فلسطين أون لاين

"نسائم الخير".. طوق نجاة لفقراء مخيم الشابورة

...
مخيم الشابورة
رفح/ ربيع أبو نقيرة:

تلجأ عشرات الأسر المستورة إلى تكية رفح الخيرية لسد جوع أطفالها في ظل الوضع الاقتصادي الصعب الذي خلفه الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أكثر من عقد ونصف من الزمن.

وتعتمد أعداد كبيرة من الأسر الفقيرة يوميًّا، على الطعام الذي تنتجه التكية في مخيم الشابورة بمدينة رفح جنوب قطاع غزة.

وتفتح التكية أبوابها طيلة العام لتقدم الطعام مجانًا للأسر الفقيرة، لكنها تنشط يوميًّا في شهر رمضان المبارك.

هاني أبو موسى مدير فريق "نسائم الخير" التطوعي القائم على التكية، يوضح لصحيفة "فلسطين" أن فكرة المشروع الخيري مستوحاة من تكية خليل الرحمن، القائمة منذ عقود في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية.

ويلفت إلى أن التكية مستمرة في تقديم خدماتها للعام السادس على التوالي، قائلًا: "الوقت الذي نعيش فيه صعب، يكابد فيه أهل قطاع غزة ظروفًا معيشية صعبة، إذ تعجز أعداد كبيرة من الأسر عن توفير قوت أبنائها".

ويبين أبو موسى أنه جرى التحري عن العائلات الأكثر فقرًا، عبر بحث ميداني نفذه فريق من المتطوعين، وتم اعتماد أكثر من 450 أسرة لتلقي الخدمات المجانية من التكية، قائلا: "تم تسليم الأسر بطاقات لتنظيم عملية توزيع الطعام".

ويضيف: "معظم رواد التكية من مخيم الشابورة للاجئين الفلسطينيين، الأكثر فقرا والأكثر كثافة سكانية في العالم"، مشيرا أن تكيته تقدم كل يوم طعامًا مختلفًا سواء كوجبة غداء أو كوجبة إفطار في رمضان.

وتابع أبو موسى: "نطبخ مع اللحم بازلاء أو فاصولياء أو زهرة أو بطاطا أو جريشة، أو ما هو متوفر من الطبائخ، ويوم الجمعة من كل أسبوع يتم تجهيز وجبات أرز باللحم أو الدجاج وفقًا للإمكانات".

وينبه إلى أن التكية تستهدف الأسر الأشد فقرًا، خصوصًا منتفعي الشؤون الاجتماعية الذين لم يتلقوا أي معونة منذ أكثر من سنة.

وبحسب بيانات وزارة التنمية الاجتماعية في غزة، فإنَّ قرابة 81 ألف أسرة تستفيد من برنامج المساعدات النقدية، إذ يحصل المستفيدون في الغالب على 4 دفع مقسمة على مدار العام، إلا أن الأسر لم تحصل على مدار 15 شهرًا إلا على دفعة واحدة فقط.

وتتراوح المبالغ التي تحصل عليها الأسر المستفيدة من البرنامج ما بين 750 شيقلًا إسرائيليًّا و1800 شيقل إسرائيلي، إذ يُقسَّم المستفيدون بناءً على أعداد أفراد الأسرة وطبيعة الواقع المعيشي والاجتماعي وبعض المعايير الأخرى.

وفي حين يخبر أبو موسى بأن "التكية" وفريق "نسائم الخير" يمر بعجز كبير بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وأزمة كورونا التي أثرت في حجم التبرعات، يعمل المتطوعون على مشاريع خيرية أخرى، منها مشروع توزيع مياه صالحة للشرب عبر سيارة خاصة يستفيد منها أكثر من ثلاثة آلاف مواطن من الأسر الفقيرة يوميًّا، ومشاريع ترميم منازل.

كما يشرف الفريق على مشاريع توزيع سلال غذائية، وكفالات أيتام من الأيتام الجدد الذين لم يدرجوا ضمن الجمعيات ولم يستفيدوا منها، ومشروع توزيع مساعدات نقدية على الأسر التي تقطعت بها السبل، كالعائلات المستأجرة والمعيلة من منتفعي الشؤون الاجتماعية.

ووفقًا لبرنامج الأغذية العالمي، يعيش 53% من سكان قطاع غزة يعيشون في فقر. وبينما تبلغ نسبة البطالة 45%، يقول البرنامج إن الفقر والبطالة، هما المحركان الرئيسان لانعدام الأمن الغذائي في لنحو ثلثي سكان القطاع البالغ عددهم مليوني نسمة.