فلسطين أون لاين

​بوابات "الذل والعار" الإلكترونية تحاصر المسجد الأقصى

...
جنود الاحتلال يقفون بالقرب من البوابات الالكترونية المحاصرة للأقصى (أ ف ب)
القدس المحتلة / غزة - نبيل سنونو

خطوة على طريق تثبيت بوابات أشبه "بمعبر" يفصل المسجد الأقصى المبارك عن المصلين. هذا ما يراه المقدسيون والمرجعيات الإسلامية في القدس المحتلة في البوابات الإلكترونية التي أقامتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على مداخل المسجد، والتي يصفونها بأنها "بوابات الذل والعار".

المزيد من القيود على دخول المصلين للأقصى، تفرضها هذه البوابات الإلكترونية، بما يشمل تفتيش النساء والمسنين الذين يرغبون في الصلاة بالمسجد، فضلا عن أن هذه البوابات يؤكد المقدسيون أنها لتغيير الوضع القائم في القدس المحتلة، وتنفيذ المخطط الإسرائيلي الرامي إلى إلغاء وصاية الأردن على المقدسات، وهدم الأقصى وبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه.

ويرفض الفلسطينيون الدخول عبر هذه البوابات الإلكترونية. ويقول الناشط المقدسي ناصر أبو قويدر: إن الهدف منها رضوخ الفلسطينيين، وهذا أمر مرفوض.

ويوضح لصحيفة "فلسطين" أن موظفي الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة يرفضون الدخول عبر البوابات الإلكترونية التي يقيمها الاحتلال، ويطالبون بإزالتها.

ويسعى الاحتلال إلى التضييق على المصلين، من خلال هذه البوابات وصولا إلى إخضاعهم لها وتركيب أبواب أشبه "بمعبر" بحسب الناشط المقدسي، الذي يصف البوابات الإلكترونية بأنها "للذل والهوان والعار".

ويرى أبو قويدر أن هذه الخطوة الاحتلالية هي مقدمة لخطوات أخرى، بهدف تفريغ الأقصى من المسلمين.

وتخضع النسوة للتفتيش عبر هذه البوابات الإلكترونية ويتعرض كل من يقبل الدخول عبرها إلى "الذل" والتنكيل الجسدي وخلع الحذاء وهو ما لا يمكن للفلسطينيين قبوله، وفق "أبو قويدر".

ويؤكد أن الصلاة ستبقى تقام خارج أبواب المسجد الأقصى، إلى أن تزال هذه البوابات الإلكترونية "اللعينة" التي نصبها الاحتلال.

وبشأن قول وزير التعليم في حكومة الاحتلال نفتالي بينت: "بما أنه تستخدم في الكعبة في مدينة مكة المكرمة أجهزة لكشف المعادن فيمكن استخدامها في الحرم القدسي"، يوضح أبو قويدر أن مدينة القدس واقعة تحت الاحتلال، والفلسطينيون هم أصحاب الأرض ولهم كامل الحق في دخول مسجدهم، معربًا عن رفضه المطلق لأي مقارنة كتلك التي ساقها بينت.

من جهته، يوضح الناشط المقدسي طارق الهشلمون أن المرجعيات الإسلامية في القدس أصدرت قرارا بعدم الدخول عبر البوابات الإلكترونية التي أقامها الاحتلال، واصفا إياها أيضًا بأنها "بوابات الذل والعار".

ويقول لصحيفة "فلسطين"، إن الصلوات الخمس تقام خارج أبواب المسجد الأقصى، ويؤديها آلاف المصلين المقدسيين ومن الأراضي المحتلة سنة 1948 والضفة الغربية.

ويؤكد أن تركيب هذه البوابات "ليس خطوات أمنية، وإنما لتضييق الخناق على الأقصى المبارك وزيادة السيطرة عليه من قبل الاحتلال"، مبينا أن "هناك خطة واضحة من قبل الكيان الصهيوني للسيطرة على المسجد والسماح للمتطرفين اليهود بالدخول إليه بأعداد كبيرة".

وتعمل شرطة الاحتلال التي تزعم أنها تسعى إلى "حفظ الأمن"، على تسهيل دخول المستوطنين من باب المغاربة وصولا إلى تطبيق مشروعها الرامي إلى هدم الأقصى وتغيير الوضع القائم.

وبحسب الهشلمون، هذه هي المرة الثانية التي يركب فيها الاحتلال الإسرائيلي بوابات إلكترونية، إذ كانت المرة الأولى قبل 20 عاما، قبل أن يتم تحطيمها وخلعها.

وينوه إلى أنه لا يوجد في الأقصى حاليا سوى الحراس القائمين منذ السبت الماضي، وفي المقابل هناك اقتحامات ينفذها المستوطنون للمسجد، إذ اقتحمه أمس عشرات المستوطنين وكتبوا على صفحاتهم في مواقع التواصل إنهم قاموا بذلك.

ويؤكد أن الاحتلال يعرِّض النسوة اللاتي يدخلن عبر البوابات الإلكترونية إلى التفتيش أمام الجميع، وهذا غير مقبول لا في الدين ولا في القيم والأخلاق.

اعتداء

في غضون ذلك، يشدد المفتي العام للقدس والديار الفلسطيني محمد حسين، على أن كل أبناء الشعب الفلسطيني يرفضون الدخول إلى الأقصى من خلال البوابات الإلكترونية، ويرون في هذا العمل اعتداء على المسجد.

ويقول حسين لصحيفة "فلسطين": إن هذه البوابات هي "إجراء مرفوض يعيق وصول المصلين للمسجد الأقصى"، مضيفا أن ذلك يؤثر في الوضع التاريخي القائم في المسجد، وفي حرية العبادة.

ويؤكد أن الموقف الفلسطيني بكل المستويات يرفض كل إجراءات الاحتلال على الأرض، والفلسطينيون يطالبون بفتح كل أبواب المسجد الأقصى.

وينوه إلى أن الفلسطينيين يقيمون الصلاة خارج أبواب المسجد الأقصى لمقاطعة البوابات الإلكترونية التي وضعها الاحتلال، مشيرا إلى أن المرجعيات الدينية في القدس المحتلة طالبت الفلسطينيين بمقاطعة هذه البوابات.

ويوضح المفتي العام أنه يتوجب فتح كل أبواب الأقصى أمام المصلين من أبناء الشعب الفلسطيني بكامل الحرية، منبها إلى أن هذا "المسجد هو إسلامي بالكامل بقرار رباني".

وكانت سلطات الاحتلال أغلقت باحات المسجد الأقصى الجمعة الماضية، ومنعت إقامة صلاة الجمعة وذلك للمرة الأولى منذ 1969.

واستشهد ثلاثة شبان من مدينة أم الفحم خلال عملية فدائية نفذوها في القدس المحتلة الجمعة الماضية، أدت إلى مقتل اثنين من جنود الاحتلال.

ويقول حسين، إن الاحتلال "حينما أقدم على إغلاق المسجد وأخرج كل حراسه من داخله لمدة 48 ساعة ولم يكن في المسجد أي أحد إلا الاحتلال، عبث بالمكاتب وكثير من مرافق الأقصى. الاحتلال فعل هذا، وبالتالي هو الآن يحاصر المسجد، وهذه محاصرة مرفوضة وغير مقبولة".

ويضيف أن الاحتلال وضع هذه البوابات على مداخل الأقصى "وربما تكون هناك إجراءات غير هذه البوابات"، متابعا بأن المملكة الأردنية الهاشمية هي لها "الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس"، لكنه يؤكد أن سلطات الاحتلال تحاول نزع هذه الوصاية وسحب البساط من تحت أرجل دائرة الأوقاف الإسلامية المشرفة على كل شؤون المسجد.

ويشار إلى أن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) تبنت في 18 أكتوبر/تشرين الأول 2016 خلال اجتماع في العاصمة الفرنسية باريس قرارا ينفي وجود ارتباط ديني لليهود بـالمسجد الأقصى وحائط البراق، ويعدّهما تراثا إسلاميا خالصا.