قالت شركة الطاقة الروسية العملاقة غازبروم إنها علقت جميع شحنات الغاز إلى بلغاريا وبولندا كليهما بعد رفض البلدين البدء في دفع تكاليف الإمدادات بالروبل.
وقال مزوّدو الطاقة البولنديون والبلغاريون في وقت سابق إنهم تلقّوا إخطارات رسمية من مورد الغاز الروسي بقطع الشحنات.
ولكن بولندا قالت إنها "تستطيع تدبير الأمور" بعد "تهديدات" روسيا بقطع إمدادات الغاز عن البلاد.
ولا يزال الغاز الروسي يتدفّق إلى بعض دول الاتحاد الأوروبي الأخرى. فقد أفادت دول أخرى باستمرار تلقّيها الغاز بشكلٍ طبيعي وتشمل: النمسا وألمانيا.
وقالت النمسا، التي واصلت دفع ثمن الغاز الروسي باليورو، صباح الأربعاء إنّ الإمدادات مستمرة بلا قيود. وتتلقّى النمسا نحو 80 في المئة من احتياجاتها من الغاز من روسيا.
ورفضت ألمانيا أيضًا دفع ثمن الغاز بالروبل. وقالت الجهة المنظمة للشبكة الليلة الماضية إنها تراقب الوضع لكنها قالت إنّ أمن إمداداتها "مضمون حاليًّا".
ولعلّ الدولة الوحيدة في الاتحاد الأوروبي التي عرضت دفع ثمن الغاز الروسي بالروبل هي المجر.
وقال وزير خارجيتها الأربعاء إنّ الإمدادات طبيعية، مُضيفًا أنها ستُحوّل في مايو/أيار مدفوعاتها التالية من الغاز الروسي باليورو لشركة غازبروم بانك لتحويلها بعد ذلك إلى روبل.
"أداة ابتزاز"
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إنّ قرار روسيا بوقف تسليم الغاز للعملاء في أوروبا هو "أداة ابتزاز".
وأضافت أنّ هذه الخطوة "غير مبررة وغير مقبولة" وتظهر عدم الثقة في روسيا موردًا للغاز.
وتقول إنّ الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لديها خطط طوارئ جاهزة لهذا السيناريو، وإنّ المفوضية الأوروبية على اتصال وثيق معها لضمان تسليم البديل وضمان أفضل مستويات تخزين ممكنة عبر الكتلة.
وأشارت فون دير لاين إلى أنّ اجتماعًا لمجموعة تنسيق الغاز يُعقد الآن لتحديد استجابة مُنسّقة للاتحاد الأوروبي.
وقالت: "سنواصل العمل مع الشركاء الدوليين لتأمين تدفُّق الإمداد البديل - والعمل مع القادة الأوروبيين والدوليين لضمان أمن إمدادات الطاقة في أوروبا. يمكن للأوروبيين الاعتماد على دعمنا الكامل".
لكن رئيس مجلس النواب الروسي دافع عن قرار شركة الغاز الروسية العملاقة غازبروم قائلًا إنها اتّخذت القرار الصائب بوقف إمدادات الغاز إلى بلغاريا وبولندا بالكامل.
وكتب فياتشيسلاف فولودين على قناته على موقع تيليغرام، يقول إنّ على روسيا أن تفعل الشيء نفسه مع الدول الأخرى "غير الصديقة".
وتقول مراسلة بي بي سي في بروكسل، كاتيا أدلر، إنّ واردات الطاقة وصادراتها أصبحت بصراحة "سلاحًا" على نطاق واسع منذ الغزو الروسي لأوكرانيا.
وتُضيف أنّ الكرملين هدّد بقطع الإمدادات، تاركًا المستهلكين الغربيين في البرد والظُّلمة، غير قادرين على ملء سياراتهم بالبنزين، حتى أنهم اضطرّوا إلى إغلاق المصانع وتسريح العمال.
كما هدّد الغرب بدوره بوقف شراء الطاقة من موسكو، وقطع مصدر ضخم للإيرادات.
لكنّ الأزمة الروسية الأوكرانية كشفت اعتماد الاتحاد الأوروبي الهائل على الطاقة الروسية، وإنّ معاقبة روسيا فيه أيضًا إضعاف للكتلة الأوروبية بشكل كبير.
وسارعت الولايات المتحدة وبريطانيا إلى القول إنهما ستوقفان الواردات.