بالخليل، وكان ينتظر أن يناقش بحث التخرج في هذه الأيام.
وتلفت إلى أن خليل يعاني أمراضًا عدّة، أبرزها غضروف في الرقبة ويحتاج إلى عملية جراحية صعبة جدًّا، ولكن حاليًّا يكتفي بأخذ المُسكّنات، إضافة إلى حاجته لإجراء عملية "إزالة ظفر" من عينه اليمنى، وعملية أخرى في العين اليُسرى، لكنّ الاعتقال حالَ دون إجرائهما.
وكان الأسرى الإداريّون أعلنوا مطلع كانون الثاني/يناير الماضي، المُقاطعة الشّاملة والنهائية لكلّ إجراءات القضاء المُتعلّقة بالاعتقال الإداري (مراجعة قضائية، استئناف، عليا).
ويبلغ عدد الأسرى الإداريين نحو 530، من بين 4450 أسيرا فلسطينيا في السجون الإسرائيلية، وفق معطيات سابقة نشرتها مؤسسات تعنى بشؤون الأسرى.