لم تقف إجراءات الاحتلال الإسرائيلي سدًا منيعًا أمام إصرار وصمود الكفيف علي حنون، من الوصول إلى القدس والمسجد الأقصى المبارك.
وتمكن حنون، وهو من قرية المزرعة الغربية، بمدينة رام الله، من الوصول إلى القدس، سالكًا العديد من الطرق الالتفافية والحواجز التي وقفت حائلًا أمامه والفلسطينيين من الوصول إلى مدينتهم المقدسة.
ومنذ بداية شهر رمضان المبارك، يرتكب الاحتلال، جرائم مستمرة بحق المصلين والوافدين إلى القدس والمسجد الأقصى، عبر نصب سواتر حديدية أغلقت فيها مدرج باب العمود، واقتحام المكان والاعتداء على المرابطين والمعتكفين فيه، وإجبار بعضهم على الخروج من باحاته؛ لتأمين اقتحامات مئات المستوطنين المتطرفين للمسجد.
طرق بديلة
وبفرحة يقول حنون (57 عامًا) لصحيفة "فلسطين": إنه وبعد ساعات طويلة ومسافات قضى بعضها سيرًا على الأقدام وأخرى في حافلات تمكن من الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك.
ويضيف حنون الأب لست بنات وولد: بمجرد أن وصلت إلى المسجد الأقصى بدأت أشتم رائحة جدرانه العتيقة، ولم أتوانَ عن الصلاة هناك وقراءة القرآن، مشيرًا إلى أن الأقصى له خصوصية تختلف عن كل مساجد العالم، وأجواؤه الإيمانية جميلة جدًا وتبعث فيك الأمل والراحة.
ويشير إلى أن إجراءات الاحتلال والتدقيق في الهويات والسماح لمن تزيد أعمارهم على 60 عامًا، للصلاة في القدس والوصول إليه حرمه والعديد من الفلسطينيين لأشهر من الوصول إلى المدينة المقدسة، الأمر الذي دفعه للبحث عن طرق التفافية وبدائل كي يصل إلى المسجد الأقصى، ويعتكف فيه إلى أن نجح في ذلك ووصل إليه يوم الخميس واعتكف بداخله لـ3 أيام.
وما هي إلا ساعات من وصول حنون، إلى القدس، والبدء بالصلاة وتلاوة القرآن، بدأت قوات الاحتلال تغلق أبواب المصلى القبلي، وتفريغ الساحات من المصلين، وتطلق قنابل الغاز باتجاهنا، إلى أن اقتحموه وداست ببساطيرها سجاده، وبدأت بالاعتداء على كبار السن خلال محاولة حماية الشبان.
هجمة شرسة
ويشير حنون، بغضب، إلى أن الاعتداء على المصلين كان مؤلما جدًا، فلم يسلم منه كبار السن والشباب، وحتى نوافذ المصلي القبلي حطمها، وداس على سجاد الصلاة، وقال: لكن رغم الهجمات الشرسة التي يشنها الاحتلال على القدس والمصلين والمعتكفين تجعلهم على مقربة منه والدفاع عنه.
ويردف أن ما يبعث الأمل في النفس هو أنه رغم الجرائم التي يمارسها الاحتلال بحق المقدسيين أنهم يصرون على التواجد فيه والدفاع عنه مهما كلفهم ذلك من ثمن.
ودعا حنون الأوقاف الإسلامية وكل الجهات المعنية لفتح باب الاعتكاف في المسجد الأقصى المبارك طيلة أيام الشهر الفضيل، مضيفًا: فوجودهم بمثابة تحدٍ للاحتلال والتأكيد أنه أصحاب الأرض والقدس ملك للمسلمين.
وحنون، هو أسير محرر بلغ مجموع سنوات اعتقاله في سجون الاحتلال سبعة أعوام، كان آخرها خلال العدوان على القطاع عام 2014، حيث اعتقل 19 شهرًا إداريًا.
ثلاثة أيام أمضاها حنون، معتكفًا في المسجد الأقصى المبارك قبل أن يغادره مساء السبت الماضي، وعيناه ترنوان إلى العودة إليه مجددًا خلال الأيام القليلة القادمة فتواجده في القدس بمثابة دعوة للكل الفلسطيني للوصول إلى الأقصى والتواجد فيه والدفاع عنه ضد الاحتلال.