فلسطين أون لاين

ومؤشر على توسيع العمليات المنظمة

تقرير تبني القسام لعملية "أرئيل" يبدد وهم "الهدوء الخادع"

...
غزة/ يحيى اليعقوبي:

بعد عدة سنوات من الملاحقة الاسرائيلية جنبا إلى جنب مع أجهزة أمن السلطة لخلايا المقاومة واعتقال أفرادها في الضفة الغربية، أعلنت كتائب القسام بشكل رسمي، الإثنين، تبنيها لعملية مستوطنة "أرئيل" في محافظة سلفيت (شمال الضفة)، التي وقعت مساء الجمعة، وأسفرت عن مقتل حارس أمن إسرائيلي.

يشكل الإعلان من حيث التوقيت وفق خبراء ومختصين تحدث إليهم موقع " فلسطين أون لاين" ضربة للمنظومتين الأمنيتين للاحتلال والسلطة، تثبت فشل سياسة وأد العمليات المنظمة.

ويعتقد الكاتب والناشط السياسي ساري عرابي بأن أي عمل مقاوم يتجاوز المنظومة الأمنية الإسرائيلية يمثل فشلا جزئيا لهذه المنظومة القوية.

ويرى عرابي أن تبني كتائب القسام لعملية أرئيل مؤشر على رغبة وإرادة بتوسيع العمليات المنظمة، "أما التنفيذ فمرهون بالظروف ووجود قدرة وجهوزية حقيقية؛ فإن وجدت فالتنفيذ لا بد وأن يظهر".

وقال "هناك ملاحظة دائمة بكون الهبات وأعمال المقاومة في الضفة الغربية ذات طابع فردي، وهو أمر يؤدي إلى انحسار تلك الهبات، فالعمل المنظم ضروري لاستثمار الهبات وتطويرها".

وأضاف عرابي أن "إعلان القسام تبني عملية ارئيل يشير إلى انتباهه لهذه المشكلة وحرصه على حلها وبذله جهد في هذا السياق بالرغم من الصعوبات الأمنية الضخمة".

وأكد أن المهم أن يكون هناك قدرة على الاستمرارية والمراكمة.

حسابات سياسية

يثير التبني تساؤلا حول نظرة الاحتلال لهذا التبني، سؤال قرأه المختص في الشأن الإسرائيلي حسن لافي من عدة جوانب.

الجانب الأول، أن حماس والمقاومة بات لديهم الجرأة بلا أي حسابات سياسية عن الإعلان عن عمليات في الضفة الغربية، وهذه رسالة تحد للاحتلال.

يقول لافي إن الجانب الثاني أن هناك تغيرا في استراتيجية غزة تجاه الصراع، بحيث باتت الضفة الغربية ساحة مواجهة حقيقية وليس مجرد اسناد لغزة، بل العكس هو الصحيح.

ثالثا، تبعا لكلامه، تؤكد فشل المنظومة الأمنية الاسرائيلية وعملية كاسر الأمواج في مواجهة المقاومة في الضفة.

بالاعلان أن العملية تابعة للقسام يدل على أن العمليات الفردية بات بجانبها عمليات منظمة وفي كلا الحالتين الأمن الاسرائيلي يظهر فشله بحسب لافي.

من الفرد إلى الخلية

كذلك فإن الإعلان الرسمي عن العملية الأخيرة يشير إلى التطور من الخلية الفرد إلى الخلية المكونة من عدة أفراد، بصيغة تنظيمية تتشابه وتتقاطع مع العمليات الفردية التي تتشكل من خلالها خلايا صغيرة منفصلة بعيدة عن التسلسل الهرمي التنظيمي والكلام للخبير العسكري رامي أبو زبيدة.

ويرى أبو زبيدة أن تبني كتائب القسام العملية يشير بوضوح إلى أن العمل المقاوم في الضفة يواصل تقدمه ويتخطى ويتجاوز الكثير من العقبات التي قيدت الفعل المقاوم في فترات سابقة أبرزها التشديدات الإسرائيلية وضرب الخلايا ومطاردة عناصر المقاومة النشطة عبر التنسيق الأمني.

وقال، إن تبني كتائب القسام لعملية سلفيت هو إعلان لمرحلة جديدة من الفعل المقاوم المنظم في الضفة الغربية وهو يشكل تحديا كبيرا للمنظومة العسكرية والأمنية الإسرائيلية التي حاولت نفي أن تكون التنظيمات خلف العمليات الأخيرة.

كما أن هذا الاعلان هو تأكيد على فشل محاولات الاحتلال تحيد المقاومة الفلسطينية في الضفة.

وبعد ساعات من المطاردة والتخبط والاستنفار الإسرائيلي الذي أعقب العملية البطولية، اعتُقل المجاهد القسامي يوسف عاصي والمجاهد القسامي يحيى مرعي، وكلاهما من قرية قراوة بني حسان قرب سلفيت.

يقول المختص في الشأن الإسرائيلي عصمت منصور إن الإعلان يأتي بعد فترة من عدم تبني عمليات، خاصة بعد الكشف عن الخلية واتضاح أن عائلة الخلية من بيئة حماس، مما يسهل عملية التبني وهي تحمل رسائل للسلطة والاحتلال أن قدرة حماس على العمل لا زالت متواصلة رغم الملاحقة والتضييق والاعتقال.

ويعتقد منصور أن الإعلان رسالة للشعب الفلسطيني الذي يعيش حالة احتقان، أن حماس لديها خلاياها وقادرة على قيادة هذه الحالة وتستثمرها.

وأضاف، أنه يحمل رسالة للاحتلال أن حماس لا تخشى تهديدات الاحتلال بأن يكون رده في غزة، في العملية التي شبهت مثل عملية إطلاق صواريخ كما وصفها وزراء في حكومة الاحتلال.

حماس تدرك أن الشارع الفلسطيني يترقب مثل هذا التبني، بحيث لا يقتصر الأمر على مباركة العمليات وفق منصور.