العملية السادسة في مستوطنة إلعاد التي تقع في محيط تل أبيب، كانت تتويجًا لِست عمليات قام بها فدائيون ضد الاحتلال، وتوزعت بين بئر السبع وأم الفحم وبني براك وتل أبيب والخضيرة، وتعددت عملياتهم في مناطق عدة، لكن جمعهم هدف واحد هو توجيه ضربات متتالية للاحتلال الإسرائيلي وفي مواقع وتوقيت حساس جدًا بين ما قبل شهر رمضان وفي أثنائه وبعده، وترافقت مع استنفار أمني إسرائيلي عالي المستوى.
العملية السادسة في إلعاد لها وقع خاص وتوقيت حساس ومهم، ووجهت ضربة قاصمة للأمن الصهيوني، وهو أقل وصف يمكن أن يكون لمثل هذه العملية، وخاصة أن المنفذين لم يصل لهم الاحتلال الإسرائيلي حتى الآن.
خصوصية العملية السادسة أنها جاءت بعد دعوة مباشرة من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في غزة يحيى السنوار، عبر دعوته الشبان لاستخدام السلاح الرشاش أو الأسلحة البيضاء، في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي والرد على اعتداءاته في الضفة الغربية والقدس المحتلة وتحديدا اقتحام المسجد الأقصى.
تأخذ العملية بعدًا آخر وهو أنها جاءت بعد عملية سلفيت التي تبنتها كتائب القسام بشكل واضح وقالت إنها ضمن سلسلة من عملياتها ضد الاحتلال الإسرائيلي، وأن العملية التي أيضا جاءت من جنين هي الثالثة بين العمليات الستة التي خرج منفذوها من جنين التي تتعرض لاعتداءات إسرائيلية واسعة خلال الشهر الأخير؛ ما يعني أن كل إجراءات الاحتلال واعتداءاته، لا يمكن أن توقف مثل هذه العمليات البطولية التي قد نشهد مثلها في الأيام والأسابيع القادمة.
سلسلة العمليات الفدائية الستة الأخيرة ذات زخم كبير في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي من حيث تنوع الأسلحة المستخدمة والتنفيذ المحكم، وأن المنفذين هم من فئة الشباب الذين أتقنوا القدرة على الوصول إلى أهدافهم بمهارة عالية وتنفيذ عملياتهم بحرفية عالية توقع العدد الكبير من القتلى، والذي يعتبر الأعلى من عام 2002 فيما يتعلق بتنفيذ العمليات، والأكثر كثافة منذ عام 93 في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي خلال مدة زمنية قصيرة وهي ذات أبعاد مختلفة.
الاحتلال الإسرائيلي يتحمل مسؤولية العمليات باعتبارها اعتداءات على المسجد الأقصى وجرائم الاغتيال والقتل للمدنيين الفلسطينيين من النساء والشيوخ والأطفال في الضفة الغربية خلال المدة الماضية، وبطريقة لم تعد مقبولة على الجميع؛ ما خلق بيئة شعبية داعمة لهؤلاء الشباب في تنفيذ عملياتهم وتقديم نماذج جديدة على غرار الشهيد رعد حازم الذي نفذ عملية بني براك.
سداسية العمليات الفدائية التي تلقى دعما وتأييدا فلسطينيا واسعا يتصدرها ويدعمها قادة الفصائل الفلسطينية وعلى رأسهم السنوار الذي دعا قبل أيام قليلة لتنفيذ هذه العمليات أمام الإعلام وبشكل علني، إضافة إلى تبني الجناح العسكري لحماس لعملية سلفيت.
العمليات الستة وجهت ضربة قاصمة لمنظومة الأمن الإسرائيلي التي يبدو أنها أصبحت مهترئة ومرتبكة وخائفة ومترددة في ظل وجود حكومة ضعيفة وقادة جبناء لا يستطيعون أن يتخذوا القرارات التي تحمي المستوطنين.
في المقابل بروز قادة فلسطينيين على غرار السنوار الذي يقود التصدي للاحتلال ومواجهته، ويدير المواجهة مع الاحتلال باقتدار عالٍ، خاصة بعد معركة سيف القدس، واعترف قادة الاحتلال أن المقاومة في غزة أصبحت ذات قدرة عالية على إدارة المواجهة، وتنقل المعركة لأرض العدو في تل أبيب.