شهدت مدينة غزة، اليوم الخميس، مؤتمرا نقابيا عشية يوم العمال العالمي، "الأول من أيار"، وذلك بتنظيم من الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، تحت عنوان "عمال ثوار لأجل القدس".
وحضر المؤتمر رئيس تجمع النقابات المهنية الفلسطينية د. سهيل الهندي، وممثل القوى الوطنية والإسلامية خالد البطش، ونائب وكيل وزارة العمل بغزة محمد طبيل، وعضو مجلس العمال في ساحة غزة د. خالد موسى، وعبر كلمات مسجل شارك أيضا نائب رئيس اتحاد مامورسان بتركيا محمد أمين آسن، ونائب رئيس الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب عبد الإله دحمان، ولفيف من الحضور والعمال.
وفي كلمة له، قال رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين في قطاع غزة سامي العمصي، إن غزة تعيش الحصار الإسرائيلي المفروض عليها منذ ستة عشر عاما في جريمة لم يشهد مثلها التاريخ بحصار شعب لأنه مارس حقه في مقاومة الاحتلال فيمنع عنه الدواء والكهرباء ويمارس بحقه أبشع الجرائم التي تخالف كل الشرائع الدولية.
وقال العمصي: إنه "وعشية (يوم العمال العالمي) نقف اليوم ونحن "موحدون لأجل القدس" لنصرة المسجد الأقصى ومعنا أمتنا العربية والإسلامية وكشريحة عمال نؤكد أننا في قلب المعركة التي يقف فيها أبناء شعبنا مدافعين عن القدس والمسجد الأقصى ومقدساتنا".
وأضاف أنه في الوقت الذي اعتقد الاحتلال أنه سيستفرد بالقدس والمسجد الأقصى بذبح "قرابينه" في ساحات المسجد الأقصى هب الشعب الفلسطيني على قلب رجل واحد، ليوقف هذا المخطط الخطير وتوحدت القدس مع غزة مع جنين مع أم الفحم مع النقب واللد لتقول للاحتلال، إنه لن يمر هذا المخطط ولو كلفنا الغالي والنفيس في نصرة أقصانا ومسرانا، وأن شعبنا وقواه الحية موحدون للتضحية بكل شيء لأجل فلسطين كل فلسطين.
واستعرض العمصي واقع العمال، مشيرا إلى أن نسبة الفقر وصلت إلى أعلى ارقامها في غزة، حيث بلغت نسبتها بين العمال 80% فيما بلغت البطالة 55%، و"لا زال الحصار قائما والعدوان مستمرا، فاطلاق النار على الصيادين والمزارعين يتصاعد يوميا وتعطلت مجالات الحياة في قطاعات عمالية عديدة بسبب الحصار ومنع ادخال المواد الخام وتأخير الإعمار".
وحذر من أن الوضع في غزة لا يطاق ويهدد بالانفجار في وجه الاحتلال، في ظل مماطلة الاحتلال وعدم التزامه بالتفاهمات التي تمت مع الفصائل بإدخال ثلاثين ألف عامل للعمل في الداخل المحتل، مؤكدا أن الاحتلال يستخدم ورقة العمال لتشكيل حالة شعبية ضاغطة على المقاومة وتحقيق مكاسب سياسية.
كما دعا نقيب العمال الجهات المختصة في قطاع غزة لتحمل مسؤولياتها تجاه العمال ومعالجة كل الانتهاكات التي يتعرض لها العمال لغياب تطبيق قانون العمل وفرض الحد الأدنى للأجور حتى نمنع استغلالهم من قبل أرباب عملهم، موجها رسالة أنه إن " لم تحل هذه الأمور سيكون لنا كلمة واضحة خلال الفترة المقبلة".
ولفت إلى أن حال عمال الضفة ليس أحسن حالا، فاطلاق النار عليهم يتم بشكل يومي فاستشهد منهم الكثير وهم يحاولون البحث عن فرصة للعمل ويمارس الاحتلال عليهم كافة أشكال التميز العنصري.
وأكد أن شريحة العمال تقف في هبة الاستعداد للتلاحم مع أبناء شعبنا نصرة للمسجد الأقصى في كل المواقع والميادين، وأننا كفلسطينيين بوصلتنا واضحة نحو المسجد الأقصى.
وأردف: "رغم جراحنا وكل ما نعانيه لن يشغلنا أي شيء عن أقصانا ومسرانا حتى التحرير والعودة".
وناشد الاتحادات العمالية العربية والإسلامية وأحرار العالم لنصرة قضية المسجد الأقصى، والدفاع عن قضايا عمال فلسطين وكشف وفضح ممارسات الاحتلال بحقهم، التعبير عن ذلك بمظاهرات غاضبة.
وطالب العمصي أبناء الأمتين العربية والإسلامية برفض التطبيع والعمل على مواجهته ومحاربتهم، للتأكيد أن قضية القدس هي قضية عربية إسلامية خالصة وأن المساس بالأقصى يعني المساس بالمسلمين جمعيا.
وحيَّ الدول العربية التي رفضت التطبيع ورفضوا مواجهة الإسرائيليين في المناسبات الرياضية والثقافية مؤكدين أن الرياضة والثقافة هي رسالة الشعوب العربية برفضها للتطبيع.
كما طالب منظمة العمل الدولية بفتح تحقيق مستقل في جرائم الاحتلال بحق العمال بالداخل المحتل والتي تؤدي سنويا لوفاة نحو 45 عاملا، والكشف عن المتورطين في استمرار نزيف دم العامل الفلسطيني.
ودعا العمصي وزارة العمل برام الله إلى التحلي بالمسؤولية ومناصرة قضايا العمال ورفع دعاوى قضائية ضد جرائم الاحتلال، جراء تصاعد حوادث العمل وازدياد أعداد الضحايا والاصابات في ورشات العمل وخاصة في فرغ البناء.
من جانبه، أكد نائب وكيل وزارة العمل بغزة محمد طبيل، أن وزارته لم تدخر جهدا في خدمة شريحة العمال والعمل على تشغيلهم رغم الظروف الصعبة والحصار المفروض على القطاع وذلك بجهود لجنة متابعة العمل الحكومي في القطاع، مشددا على ضرورة أن تقوم وزارة العمل برام الله بتوجيه المساعد التي تصل للشعب الفلسطيني إلى عمال غزة وعدم حرمانهم منها، وأهمية مساندة الجهات المانحة للعمال.
رئيس تجمع النقابات المهنية في قطاع غزة سهيل الهندي، استعرض من جانبه، دور النقابات في المجتمع الفلسطيني والتي تعتبر من أهم قطاعات ومؤسسات المجتمع المدني المتحضر في كل دول العالم، وتكتسب أهميتها ودورها من خلال تمثيلها لشريحة واسعة من شرائح المجتمع.
وقال، إن النقابات المهنية في فلسطين تقف صفا واحدا في مساندة أبناء شعبها في نصرة القدس والمسجد الأقصى في ظل الجرائم والانتهاكات التي يمارسها الاحتلال، مشددا على ضرورة إجراء انتخابات في كافة النقابات المهنية في قطاع غزة.
من ناحية أخرى، قال ممثل القوى الوطنية والإسلامية خالد البطش إن شريحة العمال في غزة تعاني أشد المعاناة جراء استمرار الحصار الإسرائيلي الذي تعطل بسببه عشرات الآلاف، وتوقفت مجالات حيوية كثيرة، حتى وصلت أعداد المتعطلين لنحو ربع مليون عامل.
وأضاف، أنه بالرغم من ظروف العمال المعيشية الصعبة في قطاع غزة إلا أن لهم دور كبير في دعم صمود أهل القدس والمسجد الأقصى، مؤكدين تلاحمهم مع هموم الوطن إضافة لهمومهم اليومية والحياتية التي يحاول الاحتلال من خلالها اشغالهم عن قضيتهم الفلسطينية.
وفي السياق، قال نائب رئيس الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب عبد الإله دحمان في كلمة مسجلة، إن الشعب الفلسطينية لا يواجه قضية متعلقة بتأمين لقمة العيش وحقوق العمال والفلسطينيين، بل يجاهد يوميا ضد الغطرسة الإسرائيلية في ظل جرائم الاحتلال بحق المسجد الأقصى وكافة مدن فلسطين.
وأكد أن القضية الفلسطينية قضية مركزية بالنسبة للشعب المركزي، ولا يمكن إبعاد المغاربة عن ارتباطاتهم بهذه الحقيقة رغم كل محاولات التطبيع، مشيرا إلى أن استمرار المسلسل الإجرامي من قبل الاحتلال مؤشر على خراب أساطير التلمودية الصهيونية القريب لهذا السرطان الذي ينخر ليس فلسطين بل يمتد داؤه لكل الأمة العربية.
من جهة ثانية، هنأ رئيس اتحاد مامورسان بتركيا محمد أمين آسن عمال العالم بمناسبة الأول من أيار خاصة عمال فلسطين، مؤكدا أن "الأول من أيار" مناسبة لغرس روح العمل والتعاون والتضامن الهادف والمشترك في سبيل الارتقاء بالطبقة العاملة لتوفير حياة كريمة للعمال والتحرر من قيود الإمبريالية.