فلسطين أون لاين

قاضي واسط.. وجاحد الوديعة

...
صورة تعبيرية

تقلد القضاء في واسط العراقية رجل ثقة كثير الحديث فجاء رجل فاستودع بعض الشهود كيسا مختوما ذكر أن فيه ألف دينار، فلما حصل الكيس عند الشاهد وطالت غيبة الرجل قدر أنه قد هلك فَهمّ بإنفاق المال ثم دبر وفتق الكيس من أسفله وأخذ الدنانير وجعل مكانها دراهم وأعاد الخياطة كما كانت.

وقُدِر أن الرجل وافى وطالب الشاهد بوديعته، فأعطاه الكيس بختمه، فلما وصل منزله فض ختمه فصادف في الكيس دراهم، فرجع إلى الشاهد فقال له: عافاك الله رُدّ عليّ مالي فإني استودعتك دنانير والذي وجدت مكانها دراهم، فأنكر الشاهد ذلك واحتكما إلى قاضي واسط.

فلما حضرا سأل الحاكم صاحب المال، منذ كم أودعته هذا الكيس؟، قال: منذ خمس عشرة سنة. فأخذ القاضي الدراهم وقرأ سككها، فإذا هي دراهم قد ضرب منذ سنتين وثلاث ونحوها، فأمر الشاهد أن يدفع الدنانير إليه فدفعها إليه وأسقطه. وقال له: يا خائن. ونادى مناديه إلا أن فلان بن فلان القاضي قد أسقط فلان بن فلان الشاهد فاعلموا ذلك ولا يغترن به أحد بعد اليوم فباع الشاهد أملاكه في واسط وخرج عنها هاربا، فلم يعلم له خبر ولا أحس منه أثر.

(2)

وقد استودع رجل رجلًا مالًا ثم طلبه، فجحده فخاصمه إلى إياس بن معاوية، فقال الطالب: إني دفعت المال إليه، قال القاضي: ومن حضر؟، قال: دفعته في مكان كذا وكذا ولم يحضرنا أحد.

قال بن معاوية: فأي شيء في ذلك الموضع؟ قال: شجرة، قال: فانطلق إلى ذلك الموضع وانظر الشجرة فلعل الله تعالى يوضح لك هناك ما يتبين به حقك لعلك دفنت مالك عند الشجرة ونسيت فتتذكر إذا رأيت الشجرة، فمضى الرجل لفعل ذلك.

وقال بن معاوية للمطلوب: اجلس حتى يرجع خصمك فجلس والقاضي يقضي وينظر إليه ساعة ثم قال له: يا هذا أترى صاحبك بلغ موضع الشجرة التي ذكر؟ قال: لا، قال القاضي: يا عدو الله إنك لخائن، قال المطلوب: أقلني أقالك الله، فأمر بأن يحتفظ به حتى جاء الرجل، فقال له القاضي: قد أقر لك بحقك فخذه.