فلسطين أون لاين

تقرير قيود الاحتلال على الكنائس.. سياسة ممنهجة تستهدف الهوية الفلسطينية

...
صورة أرشيفية
غزة/ يحيى اليعقوبي:

كشفت المضايقات والاعتداءات والقيود التي فرضها الاحتلال، على دخول المسيحيين إلى كنيسة القيامة في مدينة القدس المحتلة للمشاركة في احتفالات (سبت النور)، الذي يسبق "عيد الفصح"، عن الاستهداف الإسرائيلي الممنهج لهوية القدس، وعن عنصرية الاحتلال تجاه كل ما هو فلسطيني.

ومنعت شرطة الاحتلال الإسرائيلي، أول من أمس، المصلين المسيحيين من الوصول لكنيسة القيامة، للمشاركة في احتفالات "سبت النور"، ونصبت قوات الاحتلال حواجز عسكرية في محيط البلدة القديمة، وأغلقت بابًا جديدًا، وهو المؤدي إليها، الذي يدخل منه المحتفلون بسبت النور، وطلبت منهم التوجه إلى أبواب أخرى، مثل بابي الخليل والعمود، دون إبداء أسباب.

لم يكن هذا الاعتداء هو الأول فالعام الماضي أعاقت شرطة الاحتلال في القدس وصول المسيحيين إلى كنيسة القيامة واعتدت على عدد منهم وحاولت منعهم من المضي في طريقهم للوصول إلى الكنيسة.

عنصرية إحلال

رئيس التجمع الوطني المسيحي في الأراضي الفلسطينية المقدسة، ديمتري دلياني، يقول، إنّ العنصرية التي قام عليها الاحتلال ترفض الآخر وتسعى للإحلال واستهداف كل ما هو فلسطيني مسلمًا كان أو مسيحيًّا خاصة في مدينة القدس.

وأضاف دلياني لصحيفة "فلسطين"، إنّ المسيحي بالأساس فلسطيني ومعاناته كمعاناة الفلسطيني المسلم لا يتغيّر فيها شيء، وأنّ احتفال "سبت النور" أوضح الحقيقة أنّ الشعب الفلسطيني واحد، وأنّ اضطهاده من نفس المصدر، مُشيرًا إلى أنّ المضايقات الإسرائيلية بدأت منذ عام 2005 وليست وليدة اللحظة.

ورغم أنّ دولة الاحتلال تُسوّق للغرب أنها تسمح بحرية العبادة للمسيحيين، إلا أنّ دلياني يلفت أنّ ما حدث في "سبت النور" الذي تتجه أنظار العالم إليه، كشف عنصرية الاحتلال وكذب ادّعائه، وعنصريته في حرمان الناس حقوقهم في العبادة.

ويُعتقد أنّ "سبت النور" من الاحتفالات التي تؤرّق الاحتلال وقد سعى لطمس الهوية المسيحية بإقامة الحواجز والتضييق على وصول المصلين.

عن الموقف الغربي تجاه ما يتعرّض له المسيحيون في فلسطين، لفت إلى أنّ الغرب لا يدعم المسيحيين الشرقيّين وإنّما يدعم الفكر الصهيوني، لكونه هو من قام بتهجير اليهود بطريقة عنصرية لفلسطين.

تواطؤ البطريرك

عضو المجلس المركزي الأرثوذكسي في الأراضي الفلسطينية المحتلة عدي بجالي، يقول من ناحيته: إنّ التضييق على المسيحيين يُضاف إلى سلسلة ممارسات يرتكبها الاحتلال بحقّ الفلسطينيين.

وأضاف بجالي لصحيفة "فلسطين"، أنّ معاناة المسيحيين لم تتوقف عند الاحتلال، بل يعانون تواطؤ ثيوفيلوس الثالث بطريرك الروم الأرثوذكس مع الاحتلال، واصفًا ذلك بالاحتلال اليوناني للمقدسات المسيحية.

وأشار لوجود اختلاف بين المسجد الأقصى الذي يتبع لدائرة الأوقاف الإسلامية الأردنية، وبين كنيسة القيامة التي تسيطر عليها بطريركية يونانية فاسدة، ولا يملك المسيحيون مفتاح الكنيسة ولا أيّ حجر منها.

تكشف اعتداءات الاحتلال، وفق بجالي، عن هدف سلطات الاحتلال بإلغاء الوجود المسيحي الفلسطيني وتصوير النزاع على أنه ديني بين اليهود والمسلمين، ويحاول إبعاد المسيحيين الفلسطينيين عن مشهد الصراع، حتى لا تهتزّ صورته أمام المجتمع الغربي والتي يسوق من خلالها أنه يحافظ على الحريات الدينية.

واستدرك، لكنّ الممارسات الإسرائيلية على الأرض تُخالف ما يُروّج له، وكلها تهدف لإلغاء الوجود المسيحي، مُشيرًا إلى أنّ المعاناة بدأت منذ النكبة عام 1948م، عندما هجّر الاحتلال قريتي "كفر برعم، وإقرت" المسيحيتين والواقعتين شمال فلسطين قرب الحدود اللبنانية.

ورغم حصول القريتين على قرار من محاكم الاحتلال بعودة أهاليهم في الخمسينيّات من القرن الماضي إلا أنّ الاحتلال رفض تنفيذه.

وأكد أنّ الكنائس الفلسطينية ترفض التنسيق مع الاحتلال وقبول سياسة التصاريح وتعدُّ سلوك شرطة الاحتلال انتقاميًّا، لأنّ شرطة الاحتلال هي التي تُقرّر وتتحكم بالكنائس وهي من تُحدّد من يدخل ويخرج وتتولى الكنائس توزيع التصاريح، مؤكدًا، أنّ الموقف الصحيح يتمثّل برفض التصاريح ورفض دخول شرطة الاحتلال للكنيسة.

وأرجع بجالي التقارب بين ثيوفيلوس الثالث بطريرك الروم الأرثوذكس والاحتلال، إلى أنّ الكنيسة اليونانية هي التي تعاونت مع الحركات الصهيونية في تزوير جوازات سفر ليهود يريدون دخول فلسطين، وهذه البطريركية لا ترى في المسيحيين الشرقيين الفلسطينيين جزءًا من الكنيسة ويعدّونها إرثًا للأمة اليونانية.