فلسطين أون لاين

رفض شعبي لاعتقال السلطة الناشط السياسي محمد عمرو من الخليل

...
عمرو مع الشهيد المغدور نزار بنات (أرشيف)
الخليل-غزة/ نور الدين صالح:

أكدت أوساط شعبية ومؤسسات حقوقية رفضها اعتقال أجهزة أمن السلطة الناشط السياسي د. محمد عمرو من مدينة الخليل، بأسلوب وحشي، مطالبةً إيّاها بالتوقف عن نهج الاعتقالات السياسية.

وكانت عناصر من أجهزة أمن السلطة اقتحمت منزل "عمرو" في بلدة دورا جنوب غرب الخليل بالضفة الغربية المحتلة واعتقلته برفقة نجله شداد (16 عامًا) وسط إطلاق الرصاص وقنابل الغاز المُسيل للدموع.

ونظّم نشطاء وحراكيون، أمس، وقفة أمام مكتب المفوّض السامي بمدينة رام الله وسط الضفة الغربية، رفضًا لاعتقال الناشط "عمرو" ونجله.

وقال الناشط عمر عسّاف في بيان خلال الوقفة: إنّ الأجهزة الأمنية تصرُّ على السير في ذات الاتجاه، وهو القمع والاعتقال والاعتداء على أبناء شعبنا، وهذا ما حصل في بلدة دورا مع محمد عمرو ونجله وزوجته، مُضيفًا أنّ إجراءات السلطة جاءت في ظلّ مواجهة الشعب الفلسطيني عدوانًا إسرائيليًّا على امتداد الأرض واعتداءات الاحتلال ومستوطنيه في القدس والمسجد الأقصى بصدور عارية، وقد ارتقى منه الشهداء.

وأدان عساف اعتقال عمرو ونجله، معتبرًا ذلك عملًا مرفوضًا وطنيًّا وأخلاقيًّا وشعبيًّا. وقال: "يتوقع شعبنا من أجهزة أمن السلطة حمايته من المستوطنين، والأجدى بتلك الأجهزة الدفاع عن المسجد الإبراهيمي"، مُحمّلًا رئيس السلطة محمود عباس المسؤولية الكاملة عن حياة عمرو ونجله وأسرته.

وحذّر السلطة من الاستمرار في الاعتقال السياسي للنشطاء والحراكيين، ومن تدمير هذا النهج النسيج المجتمعي، مُطالبًا المؤسّسات الحقوقية المحلية والدولية برفع صوتها وردع السلطة عن هذه السياسة البائسة وإطلاق سراح عمرو فورًا.

بدوره، استنكر "التحالف الشعبي للتغيير" وحراك "طفح الكيل" اعتقال أجهزة أمن السلطة عمرو ونجله من منزله في بلدة دورا. وقالا في بيان مشترك: إنه في الوقت الذي تشتدُّ فيه الهجمة الإسرائيلية على أرضنا وشعبنا ومقدساتنا تُصرُّ السلطة وأجهزتها القمعية أن تثبت أنّ أولوياتها وانشغالاتها واهتماماتها وارتباطاتها مُنصبّة على اعتقال المناضلين والشرفاء من أبناء شعبنا.

ويُعدُّ الدكتور عمرو من مؤسّسي الحراك الشعبي "طفح الكيل"، وكان مُرشّحًا عن كتلة "طفح الكيل" في انتخابات المجلس التشريعي التي عطّلها عباس العام الماضي.

وأدان "التحالف الشعبي للتغيير" الذي يضمُّ عددًا من الحراكات ومنها طفح الكيل والقوائم الانتخابية المستقلة ومجموعات شبابية هذا الفعل الشنيع والمرفوض وطنيًّا وأخلاقيًّا وشعبيًّا.

وقال التحالف والحراك "كان يتوقع شعبنا قيام أجهزة الأمن بحمايته من اعتداءات مستمرة عليه والدفاع عن المسجد الأقصى بعد بدء تقسيمه زمانيًّا ومكانيًّا، وكان الأجدى بتلك الأجهزة الدفاع عن المسجد الإبراهيمي التي تعمل بكنفه بعد أن تحوّل إلى مرقص لغلاة المستعمرين".

وحيّا التحالف عائلة عمرو التي تمرّدت على الاعتقال السياسي وقدمت نموذج الرفض الشعبي للاعتقال السياسي، لأنّ حقّ الممارسة السياسية مكفولٌ بالدستور لأيّ فلسطيني أينما كان، لافتًا إلى أنّ زوجة عمرو تُعاني من أمراض الشرايين والقلب وقد تمّ تحويلها للمستشفى.

وحمّل التحالف عباس المسؤولية الكاملة عن حياة عمرو وأسرته، داعيًا المواطنين للتضامن معهم عبر وسم "الحرية لمحمد وشداد".

وحذّر الحراك والتحالف من الاعتقال السياسي للنشطاء الذي لا يخدم إلا الاحتلال، مطالبين المؤسسات الحقوقية برفع صوتها والضغط على السلطة لردعها عن هذه السياسة البائسة، والإطلاق الفوري لسراح الدكتور عمرو وعائلته.

وطالبت نقابة الصيادلة عباس ووزير داخليته بالإفراج عن عضوها الصيدلاني محمد عمرو. وقالت النقابة في بيان لها أمس: "لن نتردّد باتخاذ كلّ الخطوات والإجراءات القانونية والنقابية للدفاع عن زميلنا حتى إطلاق سراحه وعودته إلى أسرته".

وأبدى مجلس النقابة استغرابه واستهجانه للطريقة والأسلوب المتبع الذي لجأت إليه أجهزة أمن السلطة لاعتقال عمرو، مُضيفًا أنّ الاعتقال جاء في ظلّ ظروف صعبة تمرّ بها القضية الوطنية والشعب الفلسطيني من اعتداءات متواصلة على المسجد الأقصى والمُصلّين والمُرابطين فيه، وحملة مداهمات واقتحامات ليلية للمدن والقرى والمخيّمات، نتج عنها عددٌ كبيرٌ من الشهداء والجرحى والمعتقلين المدافعين عن الوطن.

وقفة طلابية

ونظّمت الكتلة الإسلامية الذراع الطلابي لحركة حماس في جامعة الخليل أمس وقفة احتجاجية ضد الاعتقال السياسي بحقّ طلبة الجامعة.

وندّد الطلبة المشاركون في الوقفة باعتقال أجهزة أمن السلطة زميلهم الطالب براء غزال مُنسّق الكتلة الإسلامية في الجامعة للمرة الثانية خلال شهر.

واعتقل جهاز المخابرات الطالب غزال فجر الأحد الماضي على خلفية نشاطه النقابي والطلابي في الجامعة.

وطالب المشاركون بوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال، مُردّدين هتافات مؤيّدة للمقاومة ولقائد كتائب القسام محمد ضيف.

وكانت أجهزة أمن السلطة قد اعتقلت الطالب الجامعي عبد الرحمن العبري بعد نصب كمينٍ مُحكَمٍ له، وهو أسلوب يتبعه جيش الاحتلال ضدّ المقاومين.

المصدر / فلسطين أون لاين