فلسطين أون لاين

بالصور "الكعك".. ضيافة تراثية تميز عيد الغزيين

...
غزة/ عبد الرحمن مهاني:

بأيدٍ خفيفة تفرد أم محمد قاسم عجينة "الكعك" المحشو بالتمر، ثم تلفها على شكل حلقات دائرية وترص حبات الكعك داخل أطباقٍ كبيرة قبل إدخالها إلى الفرن.

ضحكات تعُم المكان بين أبو محمد وزوجته وأبنائهما؛ وهم يقومون بأدوار متعددة في إعداد الكعك؛ فالزوج يشرف على عملية التحضير والإعداد، والإبن يوسف بمساعدة زوجته يتولى خبز الكعك في الفرن، وتغليفه فيما بعد في علب تجهيزاً لبيعه قبيل عيد الفطر.

هي حكاية حياة مهنية يومية تعيشيها عائلة قاسم في مكان عملهم المجاور للمسجد العمري الكبير وسط مدينة غزة.

بداية المشوار

تقول أم محمد قاسم لـ"فلسطين أون لاين": بداية مشوارنا في إعداد الكعك البيتي، كانت قبل 25 سنة ونحن نُعد الكعك، فأولى خطوات الإعداد والتجهيز لنا كانت في البيت، فمن هنا جاء تسمية مُنتجنا "بالكعك البيتي.

من أمام أطباق الكعك، تروي إستئجارهم قبل سنة دكان صغير بالقرب من المسجد العمري، وتقول "تعمدنا ذلك المكان لأنه من تراثنا كما الكعك الذي أخذناه من أجدادنا في القدم".

وتابعت حديثها وهي تتفقد العجينة، "كل بيت في غزة لا بد من أن يتواجد فيه أطباق الكعك"، سواء كانت جاهزة (يتم شرائها من السوق) أو يتم اعدادها في البيت.

مكونات الكعك

وتشير أم محمد إلى أن "كل ست بيت لها طريقتها الخاصة في إعداد الكعك والخلطة التي يحبونها، بالنسبة للمكونات البيتية البسيطة التي نستخدمها فهي: الطحين، السميد، السنمة الحلوب، الزبدة، الحليب، الشومر، الينسون، وما يميزنا منتجنا أننا نستخدم التمر في الحشو".

وأوضحت "نستخدم أدوات العجن والطبخ البسيطة في تحضير الكعك البيتي، فنحن نعتبر حالنا في البيت نقوم بتحضيره بكل ارتياح وسعادة، وليس كما الحال في المصنع".

أثناء تناوله الكعك من والدته ليضعه في الفرن وتغليفه، يقول يوسف: "الكعك البيتي له رونق خاص في قطاع غزة، له راحة وطعم تميزه عن غيره من الأطعمة".

وأكمل "الكعك يُعتبر فاكهة المواطن لازم أن تُزيّن طاولة العيد بها، ولا يوجد بيت يخلو من الكعك والمعمول".

واقفاً وبيده علبة التغليف الجاهزة، قال كمية المنتجات اليومية تختلف بحسب الطلب عليها من قبل المواطنين، إضافة إلى أن السعر يناسب جميع فئات المجتمع.

وأضاف في العامين السابقين مرت مدينة غزة بأزمة انتشار فيروس كورونا الأمر الذي أدى إلى إغلاق الأسواق، والحرب التي شنها الاحتلال الإسرائيلي، عرقلت الحياة في المدينة، لكننا هذه السنة نلامس إقبال كبير من قبل المواطنين على منتجاتنا، وهذا يشكل دافعاً كبيراً للاستمرار في إعداد الكعك. 

يصف يوسف أجواء شهر رمضان في البلدة القديمة للمدينة، بأنها تتميز عن غيرها من المناطق، خاصة في أنحاء المسجد العمري، يقول: "عن جمال الحياة الاجتماعية بين أهل الحي يجعلنا نتذكر أيام أجدادنا الجميلة".

يُضيف أنه في شهر رمضان يُقدّم القهوة وبعض الحلويات بعد خروج المصليين من صلاة التراويح في المسجد.

و"الكعك" يعد الضيافة الرئيسية التي يُقدمها الغزيون لضيوفهم خلال عيد "الفطر"، ومع اقتراب أيام العيد يقبلون على الأسواق لشراء الكعك.

33.jpeg
 

3333.jpeg
 

333.jpeg