فلسطين أون لاين

ديون السلطة ترهق مستشفى المقاصد وتدفع العاملين فيه للاحتجاج

...
صورة أرشيفية
القدس المحتلة-غزة/ أدهم الشريف:

لم يبقَ أمام العاملين في مستشفى المقاصد إلا الخروج عن صمتهم والاحتجاج ضد عدم صرف رواتبهم منذ بضعة أشهر بسبب ديون متراكمة على السلطة، سببت أزمة مالية كبيرة للمستشفى.

ونظمت نقابة العاملين في المقاصد، أمس، فعالية احتجاجية أمام مقر المستشفى في مدينة القدس المحتلة، شارك فيها الأطباء والإداريون، احتجاجًا على عدم صرف رواتبهم كاملة منذ قرابة 5 أشهر.

وأرجعت إدارة المقاصد ونقابة العاملين فيه الأزمة الخانقة إلى عدم التزام السلطة بتفاهمات تتعلق بسداد ديونها للمستشفى مقابل تقديم الخدمة العلاجية للمرضى الوافدين إليها من وزارة الصحة برام الله.

ويعد مستشفى المقاصد إحدى مؤسسات جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية، وأنشئ عام 1968 وضم حينها 60 سريرًا فقط، واستمر بالتوسع حتى أصبحت أروقته تضم الآن 250 سريرًا، وقد أصبح المستشفى التحويلي الرئيس للمرضى من القدس والضفة الغربية وقطاع غزة.

كما يعد المقاصد مستشفى تعليميا يقدم خدمات التدريب والاختصاص والبحث العلمي للأطباء المقيمين، وطلبة كلية الطب بالتعاون مع جامعة القدس.

وحسبما أفاد أمين سر نقابة العاملين في المقاصد سمير القدومي فإن الاحتجاج أمس يشكل باكورة سلسلة فعاليات ستنطلق في الفترة المقبلة حال استمر عدم التزام السلطة بسداد ديونها المتراكمة للمستشفى.

وصاحب الوقفة الاحتجاجية وقف جميع العمليات في المستشفى باستثناء الحالات الطارئة.

ونبَّه القدومي لصحيفة "فلسطين" إلى أن الأزمة تركت تداعيات سلبية على توفير المستلزمات الطبية اللازمة لتقديم خدمة علاجية أفضل للمرضى الوافدين للمستشفى من عدة مدن ومحافظات.

وكشف عن أن قيمة الديون المستحقة لمستشفى المقاصد على وزارة الصحة والسلطة وصلت إلى 63 مليون شيقل (قرابة 20 مليون دولار).

وذكر أن ديون السلطة تُصرف بـ"القطارة" للمستشفى، في حين أن جميع المرضي الوافدين إليها بتحويلات علاجية من وزارة الصحة تقدم لهم الخدمة الطبية اللازمة، وهذا الأمر يخلق أزمة متجددة منذ سنوات في المستشفى.

وأشار إلى أن الديون المستحقة على مواطنين تلقوا علاجات داخل المستشفى وتعافوا تصل إلى 300 مليون شيقل.

وشدَّد على أن المقاصد يواجه أزمة كبيرة على صعيد الأدوية والمستهلكات والأجهزة الطبية اللازمة لتقديم خدمة علاجية مناسبة للمرضى.

وبيَّن أن عدم صرف استحقاقات الرواتب بالشكل المناسب منذ عام 2020 للعاملين في المقاصد جعلهم يمرون بضائقة مالية غير مسبوقة تزامنت مع عدم اعتماد أو صرف العلاوات السنوية لهم.

كما يفتقد المرضى بعض الاحتياجات الأساسية في المستشفى بسبب الأزمة الخانقة، وصلت إلى حد عدم وجود معدات لإجراء العمليات، بحسب القدومي.

كما كشف عن أن المقاصد مديونة لشركات توريد أدوية ومعدات وأجهزة طبية بعشرات ملايين الشواقل، وهي غير قادرة على سدادها نتيجة أزمتها المالية التي تسببت بها السلطة ووزارة الصحة التابعة لها.

وبينما أكد نقيب العاملين في المقاصد أن المستشفى يمر بظروف استثنائية، شدَّد على ضرورة تدارك الوضع وانتشاله من الأزمة التي تعصف به.

ويعمل في المستشفى المقدسي أزيد من 900 موظف وموظفة، ويضم مجموعة من التخصصات الطبية النوعية؛ الأمراض الباطنية وتشمل أمراض القلب والقسطرة التشخيصية والعلاجية، وأمراض الغدد، الرئة، الكلى، الأعصاب والروماتيزم، والجراحة العامة والتخصصية، والأمراض النسائية والولادة وطب الجنين وحديثي الولادة، وطب الأطفال بتخصصاته المختلفة، قسم الأشعة ويشمل الرنين المغناطيسي والتصوير المقطعي وتصوير الشرايين والألتراساوند الطوارئ والعيادات الخارجية والمختبرات العامة وبنك الدم والتشريح.