الهتافات التي تتكرر كل صباح ومساء في باحات الأقصى هي تعبير عن الحاضنة الشعبية التي تشكلت على مدار السنوات الماضية حتى بلغت ذروتها في معركة سيف القدس العام الماضي، إذ يرى المقدسيون أن المقاومة هي من تنصرهم وتحميهم من عدوان المستوطنين وجيش الاحتلال عليهم في المسجد الأقصى، والشيخ جراح وسلوان وغيرها.
لذلك تحوَّل الوعي الفلسطيني نحو الربط بين المقاومة ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي وفي مقدمتها المقاومة العسكرية في غزة التي أثبتت بالدليل والبرهان أنها قادرة على إخضاع وإذلال الاحتلال الإسرائيلي بكل ما أوتيت من قوة وقدمت الدليل في مايو الماضي وجددت ذلك هذه الأيام بإخضاع الاحتلال الإسرائيلي في أكثر من حادثة للتراجع، فتقهقر أمام تهديدات الفصائل الفلسطينية في غزة.
حالة الاستسلام التي تعيشها حكومة الاحتلال الإسرائيلي تشكلت نتاج كي الوعي الذي أحدثته معركة سيف القدس لدى الصهاينة وقادة الاحتلال الذين أصبحوا خائفين مرعوبين مرتبكين من أي خطوة يقدمون عليها في القدس وفي الأقصى، وسيف القدس على رقابهم وتهديدات الفصائل الفلسطينية حاضرة في كل حساباتهم.
الربط بين غزة والقدس هو ربط منطقي وهو نتاج سنوات من الإعداد والتجهيز والتضحيات والدماء التي قدمتها المقاومة في غزة، لتتحول وتنتقل من مقاومة مرتبطة بالعمل الميداني في غزة إلى العمل المقاوم الذي يدافع عن الفلسطينيين وعن القدس تحديدًا، وهذا تشكل في الواقع عبر سيف القدس وأيضا في وعي الفلسطينيين وخاصة المقدسيين، لتتحول المعادلة والربط بين غزة والقدس، بين المقاومة والأقصى، بين سيف القدس وإمكانية حدوث معركة سيف القدس 2 إذا ما تكررت نفس الظروف ونفس الأحداث، بل يمكن القول إن إمكانية الذهاب إلى مواجهة في أي وقت يلغ فيها الاحتلال بدم الفلسطينيين ويدنس المقدسات ستكون حاضرة بل أكثر قوة.
قيادة غزة لمشروع الدفاع عن المسجد الأقصى وعن القدس ليست بديلًا عن المقاومة في الضفة الغربية، بأشكالها المختلفة، وليس بديلًا عن المقدسيين وقد أثبتوا في كل المراحل أنهم على قدر التضحية والمقاومة وكذلك الفلسطينيين داخل فلسطين المحتلة عام 48 الذين يدافعون ويحمون ويرابطون في المسجد الأقصى.
وبذلك تكتمل المقاومة في الدفاع عن المسجد الأقصى، من غزة إلى الأقصى ويجمع فيها الفلسطينيون على أن مشروع المقاومة هو سبيل الدفاع عن الأقصى وعن القدس وتبقى سيفًا مصلتًا على الاحتلال الإسرائيلي بعيدًا عن أي مشاريع أنثوية يقدمها طرف هنا أو هناك.