فلسطين أون لاين

"المطور".. فتى فقأت رصاصة إسرائيلية عينه وبددت أحلامه

...
الفتى محمد المطور - (أرشيف)
القدس المحتلة-غزة/ جمال غيث:

تبددت أحلام الفتى محمد المطور (17 عامًا)، من بلدة الرام شمالي القدس المحتلة، وانقلبت حياته رأسًا على عقب بعد أن سلبت رصاصة أطلقها جنود الاحتلال الإسرائيلي إحدى عينيه، وأفقدته عمله.

حالة من الحزن خيمت على المطور، الذي يجلس على إحدى أَسِرّة مستشفى النجاح الطبي، بعد أن أفاق من عملية جراحية لوقف النزيف من عينه اليسرى، ليجد نفسه بعين واحدة.

أصيب "المطور" بعيار مطاطي أطلقه جيش الاحتلال خلال قمع المواطنين في بلدة الرام شمال القدس المحتلة، مساء التاسع من أبريل/ نيسان الجاري.

مصدر دخل

ويروي المطور تفاصيل إصابته، قائلاً: "كنت في طريقي إلى مكان عملي، وترافق ذلك مع اندلاع مواجهات في المكان، لأصاب برصاصة إسرائيلية بعيني بعدها فقدت بعدها الوعي لأجد نفسي على أسرة مستشفى النجاح".

وأضاف المطور لصحيفة "فلسطين": "لم أكن أعرف ما الذي جرى حين فتحت عيني بالمستشفى، فكان أفراد عائلتي والأطباء يلتفون حولي، وأبلغوني بوضعي الصحي وأنه ليس بالخطير وسأغادر المستشفى بعد أيام، حينها بدأت أتذكر وقت الإصابة والدماء تسيل من عيني وأدركت أني فقدت عيني".

ويكمل: أنا الوحيد الذي أعمل وأنفق على أسرتي (تتكون من ستة أفراد)، ووالدي لا يقوى على العمل بعد أن أصيب عام 1999 على يد جيش الاحتلال بطلق ناري في الرأس، حيث يعاني انفصامًا في الشخصية "مرض نفسي".

وتساءل المطور، كيف سأعيل عائلتي بعد أن فقدت عيني؟ وكيف سأعيش وأصرف على إخوتي؟ داعيًا لمحاسبة الاحتلال الذي تسبب بفقدان عينه.

ويؤكد جواد المطور، عم الفتى "محمد"، أن جيش الاحتلال أصاب ابن شقيقه بتعمد، قائلًا: "لو لم تكن الإصابة مقصودة لما فقد ابن أخي عينه بشكل مباشر".

وأوضح المطور لصحيفة "فلسطين"، أنه "بعد أشهر سيتم إجراء عملية لزراعة عين اصطناعية لمحمد كي يعتاد وضعه الجديد"، داعيًا المؤسسات الحقوقية والإنسانية للعمل من أجل حماية أطفال فلسطين.

استهداف ممنهج

من جانبه، أكد مدير برنامج المساءلة في الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال عايد أبو قطيش، أن جيش الاحتلال يستهدف الأجزاء العليا من الجسد بشكل ممنهج عند إطلاقها النار صوب الأطفال الفلسطينيين.

وأوضح أبو قطيش لصحيفة "فلسطين"، أن الهدف الذي يسعى له الاحتلال من وراء استهداف الأطفال هو إما القتل وإما إصابتهم بإعاقة دائمة، مؤكدًا أن الاحتلال يستخدم القوة المفرطة ضد الأطفال.

وقال: إن الإفلات الممنهج من العقاب يعرض الأطفال الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال للقتل في أي لحظة، لعدم محاسبة القتلة، مشيرًا إلى أن أبرز ضحايا الاحتلال في الأراضي الفلسطينية هم الأطفال.

وبين أبو قطيش أن الاحتلال يقتل سنويًّا نحو 100 طفل من مختلف الأراضي الفلسطينية، لافتًا إلى أن مركزه وثق ما بين عام 2000 و2022 قتل 2203 أطفال على يد جيش الاحتلال.

وأكد أن الاحتلال يستخدم القوة المميتة المتعمدة في ظروف لا يبررها القانون الدولي، لافتًا إلى أن الاستخدام المفرط للقوة هو القاعدة عنده، مستغلاً حالة الإفلات الممنهج من العقاب وعدم المساءلة.