لم يمر على بدء توغل قوات الاحتلال لمدينة جنين سوى بضع دقائق، فجر أمس، حتى تجهز الشاب أحمد مساد، للتصدي لها ومواجهتها كما اعتاد شباب المدينة الواقعة في شمالي الضفة الغربية المحتلة.
اقتحم جنود الاحتلال مصحوبين بآليات وجيبات مصفحة مخيم جنين، في إطار البحث عن المطلوبين والمطاردين لـ(إسرائيل)، ومنهم فتحي حازم والد الشهيد رعد منفذ عملية "تل أبيب"، والذي تحول إلى أيقونة مقاومة بعد استشهاد نجله الذي قتل 3 إسرائيليين في شارع "ديزنغوف"، أحد أهم وأشهر شوارع "تل أبيب".
وبعد أن نفذ رعد عمليته البطولية، سارعت قوات الاحتلال لاقتحام مدينة جنين بحثًا عن والده لاعتقاله والتحقيق معه، لكنه يأبى ذلك، وأصبح مطاردًا لها، ولقد أصبح في حماية شباب جنين المعروفة بحفاظها على نهج المقاومة منذ سنوات.
وشكَّل أحمد مساد (20 عامًا) من سكان بلدة برقين، أحد أوجه هذه المقاومة.
واستشهد أحمد خلال مشاركته في مواجهات تصدى خلالها المشاركون لتوغل قوات الاحتلال بهدف ملاحقة واعتقال مطلوبين ومطاردين، وأصابه الجنود بالرصاص في أنحاء جسده.
يقول أشرف مساد شقيق الشهيد: إن أحمد لم يترك مواجهة إلا وكان يشارك فيها، والمواجهة الأخيرة له مع قوات الاحتلال نزل بعد موعد السحور بمجرد أن سمع أن جنود الاحتلال توغلوا في المدينة.
وأضاف أشرف لصحيفة "فلسطين"، أن شقيقه كان محبوبًا عند الجميع، ويعمل في مجال الزراعة لتحصيل مصروفه اليومي، ويحتفظ بعلاقات طيبة مع الكثيرين، ويمارس هواية ركوب الخيل منذ سنوات.
وأشار إلى أن شقيقه أسير محرر، قضى حكمًا بالسجن لمدة 6 شهور في سجون الاحتلال بسبب مشاركته في المواجهات ضد التوغلات والاقتحامات التي تنفذها قوات الاحتلال.
وصدمت عائلة مساد بنبأ استشهاد نجلها خاصة والدته ولقد سألت له الرحمة والقبول.
وأضافت أنها عندما شاهدت أحمد لأول مرة بعد استشهاده، شاهدت الدماء تملأ جسده وتتدفق من قلبه ومن كل مكان.
وأكثر ما تميزت به جنازة الشهيد مساد، حضور فتحي حازم والد الشهيد رعد، في أول ظهور له منذ استشهاد نجله في 8 ابريل/ نيسان الحالي، بمدينة يافا، حيث لجأ إليها بعد تنفيذ عمليته في (تل أبيب)، وتمكنه من إيقاع 15 قتيلا وجريحا إسرائيلياً.
وقال حازم لوالد الشهيد مساد: إن "دماء أحمد على طريق النصر"، وحيَّا أبناء المخيم ووقوفهم إلى جانبه ودفاعهم عنه.
وقال: إن "شعبنا الفلسطيني بطل، ولم يخلق مثله شعب في التاريخ، وعلينا أن نحتسب وننتظر أجر الله وثوابه في الدنيا والآخرة".
وأكمل: "إننا لن نقف أمام محاولات الاحتلال اغتيال أبنائنا أمامنا".
وشبَّه حازم الشباب الفلسطيني بالسباع الذين لن تقدر عليهم "كلاب اليهود".
وفي الفترة الممتدة بين 22 مارس/ آذار الماضي حتى مساء الـ 7 من أبريل الحالي، نفذ فدائيون فلسطينيون 4 عمليات -إحداها طعنًا و3 إطلاق نار- أسفرت عن مقتل 14 إسرائيليًا بينهم مجندين في جيش الاحتلال.
وبعدها كثف جيش الاحتلال من استهداف القرى والمخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية على وجه الخصوص، في محاولة منه لاعتقال عدد من المطاردين والمطلوبين بهدف منع تنفيذ عمليات فدائية أخرى.