قال الباحث والكاتب السياسي من أم الفحم المحتلة صالح لطفي: إن الاحتلال الإسرائيلي لديه خشية من امتداد الأوضاع الجارية في المسجد الأقصى إلى بلدات الداخل المحتل، الأمر الذي يجعله يكثف من حملات القمع والاعتداءات ضد فلسطينيي الداخل.
وشهدت مدن الداخل المحتل وخاصة أم الفحم يومي الجمعة والسبت حملات قمع لمسيرات احتجاجية على ممارسات الاحتلال في المسجد الأقصى، واعتقال عشرات المشاركين فيها.
وأوضح لطفي في حديث لصحيفة "فلسطين" أن بلدات الداخل المحتل تشهد حالة من التوتر على خلفية حملات الاحتلال ضد المواطنين المناصرين للمسجد الأقصى، لافتا إلى أن حكومة نفتالي بينيت أوصت خلال اجتماعها أول من أمس على إبقاء استنفار ما تُسمى "مجموعات حرس الحدود" في الداخل المحتل.
وبيّن أن مؤسسة الاحتلال وأذرعها الأمنية والشرطية وخاصة "قوات المستعربين" لا تتوقف عن عمليات "الكر والفر" ضد الفلسطينيين المشاركين في المسيرات الداعمة للمسجد الأقصى.
وأضاف أن سلطات الاحتلال عملت على تقسيم المناطق في الداخل المحتل ومنع التداخل بينهم وتنقل الشبان إلى الأقصى وبلدات الضفة الغربية، خشية من انتشار المواجهات وانتقالها للبلدات المحتلة.
وأكد أن الاحتلال يسعى من خلال هذه الحملات والاعتقالات إلى ضبط الشارع الفلسطيني في الداخل المحتل وفق ما يريده من جهة، وإعادة ما تُسمى "سياسة الردع" التي فقدها خلال السنوات الأخيرة من جهة ثانية "لكنه لن ينجح"، مشددا على أن كل ممارساته لن تثني فلسطينيي الداخل عن مناصرة الأقصى والتوجه له يوميا.
ووصف ما جرى خلال اليومين الماضيين في بلدات الداخل المحتل بأنه "انتفاضات مصغرة"، مضيفا أنه إذا استمرت استفزازات الاحتلال للمصلين في الأقصى، سيكون لها تداعيات كبيرة على بلدات الداخل الذين لن يقفوا مكتوفي الأيدي.
وتوقع مشاركة مئات الآلاف من أبناء الداخل المحتل في إحياء ليلة القدر بالمسجد الأقصى، مردفا أنه إذا أقدم الاحتلال على أي عمل أرعن في المسجد المبارك، ستعود الأوضاع في الداخل المحتل كما كانت في هبة الكرامة العام الماضي، وإذا استجاب لنداءات العالمين العربي والإسلامي بوقف الاعتداءات، ستمضي الأمور بهدوء.
وأعلنت شرطة الاحتلال اعتقال 6 متظاهرين، في حين لم يعرف حتى الآن العدد النهائي للمعتقلين، إلا أن إحصائيات أخيرة أفادت بأنها اعتقلت ما يزيد على 56 شابًا منذ بدء أحداث الأقصى والمظاهرات بالداخل، على خلفية العمليات الفدائية الأخيرة.
ومنذ بدء الاحتجاجات بالداخل قبل أسبوع تنديدًا بالعدوان على المسجد الأقصى، تضع مؤسسة الاحتلال الأمنية أم الفحم في دائرة الاستهداف الأكبر، حيث اعتقلت العشرات من أبنائها، واستهدفت عددًا من النشطاء البارزين والمرابطين المعروفين في الأقصى.