كما بات من المستحيل إقامة مسيرة الأعلام، وكما تحولت فكرتهم العنصرية التي يستبيحون المدينة المقدسة من خلالها كل عام إلى جحيم عليهم منذ عامين أي منذ سيف القدس في أيار الماضي إلى الآن، حيث كانت جولاتهم ومسيراتهم بحسب أهالي البلدة القديمة في القدس تحطيما لكل ما يلقونه أمامهم، كانت نيران حقدهم وعبثهم تخرب المحال والأدوات وكل ما يصلون إليه في أثناء مسيرة الأعلام التي يقيمونها كل عام، حيث يقول الأهالي الآن نحن الأكثر شعورا بالانتصار والردع الذي حدث بعد سيف القدس، نستطيع أن نبقى في بلدتنا دون أن نكترث لهم لأننا بتنا على قناعة أنهم لم يعودوا كما كانوا..
وكذا الاقتحامات للمسجد الأقصى المبارك باتت لا تمر مرور الكرام وبات المخطط المركزي يلقى عقبات تلو عقبات على صعد أمنية ومعنوية وصولا لسياسية ودبلوماسية، حيث انتفض كل العالم وخرجت الصواريخ وثبت المقدسيون وثبت النصر.
وكذا مخيم جنين الذي كانت قوات الاحتلال تستبيحه في السنوات الأخيرة متقاسمة الاستهداف له مع أجهزة أمن اوسلو التي عذبت وقتلت واعتقلت شبابه، وها هو الآن يدشن مرحلة اللا، حيث التحدي والثبات وبات بؤرة مقاومة استمدت النموذج من غزة وغرفتها المشتركة.
وكذا سابقا انتصار المقدسيين في وجه البوابات وجبل صبيح في نابلس وتحدي العراقيب والنموذج المقاوم يتصاعد ليمحو كل ما اعتبره الاحتلال من بديهيات الترويض.
اليوم بات لزاما على الفصائل الفلسطينية أن تحول يوم نكبتنا الذي يحتفلون به على أنه يوم استقلالهم، بات لزاما أن يلاحق بقائمة اللا ومحو البديهي الذي اعتاده الاحتلال.
فالأولى الآن أن توضع خطة الثورة التي تسندها المقاومة العسكرية ليكون يوم ١٥/٥ يوم الغضب المستمر والشرارة المنطلقة على كل الصعد ليس ابتداء من الميادين والشوارع وليس انتهاء بمسيرات الحدود من الأردن وسوريا ولبنان ومصر، فتفعيل الجاليات الفلسطينية والعربية والإسلامية وتركيز خريطة التحرير على أن يكون ١٥/٥ مرتكزها كي تصبح مراسم فرحهم عذابا عليهم كما الأعلام وغيرها مما ذكر.
هي السيادة التي لا يمكن أن يتمتعوا بها، فصوت الصاروخ يذكرهم بأرض محتلة وهتاف الجماهير للضيف قائد أركان المقاومة في قلب القدس واللد وأم الفحم وحيفا يذكرهم بهذا القائد اللاجئ الذي أوصل صواريخه لصفد المنسية مجاملة للظلم.
لذلك وفي ظل تصاعد النفس المقاوم للشارع الفلسطيني وتماسك واضح يبدو أكثر من أي وقت مضى في الجبهة الداخلية بات لزاما استثمار كل المحطات الإقليمية وورقة القانون الدولي وقوة المقاومة وصوت الجماهير وحالة الحرب الأوكرانية الروسية.
ليصبح ١٥/٥ محطة لعنة على كل الصعد للاحتلال وأذنابه الذين حاولوا أن يخلقوا دولة وهم على حقيقة شعب ووطن عادت الروح فيه مع جيل تشرد أجداده من يافا.
فالقضية الفلسطينية التي مرت بمحطات كبيرة وخطيرة من الترويض والمحو وإزالتها من خريطة وجدول العالم السياسي والجغرافي وتجاهل العرب لها بل والعمل ضدها من خلال موجة التطبيع الأخيرة التي سبقتها موجة مباركة للجريمة المستمرة بحق الفلسطينيين من خلال الصمت وبيانات الإدانة الخجولة تخللتها حرب تحت الطاولة على الشعب ومقاومته وإرادته.
لذلك بات لزاما إعادة ترتيب البرنامج الفلسطيني ووضع الأولوية للنهوض واستنهاض الشعوب وجعل ١٥/٥ الذي تتلقى فيه دولة الاحتلال بطاقات التهنئة بإقامة دولتهم، إلى يوم لعنة وكشفه أنه يوم أسود صمت العالم على ما حدث فيه وما سبقه من أشهر المجازر.